استمع إلى الملخص
- تهديدات من اليمين المتطرف: وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هدد نتنياهو بانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي إذا تم التوقيع على وقف إطلاق نار مؤقت، مما يعكس الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف.
- المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار: تعمل إدارة بايدن على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان واستئناف مفاوضات تبادل الأسرى في غزة، بهدف منع حرب أوسع والسماح للنازحين بالعودة.
تراجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن التفاهمات مع الإدارة الأميركية بشأن الحرب على لبنان، ونأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي كان هو من شارك في صياغته، رافضاً إصدار بيان مع وصوله إلى نيويورك كان قد اتفق مع الوسطاء على أن يبارك من خلاله المبادرة الأميركية الجديدة.
وقال مسؤول إسرائيلي يشارك في الوفد المرافق لنتنياهو في زيارته إلى نيويورك، في حديثه مع الصحافيين، إن إسرائيل "لا تهدف إلى وقف إطلاق النار في لبنان الآن، بل إلى مواصلة القتال ضد حزب الله". وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا إنه بحسب التفاهمات الأولية مع نتنياهو، كان من المفترض أن ينشر بياناً يرحب فيه باقتراح وقف إطلاق النار ويبدي الاستعداد لمناقشته، لكن عندما وصل نتنياهو إلى نيويورك، وجه رسالة مختلفة تماماً.
وقال نتنياهو بعد وصوله إلى نيويورك: "سياستنا واضحة. نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وعلى رأسها العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم. هذه هي السياسة". ويأتي تهرب نتنياهو بعد تهديدات علنية من قبل وزراء اليمين المتطرف في حكومته، وهجمات من قبل المعارضة، وهذا التراجع من شأنه، بحسب موقع والاه العبري، أن يظهر إسرائيل على أنها متمردة ويزيد من التوترات مع الإدارة الأميركية.
واليوم الخميس، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مهدداً نتنياهو، إنه "إذا جرى التوقيع على وقف إطلاق نار مؤقت، فإن حزبه غير ملتزم بالبقاء داخل الائتلاف. وإذا أصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائماً، سنستقيل من الحكومة"، مضيفاً في ختام اجتماع لحزبه: "الشيء الأساسي والأكثر مفهومية هو أنه عندما يكون عدوك على ركبتيه، فإنك لا تسمح له بالتعافي، بل تعمل على هزيمته وتسعى لهزيمته".
وبحسب الموقع العبري، فقد شهدت جلسة المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي الليلة الماضية، مناقشات لا تتعلق بمسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، وإنما استمع وزراء الحكومة الإسرائيلية بشكل أساسي إلى خطط الجيش لمواصلة القتال.
من جهته، أكد البيت الأبيض أنّ النداء الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان أُطلق بـ"التنسيق" مع إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، للصحافيين، إنّ "البيان جرى تنسيقه بالفعل مع الجانب الإسرائيلي"، مضيفة أنّ المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان موقع أكسيوس قد كشف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد بدأت العمل على مبادرة دبلوماسية جديدة تهدف لوقف إطلاق نار "مؤقت" على جبهة لبنان، واستئناف المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزّة، في وقت صعّد فيه حزب الله عمليات القصف الصاروخي ردّاً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين، مستهدفاً تل أبيب للمرّة الأولى بصاروخ باليستي قصير المدى.
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي ومصدرين مطلعين على جهود التوصل لوقف إطلاق النار، قولهم إنّ فكرة المبادرة الأميركية الجديدة جاءت خلال مكالمة هاتفية، يوم الاثنين الماضي، بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وقال مسؤول أميركي ودبلوماسي أوروبي إنّ الولايات المتحدة ناقشت الفكرة على مدار اليومين الماضيين مع فرنسا وإسرائيل ولبنان وعدّة دول عربية أخرى.
وأكّد مسؤول أميركي آخر: "نحن نعمل مع عدّة دول على اقتراح لحلّ دبلوماسي للشمال"، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين "نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة هذه المبادرة". وأوضح مصدر مطلع على الخطط أنّ هدف المبادرة الأميركية هو تحقيق وقفة تتيح مساحة للمفاوضات بشأن اتفاق دبلوماسي لمنع حرب أوسع في المنطقة، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، وإعادة إحياء جهود التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة.