وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن على واشنطن أن تعلم أنها إذا صنّفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، فهذا يعني ارتكابها خطأ مضاعفاً، معتبراً أن الحرس ليس مؤسسة عسكرية وحسب، وإنما يلقى دعماً شعبياً من قبل العراق، وسورية، ولبنان وحتى من قبل الأكراد، على حد تعبيره.
وفي اجتماع وزاري عقد، اليوم، اعتبر روحاني أن انزعاج واشنطن من الحرس الثوري مبرّر، كونها أرادت إطالة عمر "داعش" في المنطقة، لكن الحرس وقف في وجه التنظيم، ودافع عن الأمن القومي الإيراني حين مرّت المنطقة بظروف خطرة وحساسة.
وأكد أن "كل الإيرانيين في الداخل يدعمون الحرس الثوري مقابل أي قرارات قد تصدر ضده"، وعلّق كذلك على احتمال خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، فرأى أن واشنطن ستكون المتضرر الوحيد من قرار من هذا القبيل. كذلك أشار إلى وجود خيارات عديدة على الطاولة بالنسبة لإيران، والتي ستكون جاهزة للرد على انتهاكات واشنطن بما يصب في مصلحة البلاد.
ونقل النائب حسين علي حاجي دليغاني، عن ظريف، أن الأخير أكّد وجود كثير من السيناريوهات الجيدة للرد على واشنطن، في حال قررت الخروج من الاتفاق، كذلك أكّد أخذ كل المعطيات الراهنة بعين الاعتبار للتعامل مع أي قرار أميركي مقبل.
كذلك أوضح ظريف وجود تنسيق بين مؤسسات صنع القرار في إيران، للتعاطي مع القرارات المرتقبة، وقال دليغاني إن ظريف والحاضرين أكدوا على وقوف الكل في إيران مع الحرس الثوري، ضد أي قرارات قد تستهدفه.
من ناحيته، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، إن كل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، والدليل على ذلك عدم قدرته على التحرك ضد كوريا الشمالية حتى الآن، على الرغم من أن قدراتها أقل من الولايات المتحدة، حسب تعبيره.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "فارس"، أضاف رضائي أن أي عقوبات جديدة سيفرضها ترامب لن تلقى ترحيباً أوروبياً ودولياً، معتبراً أن في الولايات المتحدة الأميركية أطرافاً عديدة، خاصة تلك الاقتصادية، لا تؤيّد تحركات الإدارة الأميركية الراهنة.
موسكو: لا بديل عن الاتفاق النووي
من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني يزعزع أمن واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدة "عدم وجود بديل آخر لهذا الاتفاق".
وفي تصريحات لمدير قسم أميركا الشمالية في الخارجية الروسية، غيورغي بوريسينكو، اليوم، نشرها موقع قناة "روسيا اليوم"، قال "إن موسكو لا تفهم ما هي مصلحة واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي مع إيران"، مشيراً إلى أن تلك الخطوة المحتملة "ستزعزع الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر، وستؤثر على الاستقرار العالمي".
وأكد أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015، عكس في ذلك الوقت الرؤية المشتركة لتسوية الوضع، قائلاً "لم تطرح حتى الآن أي خيارات مثلى أخرى".
كذلك تساءل الدبلوماسي الروسي "هل هناك من يستفيد من ألا يكون برنامج إيران النووي سلمياً بحتاً؟ وما هو سبب دفعها لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها؟ لا نفهم ذلك".
ورأى أنه "في حال خروج واشنطن بالفعل من خطة العمل المشتركة، فذلك سيضع تنفيذ الاتفاق موضع شك وقد يؤدي ذلك إلى تخلي إيران عن تنفيذ التزاماتها، خاصة في حال بدأت واشنطن إعادة فرض عقوباتها ضد طهران التي ستتمتع في هذه الحالة بكامل الحق في وقف تنفيذ الاتفاق".
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو تعتبر الاتفاق "نافذاً وفعالاً، ويصب في مصلحة كافة الأطراف"، مشدداً على ضرورة أن يلتزم الجميع به.
وكانت إيران ومجموعة الدول (5+1)، والتي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، قد توصلت، في 14 يوليو/تموز 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرّت خطة عمل شاملة مشتركة، أعلن في 6 يناير/ كانون الثاني 2016 بدء تطبيقها.
ونصّت الخطة على رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي، من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي المقابل تعهّدت طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.