يشكّل كورنيش العاصمة القطرية الدوحة ملتقىً عاماً للمقيمين فيها، وخاصة من العمال الآسيويين، الذين يتجمعون على الكورنيش في فترات المساء خلال أيام عيد الأضحى، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في شهر أغسطس/ آب، ليزدحم المكان مع حلول المساء بمئات من الأصدقاء وأبناء البلد وزملاء العمل.
وضاعف توقف شركات الطيران وإغلاق المطارات وتقييد حركة السفر من جراء انتشار فيروس كورونا، من وجود المقيمين داخل قطر في مثل هذا الوقت من العام الذي يعتبر موعداً سنوياً للإجازات الصيفية، إذ يتوجه الآلاف إلى بلادهم لقضاء فترات مع عائلاتهم.
ورصد "العربي الجديد" قبيل غروب أول أيام عيد الأضحى، الجمعة، مشهد الزحام على كورنيش الدوحة، وأكد عدد من العمال أنهم اعتادوا التوجه إلى الكورنيش خلال الأعياد والمناسبات للاستمتاع بمنظر البحر والخضرة والإطلالة الرائعة على الأبراج.
وقال كومي حامد الدين، من كيرلا في الهند، إنه منذ قدومه للعمل في قطر قبل نحو ست سنوات، يحرص على زيارة كورنيش الدوحة خلال الأعياد والمناسبات العامة، كاليوم الوطني، واليوم الرياضي، مشيراً إلى أنه يتفق هو وأصدقاؤه على الالتقاء في إحدى مناطق الكورنيش، غالباً عند مدخل متحف الفن الإسلامي، ليتابعوا المسير على طول الكورنيش.
وأوضح زميله رنجه مهيام، أن إدارة الشركة التي يعمل فيها، توصل العمال خلال عطلة العيد بالحافلات إلى منطقة مشيرب القريبة من سوق واقف، ثم يتوجهون مشياً إلى الكورنيش بعد العصر للقاء الأصدقاء وأبناء البلد الذين يعملون في أماكن مختلفة، وعند العاشرة مساءً يعودون إلى مكان نزولهم لتقلهم الحافلات مرة أخرى إلى أماكن سكنهم.
وأشار حامد الدين إلى أن لديهم ذكريات كثيرة جميلة على الكورنيش ترتبط بأصدقاء عادوا إلى بلدانهم، وأنه "لم يعد مجرد مكان نمرّ عليه، أو نقضي الوقت فيه، بل أصبح جزءاً من ذاكرتنا".
وأشاد مهيام وزملاؤه الذين حضروا إلى كورنيش الدوحة مساء أمس الجمعة، بالاهتمام الذي يلقونه من جانب صاحب العمل، والمديرين، والذي يعوضهم قليلاً عن وجودهم بعيداً عن أسرهم، خاصة أن فيروس كورونا الذي يجتاح العالم، أشعرهم بنوع من القلق والتوتر، نظراً لعدم تمكنهم من السفر إلى بلدانهم.
تجدر الإشارة إلى أن عدد السكان داخل قطر تجاوز في نهاية شهر مايو/ أيار الماضي، 2.8 مليون نسمة، وتشكل القوى العاملة من بينهم نحو مليوني شخص، بحسب إحصائية لجهاز التخطيط والإحصاء القطري.