رفض محاولة حزب ليبرمان كسب أصوات مسيحيي القدس

04 سبتمبر 2019
خلول يطالب بقطعة أرض في شمال فلسطين (فيسبوك)
+ الخط -
أعلن مسيحيو القدس الفلسطينيون عن زيارة للقدس من المقرر أن يقوم بها مرشح مسيحي من فلسطين المحتلة عام 1948 يدعي شادي خلول من "قائمة إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان وزير جيش الاحتلال السابق اليوم الأربعاء. 

وتهدف الزيارة إلى حث الشباب المسيحيين في المدينة المقدسة على الانضمام إلى حركة سياسية كان أسسها المدعو خلول ترفع شعار القومية الآرامية، وتعمل على تجنيد الشباب المسيحيين للخدمة في جيش الاحتلال مدعومة أيضاَ من قبل فلول من جيش لبنان الحرّ البائد.

وجاء في بيان، أصدره التجمع المسيحي الوطني الليلة الماضية، بهذا الشأن: "نحن التجمع المسيحي الوطني في الأراضي المقدسة وُجدنا لنتكلم بصوت كل مقدسي حر ومقدسية حرة، ونعبر عنهم في رفض مساعي المدعو شادي خلول لدعوة الشباب المسيحيين للتجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث وكّل المدعو شادي خلول نفسه أن يتكلم باسم المسيحيين عامة، ونحن الفلسطينيين المسيحيين منه براء".

وأضاف: "يوجه التجمع الوطني المسيحي الدعوة لأهالي القدس عامة وللمسيحيين خاصة للوقوف وقفة رجل واحد ضده، وضد مساعيه الصهيونية التي ترفضها تربيتنا الوطنية ومعتقداتنا المسيحية والإسلامية وذلك للحفاظ على أبنائكم وهويتكم الوطنية الفلسطينية، وأيضا من أجل الحفاظ على رسالة السيد المسيح التي تنص على السلام والمحبة، ورفض الذل والقمع الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن يسوّق للاندماج فيه، فنحن ولدنا أحرارا ولن نكون يوما عبيدا لجلادنا وخدما في جيشهم الغاشم".

يذكر، أن خلول، يرأس ما يسمى بـ"الجمعية الآرامية المسيحية" في إسرائيل، وبادر قبل عدة سنوات إلى إقامة وتأسيس أول دورة تحضير عسكرية مسيحية آرامية– يهودية، بحضور وزير جيش الاحتلال سابقاً أفيغدور ليبرمان، وكبار المسؤولين من وزارتي الجيش والتربية والتعليم الإسرائيليتين.


وفي بيانها التأسيسي الصادر بتاريخ 10 يوليو/تموز عام 2013، لخصت هذه الجمعية أهدافها بأربعة، برر من خلالها القائمون على تأسيس الجمعية انسلاخهم عن وطنيتهم وقوميتهم العربية، أولاها: "المحافظة على الهوية الآرامية السريانية وعلى تراث الأجداد الآرامي السرياني وإحياء اللغة السريانية".

واعتبرت الجمعية أن الهوية الآرامية السريانية انتماء حضاري وهوية قومية، لا تحتكرها حزب واحد، ولا سياسة واحدة ووحيدة، بل هي كسائر الأمم والهويات فيها تعدد سياسي وحزبي... إلخ، وأن كل تحرك أو عمل سياسي هو حق لكل إنسان بغضّ النظر عن هويته وانتمائه، لذا فإن أي عمل سياسي ينتج من أحد أعضاء الجمعية الآرامية المسيحية، هو شأن شخصي يمثل الشخص ذاته ولا يمثل الجمعية وأعضاءها ككل، كما أن كل فرد، ومن ضمنهم كل آرامي ومسيحي في الدولة (إسرائيل)، وفي كل دول العالم له الحق والحرية بأن يعلن ويعبّر عن آرائه ووجهة نظره بأي موضوع كمواطن في الدولة، خاصة إن تعلق الأمر بمستقبل شعبه وأبنائه.

