رحلة الفن الهولندي إلى باريس

02 نوفمبر 2017
(من المعرض، فان دونغن)
+ الخط -
بين عامي 1789 و 1914 ارتحل عشرات الفنانين الهولنديين إلى باريس بحثاً عن الأضواء والمال مثل غيرهم من التشكيليين في القارة الأوروبية، والذين جُمعت أعمالهم الباريسية في معرض احتضنه "متحف فان غوخ" في أمسترادم، والذي افتتح في الثالث عشر من الشهر الماضي، ويتواصل حتى السابع من كانون الثاني/ يناير المقبل.

حوالي 120 لوحةً لثمانية هولنديين بعضهم ليس معروفاً بشكلٍ كافٍ، لذلك لم يستقطب المعرض الكثير من الزوّار، وكان محطّ اهتمام الباحثين ومؤرّخي الفن بدرجة أساسية، الذين يمكنهم من خلال طريقة العرض والشروحات المرافقة أن يتعرّفوا على التأثيرات المتبادلة في الفن بين فرنسا وهولندا في تلك الحقبة.

تواجهك ابتداءً أعمال يوهان بارثولد جونكايند (1819 – 1891)، التي تغلب عليها مناظر الطبيعة الصامتة حيث اعتبره مانيه عرّاب التحديث في رسمها لما امتلكه من جرأة في أسلوبه وقدرة على التطوير داخل الانطباعية، ما جعل المريدين والأتباع يتحلّقون حوله.

أما كورنليز فان سبيندونك (1756 – 1840) فاستحوذت لوحته التي اختصّت بالأزهار على اهتمام قاعات العرض الباريسية التي تنافست على اقتنائها بأسعار مرتفعة، ومن أبرزها "زهرة الملفوف"، و"زهور الحياة الساكنة"، إضافة إلى اشتغاله في الخزف.

يمثّل كيز فان دونغن (1877 – 1968) مرحلة لاحقة حيث يعدّ أبرز أقطاب المدرسة التعبيرية، وركزّت تجرته على رسم الراقصات والمغنيات وفتيات الهوى بصورة أساسية، واستحق على ذلك ألقاباً عديدة مثل "مؤرّخ التحرّر الساخر" عبر رصده لمظاهر الخروج عن الحياة المحافظة منذ بدايات القرن العشرين.

نعود إلى الريف مع فينسنت فان غوخ (1853 – 1890) من خلال سلسلة لوحات البساتين في فصول الخريف، لكن في المرحلة الباريسية بدت رسوماته أكثر كآبة وتوتراً من جهة، كما ظهرت التأثيرات اليابانية في طريقة تلوينه.

تعدّدت أعمال بيت موندريان (1872–1944) بين عدد من التيارات بحسب تطورّه الفني، فأظهر ميلاً إلى رسم المناظر الطبيعية بأسلوب أقرب إلى الانطباعية، غير أن ريادته في التجريد كانت الأبرز منذ التحاقه بمجموعة "الدائرة والمربع" متأثراً بدراسته للفلسفة واللاهوت.

يحتوي المعرض لوحات أيضاً لفنانين على قدر أقل من الشهرة، هم: فردريدك هندريك كيمرير (1839–1902)، وجورج هندريك بريتنر (1857–1923)، وآري شيفر (1795– 1858).

المساهمون