أرى العنقاء تكبر أن تُصادا/ فعاند من تطيق له عنادا
(أبو العلاء المعرّي)
أنا
شَبيهُ أرتونان آرتو،
أَحْملُ في رأسي مستشفى آلاَم...
■ ■ ■
أنا
الأَبْيضُ والأَسودُ
كلّما اختلفنا
مثل مياه الصمت،
أجلس قرب بحيرة الفجر
في انتظار أن يشرق وجهك
في المرآة
كصباح ضائع في السديم...
■ ■ ■
أنا
اصْفِرارُ الوَرقة ِ
واخْضِرارُ عينيكِ
حيثُ تَنْمو أعشَابُ الرَّغْبَةِ،
كلما هتكت خدر الليل
وافترشت القصيدة
تحت أشجار وارفة، أشجار
تسقط من أغصانها
ظلال قديمة من بلّور شعرك
كأنها ثلوج تنكسر على الأرض.
■ ■ ■
وكُلما عُدتُ بنَهاراتٍ
نهارات مطوية
أَرمي بها من شُرفة غرفتي
كأوراقٍ بَالية،
يعود صدى صوتك
ليرمم شقوق سقف الغرفة
وثقوب ليل تسمم قرب البئر،
بئر يلمع مثل سرّة امرأة...
■ ■ ■
أنا
أُرِيدُ فَقط
الليل، الليل
وهو يَسِيلُ،
مِن أَعلى قِمَّةِ الجَبل
ويَسقِي الأرضَ
حتى الثمالة؛
مثل قطرات
تسقط من حنجرة القرون.
■ ■ ■
فِي كلِّ يوم
تَرْمِي بي الحَياةُ
على سَواحلَ أَجْهلها.
بيد أَنِّي
أُوَاصِل المسير
دُون
أن أَصل..
■ ■ ■
أنا
نُسْغُ الألمِ
وسَماءُ الكَلماتِ
في غابات كئيبة
تجترح أسلاك الصمت الشائكة.
■ ■ ■
الأَشْجارُ
تَصْطَفُّ على طول الطريقِ
في انتظارِ المجهولِ
والأحلام المؤجّلة
إلى الأبد...
■ ■ ■
قريباً
ستنفتح أبوابُ الليل
ويَدلَفَ الشُّعراء
لِيسْتَسقُوا من بِئْرٍ مَمْسُوسةِ،
ويَفِرَّ الجِن
مِن هيَاجِ هذه الكلماتِ
وملح الاستعارة،
وعويل البرق في ضجيج الحرب
وآلام نهار وُجد ميتا في غابات الليل.
■ ■ ■
لَمْ يَعد لليَأسِ
لونٌ أو طعمٌ
أو رائحَةٌ
أو معنى
فقط،
حُروفٌ تَتهَامى في الظَّلام...
■ ■ ■
أنا
رَمَاد الغيم،
قَبل أن يَصير
خيوطاً من عنكبوت المطر،
وإِنَّ أَوهنَ البيوتِ
لَبُيوتُ القلْبِ
حين تُبحِر،
على إيقاع الطويل
ينتظر
أن تسقط ثمار الشمس
بعد أن تطلع
من بئر اليأس...
■ ■ ■
أنا
شَظَايا غيمة
أصابت بئراً بنزلة برد
فأضحى قميصي
يَنْزفُ دَماً غَريباً،
وعلى شَفَتي
تَيَبَّسَت كلماتٌ
مثل بقع دمٍ،
على جدران غرفتي...
نسيت كل شيء
في دولاب القصيدة.
عارياً،
إلّا من دمي
أتقدّم نحوك
نحو بئر الحياة
مثخناً بقطن غيوم
و"منازل في القلوب"
تنزف
قرب بئر الحياة...
* شاعر من المغرب