وفي تدوينة لخلول الليلة الماضية، بعد لقائه مع عدد من قادة جيش لبنان الحر العميل لإسرائيل، كتب خلول: "اجتمعت مع اخوتنا المسيحيين الأحرار من قادة وجنود جيش لبنان الجنوبي في اسرائيل، هؤلاء هم أبطال وأخوة لنا، وحدتنا بقوتنا، سنعمل على حل مشاكل كل مسيحي حر في دولة اسرائيل من خلال الائتلاف الحكومي (إسرائيل بيتنا) برئاسة ليبرمان وكمرشح مسيحي وحيد للكنيست، ومعه سنحدد كيفية بناء هذا الائتلاف وتركيبته وسيكون لنا به وزارات مختلفة لتحصيل طلباتنا وحاجات أبناء شعبنا المسيحي الإسرائيلي، ولن تقوم حكومة من دون بركتنا، شدوا الهمة، صوتوا لإسرائيل بيتنا".

ويعتقد خلول، أن المسيحيين الآراميين هم أيضاً مواطنون في إسرائيل وأحفاد المؤمنين الأولين بيسوع في الأرض القديمة. ويقول: "إن الآرامية شائعة بيننا وهذا الشيء يمكن أن يُزيد من قوة إسرائيل كدولة يهودية ويُظهر للعالم أننا الإسرائيليين نبني ونحافظ على المجتمع الآرامي كبلد واحد للمسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط. نحن كأقلية نُحب أن نعيش كمسيحيين آراميين أصليين وأن يكون لنا بلدة آرامية واحدة فقط قادرة على الحفاظ على عقيدتنا المسيحية ولغتنا الآرامية وهويتنا العرقية وتراثنا، وتوضيح الكثير عن جذورنا المشتركة مع اليهود"، فيما سيتم تسمية البلدة التي يتصورها خلول (آرام حيرام).

وكلمة آرام هي الاسم الذي أطلقَ على الممالك الآرامية في الكتاب المقدس، وتُشير كلمة حيرام إلى الملك حيرام اللبناني الذي زَوَدَ الملك سليمان بالخشب من أشجار الأرز لبناء الهيكل.


ويُطالب خلول بقطعة أرض في شمال فلسطين، إذ يقول: "إنَّ أسلافه عاشوا هناك مدة 400 عام قبل حرب عام 1948، وأجبروا على ترك مواطنهم حين أصبحت إسرائيل دولة قومية مستقلة".

وخلال السنوات القليلة الماضية التقى خلول بالمسؤولين الحكوميين وصولاً الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويقول: "إن ذلك قاد في النهاية الى إجراء سمح للمسيحيين الإسرائيليين إدخال كلمة آرامي في الهوية الشخصية اسوةً بالمواطنين الفلسطينيين في فلسطين عام 1948".

وقال خلول: "نحن بحاجة لبناء الجسور من خلال موقف إيجابي مسيحي للمطالبة بحقوقنا بطريقة تؤدي الى التعايش مع اليهود، ويأتي ذلك من خلال كوننا مواطنين إيجابيين للدولة والدفاع عنها والاندماج فيها في نفس الوقت".

وتشير معطيات نشرها خلول على موقعه الخاص، إلى أنه يصلي في الوقت الحاضر 15 ألف مسيحي داخل فلسطين عام 1948 باللغة الآرامية ومعظمهم ينتمون إلى كنيسة أنطاكيا السريانية المارونية. وكان خلول قد أشار في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف الى أن "الشعب الآرامي في إسرائيل" يتألف من كنائس السريان الأرثوذكس والسريان والكلدان الكاثوليك والنساطرة والكنيسة الماليكية.

وكانت الجمعية برئاسة خلول حصلت قبل خمس سنوات على مصادقة بالاعتراف بالقومية الآرامية من قبل وزير الداخلية الإسرائيلي قبل عدة سنوات، وفي إعلانه عن هذا القرار كتب خلول قائلا: "في هذه الأيام السوداء الكالحة في تاريخ الإنسانية، وفيما أخبار الشؤم والمصائب والمآسي تنهمر علينا يومياً، خاصة فيما يتعلق بما يتعرض له أبناء شعبنا الآرامي من مذابح ومجازر وحملات تطهير عرقي وتهجير واقتلاع من الجذور على أيدي التنظيمات الإرهابية الإسلامية ممثلة بالقاعدة وداعش".

وتابع: "لا بأس إذاً من أن نزف لكل الآراميين، أينما كانوا، نبأ تصديق جدعون ساعر، وزير الداخلية الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، السادس عشر من شهر سبتمبر/أيلول 2014، على قرار الاعتراف بالقومية الآرامية، وتثبيتها على بطاقة الهوية الإسرائيلية لحامليها من مواطني دولة اسرائيل المسيحيين والراغبين منهم بذلك، و بذلك تكون إسرائيل أول دولة بالعالم تعترف رسمياً بالقومية الآرامية".

المساهمون