ريفلين المتمسّك بـ"إسرائيل الكبرى" رئيساً رغماً عن نتنياهو

حيفا
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
10 يونيو 2014
DDEB9EA2-348A-4674-A145-CD595953CB1A
+ الخط -
فاز رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين (74 عاماً) بانتخابات الرئاسة الإسرائيلية، خلفاً للرئيس الحالي شمعون بيريز، الذي تنتهي ولايته منتصف يوليو/تموز المقبل، ليكون الرئيس العاشر لإسرائيل. وحصل ريفلين في الجولة الثانية على 63 صوتاً متغلباً على منافسه، مئير شيطريت، الذي حصل على 53 صوتاً، فيما كانت هناك ثلاث بطاقات بيضاء.

ولم يتمكن أحد المرشحين الخمسة، من نيل الأكثرية المطلوبة في الجولة الأولى، وهي 61 صوتاً، اليوم الثلاثاء، فانتقلت المنافسة إلى الجولة الثانية، التي حصل فيها ريفلين على 44 صوتاً، وشيطريت على 31 صوتاً، وحلّت عضو الكنيست السابقة، دالية ايتسيك، ثالثة بمجموع 28 صوتاً، ونالت القاضية السابقة في المحكمة العليا، داليا دورنر، 13 صوتاً، والبروفيسور دان شختمان، الحائز على جائزة نوبل بالكيمياء حصل على صوت واحد. وتمّ إلغاء صوتين من أصل 119 صوتاً، وتغيّب عضو كنيست واحد بداعي السفر.

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن "انتخابات الرئاسة الحالية كانت الأقذر مقارنة بسابقاتها، ورافقتها فضائح وتصفية مرشحين بارزين خرجوا من السباق، بعد التحقيق معهم في قضايا تحرش جنسي وفساد مالي".
وبلغت الأجواء الموبوءة التي رافقت السباق الرئاسي، قمّتها بالتحقيق مع عضو الكنيست والوزير السابق بنيامين بن اليعازر، قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات في شبهات فساد مالي، ممّا اضطره إلى الانسحاب، علماً أن بن اليعازر اعتُبر من المنافسين الأقوياء.

أمّا المرشح الآخر الذي كان من أصحاب الحظوظ الكبيرة للفوز بالمنصب، سيلفان شالوم، فاضطر للاستقالة في وقت سابق، بعد التحقيق معه في قضايا تحرش جنسي، لم تثبت عليه، ولكنها نجحت في تصفيته وخروجه من السباق.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الانتخابات بـ"سباق تصفية شخصية، شابَتها حملات قذف وتشويه". واعتبرت صحيفة "هآرتس"، أنه "بالرغم من كون منصب الرئيس ليس سياسياً ويعبّر عن وحدة الشعب، إلا أن المنافسة عليه كشفت كلّ التلوث الموجود في الجهاز السياسي الإسرائيلي"، ورأت بأن "أعضاء الكنيست صوّتوا على مضض في الجولة الأولى".

ويرى مراقبون إسرائيليون أن "السباق الرئاسيّ خرج عن المألوف هذه المرة، بحيث اعتمد تصويت أعضاء الكنيست على حسابات تتجاوز الحزبيّة، إلى الحسابات الشخصية والعلاقات الخاصة، ومنها ما هو مبنيّ على كراهية مرشحين معينين أو مقرونة برغبة في الانتقام منهم، ودون علاقة بالتوجهات السياسية للمرشحين وأيديولوجياتهم، وكونهم محسوبين على اليمين أو اليسار، وفق المفهوم الإسرائيلي، فضلاً عن منح بعض الأحزاب حرية التصويت لممثليها".
وفي ظلّ اختلاط الأوراق، وجد المحللون والصحافيون الإسرائيليون صعوبة في التكهّن بخيارات المصوّتين، إذ أبقى غالبية النواب الأمر سراً، وأخفوه حتى عن زملائهم في أحزابهم.

التصويت العربي

أمّا النواب العرب في الكنيست فلم يتفقوا على مرشح واحد، وتوزعت أصواتهم بين أكثر من مرشح في الجولة الأولى، وكذلك في الثانية.
وكشف النائب مسعود غنايم، من "القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القائمة اتفقت، في أعقاب الجولة الأولى، أن تصطفّ في الجولة الثانية الى جانب مئير شيطريت، رغم أن النائب أحمد الطيبي، من القائمة نفسها، كان قد اصطف الى جانب ريفلين في الجولة الأولى.
من جهته، رفض النائب حنا سويد، عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، الافصاح عن اختياره، لكنه قال لـ"العربي الجديد" إن "أعضاء الجبهة الديمقراطية لم يتفقوا على دعم مرشح واحد، وبالتالي تفرّقت أصواتهم".

إلى ذلك، صوت أعضاء "التجمع الوطني الديمقراطي" لصالح مئير شيطريت، بحسب ما أكدته عضو الكنيست، حنين زعبي لـ"العربي الجديد"، انطلاقاً من "معارضة الأيدولوجية التي يحملها ريفلين الذي يمثل اليمين العنصري ويؤيد فكرة اسرائيل من النهر الى البحر"، ويرفض إخلاء المستوطنات وغيرها من المواقف الصهيونية.
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس المنتخب، الذي تربطه به علاقة متوترة جداً، إثر معارضة ريفلين للكثير من مواقف وخطوات نتنياهو. وكان نتنياهو قد بذل جهوداً كثيرة لتأمين مرشّح قويّ ينافس ريفلين، لكنها باءت بالفشل.
ويعتبر ريفلين من المتمسّكين بفكرة "إسرائيل الكبرى"، وهو من مواليد القدس المحتلة العام 1939. امتهن المحاماة، وعمل في الاستخبارات الإسرائيلية، وشغل منصب نائب رئيس بلدية غرب القدس. دخل الكنيست من بوابة حزب الليكود عام 1988. كان وزيراً للمواصلات ورئيساً للكنيست لدورتين. خاض الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في 2007 وخسر أمام بيريز.

ذات صلة

الصورة
اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو 14 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ​​بعد ظهر اليوم الأحد، لمناقشة سلسلة من القضايا، أولها الهجوم المخطط له على إيران.
الصورة
اتخاذ تدابير أمنية بعد أن ضربت مسيرة مقر إقامة نتنياهو 19 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إنّ طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان باتجاه منزل نتنياهو في قيسارية ولم يكن موجوداً هو وعائلته فيه.
الصورة
حسن نصر الله خلال كلمة له بالضاحية الجنوبية ببيروت، 25 يوليو 2014 (رويترز)

سياسة

قدّم الاحتلال الإسرائيلي روايته بشأن بعض تفاصيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، قائلاً إنه خطط لذلك منذ فترة طويلة
الصورة
نتنياهو قبيل قائه هاريس في واشنطن، 25 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

تراجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن التفاهمات مع الإدارة الأميركية بشأن الحرب على لبنان رافضاً إصدار بيان اتفق عليه مع الوسطاء.