سامح سرور كابتن منتخب سورية لكرة السلة ضمن قوائم ضحايا التعذيب

01 اغسطس 2018
قُتل ظلماً
+ الخط -
سامح سرور، لاعب منتخب سورية ونادي الجيش لكرة السلة، اسم جديد يضاف لقائمة تطول من معتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري.

أدرج اسمه في قائمة الأسماء التي سلمها النظام عن الذين قضوا في المعتقلات، لينضم الكابتن سامح سرور إلى قافلة ضحايا الرياضة السورية، الذين قدموا أرواحهم في سبيل ثورة الشعب السوري ضد النظام منذ 18 آذار 2011 وحتى اليوم.

سامح سرور، من مواليد عام 1989 ابن بلدة معربة في ريف درعا، اعتقل يوم السبت 14 أبريل/نيسان 2012 في مطار دمشق الدولي أثناء عودته من حلب مع فريقه الذي لعب أمام فريق الجلاء بمباراة ضمن بطولة كأس النخبة السورية.

لم يعرف مصير اللاعب أو هوية الجهة الأمنية التي ألقت القبض عليه أو التهمة الموجهة إليه، حتى الإفراج عنه بتاريخ 23 مايو/أيار 2012 لساعات قليلة فقط، قبل أن تعاود قوات النظام اعتقاله مجدداً، موجهة إليه تهمة إحراق مدارس حكومية في مدينة درعا. نقلت قوات النظام المعتقل سرور إلى عدة أفرع أمنية بين محافظتي دمشق ودرعا، ولم تظهر وسائل الاعلام الرياضية التابعة للنظام أية ردود فعل أو تعاطف مع اللاعب بل عتمت على الخبر في ظل الممارسات القمعية لأجهزة المخابرات على الإعلام السوري وهيمنتها على معظم مكوناته.

وكذلك زملاء اللاعب ظلوا صامتين حيال اعتقال سامح خوفاً من الاعتقال، باستثناء لاعب منتخب سورية رامي عيسى، الذي ظهر على صفحته في "فيسبوك" وهو يحمل قميص المنتخب الوطني السوري بكرة السلة، وكتب عليه "الحرية للكابتن سامح سرور".

ويصف اللاعب السابق رامي عيسى، الكابتن سامح سرور، بـ "الهادئ والخلوق"، مؤكداً أن هذه الصفات كانت تبرز لديه حتى خلال اللعب، فلم يكن عنيفاً أو مؤذياً كما غيره من اللاعبين، ولعب في فريق الجيش. ويضيف "بحسب ما علمت أن سبب اعتقاله جاء بعد أن زاره أحد المطلوبين للنظام ونام عنده في البيت، لكن هذا الأمر ليس سبباً لاعتقاله من وجهة نظري، ويمكن أن تكون هناك أسباب أخرى لكننا لا نعلم بها".


ويتابع عيسى حديثه لـ "العربي الجديد"، "كان هناك تخاذل عام من إدارة نادي الجيش، ونعلم أنهم متخاذلون، وكذلك لاعبو الفريق والمنتخب، فلم يسع أي منهم للإفراج عن سامح أو معرفة مصيره أو يواسي أهله. وهم يعرفون أنه اعتقل مظلوماً وبلا أي ذنب، لم يتعبوا أنفسهم ولو بكلمة على فيسبوك للأسف، وهذا عكس ما حصل عندما توفي باسل ريا في مايو من العام نفسه، وهو لاعب المنتخب أيضاً، بالطبع نحن لا نشمت بموت أحد، لكنهم ضجوا بوفاته على عكس قضية اعتقال سامح".


ووفق شهادة أحد المعتقلين المفرج عنهم سابقاً، تعرّض سامح إلى أنواع شتى من التعذيب داخل فرع الأمن السياسي بمدينة درعا، ما أدى إلى كسر كتفه وإصابات في وجهه، نقل بعدها لدمشق.

ويقول عروة قنواتي، أحد مؤسسي الهيئة السورية للرياضة: "رغم أن الخبر مؤلم ومحزن للغاية، وخصوصاً في سلسلة قوافل الشهداء تحت التعذيب التي بدأت تصدر للعلن يومياً، إلا أنه أمر متوقع. يقوم النظام بتعذيب وتصفية النخب والشخصيات المبدعة في كل المجالات ومنها الرياضية، وهو يعلم تماماً مدى تأثير اللاعب السوري أو المدرب على الجماهير".

ويضيف قنواتي "اليوم نخسر اللاعب المميز والشاب الخلوق سامح سرور، وكنا على أمل عودته كما أهله ومحبوه منذ 6 سنوات لحظة اعتقاله الأول والثاني. قضى شهيداً طيب الذكرى مثل زملائه الذين سبقوه منذ بداية الثورة وحتى اليوم، وما زلنا على أمل أن يكون باقي الرياضيين المعتقلين بخير ومنهم عامر حاج هاشم لاعب نادي الشرطة بكرة القدم، ومحمد حاج سليمان لاعب مصفاة بانياس بكرة القدم، وطارق عبد الحق لاعب نادي تشرين، والدكتورة رانيا العباسي وعائلتها، وعدد كبير من الرياضيين الأبطال. رحمة الله على الشهيد سامح سرور".

وفي وقت سابق ذكرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بتقرير لها وثَّقت فيه مقتل 253 رياضياً على يد قوات النظام السوري، بينهم 4 أطفال و57 من مقاتلي فصائل المعارضة، و10 بسبب التعذيب، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 117 رياضياً بإصابات متفاوتة. ورصدت أيضاً في التقرير حالات حوَّلَت فيها قوات النظام السوري عدداً من المنشآت الرياضية إلى ثكنات عسكرية ومقار احتجاز للمعتقلين.

وبيّنت الشبكة "أن أطرافاً من مليشيات تابعة للنظام استهدفت بعضَ الأندية والملاعب والصالات الرياضية". وذكر تقريرها أن أول ضحايا الحراك الشعبي على الإطلاق كان لاعب نادي الشعلة محمود قطيش الجوابرة الذي قُتل على يد قوات أمن نظام الأسد في 18 مارس/آذار 2011.