وفي مقال نشر على موقع "ذي هيل"، أمس الإثنين، وحمل عنوان "معاقبة قطر لتبنيها المثال الاميركي"، رأى باتريك ثيرو أن الدول التي نظمت الحملة على قطر، الحليف القديم للولايات المتحدة ومقر قيادتها العسكرية، متخوفة من مسيرة التحديث في هذه الدولة الخليجية الصغيرة التي اعتمدت النمط الأميركي ومن احتمالات تأثيرها على الأنظمة الأوتوقراطية القائمة في الإقليم.
وبحسب الدبلوماسي الأميركي، فإن الدول المناهضة للدوحة ترى أن هدف التجربة القطرية، من الجامعات الأميركية التي فتحت فروعاً لها في الدوحة إلى محطة الجزيرة التي أسست لقيام تقاليد صحافة استقصائية في المنطقة؛ خلق قوة الشعب عبر تدريب الملايين في المنطقة على التفكير والنقاش، وتحدّي الأنظمة التيوقراطية التي تسعى لشراء الأصدقاء الأميركيين في حين أنها في الداخل تدعم القمع والتطرف.
وكما استعرض السفير الأميركي السابق في الدوحة التحول الذي "شهدته قطر في تسعينيات القرن الماضي، واعتمادها سياسات تحديث هي الأكثر جذرية في المنطقة من خلال اختيار نمط المؤسسات والقيم الليبرالية المعتمدة في الولايات المتحدة. ففي عام 1996 رفع أمير البلاد في حينه حمد بن خليفة آل ثاني، الرقابة عن الصحافة، حتى إنه ألغى وزارة الإعلام، لتصبح قطر الدولة العربية الوحيدة التي تتخلى عن الوزارة المعنية بأمور الرقابة".
وأضاف ثيرو "ومن أجل تحسين التعليم استعانت قطر بمؤسسة راند الأميركية لوضع برنامج تعليمي حديث. ونجحت جهود عقيلة الأمير الشيخة موزة بنت نصر بافتتاح فروع لست جامعات أميركية في الدوحة. وحرصت السلطات القطرية على منح تلك الجامعات الحرية التعليمية والأكاديمية الكاملة كما لو أنها في الولايات المتحدة الأميركية".
وسلّط المسؤول الأميركي السابق الضوء على مكانة المرأة القطرية في المجتمع ودور "المؤسسات التربوية والاجتماعية الحديثة في تحسين وضع المرأة وإعطائها مزيداً من الحقوق التي لا تحصل عليها في الدول الخليجية المجاورة، إذ إن 70 في المائة من الخريجين القطريين من النساء.
وبدأت قطر عام 2000 بإجراء انتخابات بلدية حصلت فيها النساء على حق التصويت كما الرجال. وفي السياق ذاته، أشار كاتب المقال إلى الحريات الدينية في قطر والسماح ببناء الكنائس للمقيمين المسيحيين، وممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية.
وعن "الربيع العربي"، اعتبر ثيرو أن الدوحة لعبت دوراً مهماً في "الربيع العربي" ومماثلا للدور الثقافي الأندلسي في التاريخ الإسلامي.
وفقاً لثيرو، فإنه عندما انقضت الثورة المضادة على أول حكم منتخب ديمقراطياً في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، "ارتكبت قطر الخطيئة الكبرى بتأييدها العلني للموقف الأميركي الذي عبر عن قلقه من الانقلاب العسكري".
وخلص السفير السابق إلى القول إنه "بعد الانتهاء الرسمي لزمن المحاضرات الأميركية حول القيم الليبرالية، انقلبت أنظمة القمع في الدول العربية ضد قطر على اعتبار أنها تروج للمؤسسات والقيم الأميركية".
وشدد على ضرورة ألا تتخذ الولايات المتحدة موقف المتفرج من معاقبة قطر من قبل جيرانها لأنها مؤمنة بالقيم الأميركية.