واصلت أسعار النفط العالمية خسائرها، اليوم الجمعة، حيث فقد البرميل 1% تقريباً مع مستهل التعاملات، وذلك على خلفية المخاوف من ركود اقتصادي عالمي مع ارتفاع منسوب التوتّر في منطقة الشرق الأوسط، بعد احتجاز الناقلة الإيرانية في مياه جبل طارق، وبعدما خسر البرميل يوم الخميس نسبة مماثلة.
ومع أن سعر برميل عقود "برنت" الآجلة هبط 0.1% فقط إلى 63.25 دولاراً بعد إغلاقه منخفضاً 0.8% يوم الخميس، فقد خسر خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط نسبة أعلى بلغت 1.1% إلى 56.72 دولاراً بحلول الساعة 3:10 بتوقيت غرينتش، وفقاً لبيانات وكالة "رويترز"، علماً أنه لم يكن هناك سعر للتسوية الخميس بسبب عطلة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة. ولاحقاً في تعاملات اليوم، خسرت العقود الأميركية أكثر من دولار، وانخفض برميلها لأدنى مستوى في الجلسة عند 56.29 دولاراً.
محللون قالوا إن النفط تعرض لضغوط بسبب مخاوف بشأن مستقبل الطلب وسط خلافات تجارية تهدد النمو الاقتصادي العالمي. لكن حد من الخسائر التزام أكبر مصدري النفط في العالم، ومن بينهم أعضاء منظمة أوبك ومنتجون آخرون مثل روسيا، وهو تجمع يعرف باسم أوبك+، بخفض الإنتاج.
وكانت بيانات حكومية أميركية قد أشارت، الأربعاء، إلى تراجع طلبيات التوريد الجديدة لمنتجات المصانع في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي في مايو/أيار، وهو ما زاد المخاوف الاقتصادية.
ونزلت مخزونات الخام الأميركية 1.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما قالت إدارة معلومات الطاقة، يوم الأربعاء، بينما كان محللون قد توقعوا هبوطا قدره 3 ملايين برميل.
ويُنبئ ذلك بأن الطلب على النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، قد يتباطأ وسط مؤشرات على اقتصاد آخذ بالضعف.
وكانت أسعار النفط قد تراجعت، أمس، في تعاملات خفيفة متأثرة ببيانات مخزونات الخام الأميركية ومخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.
وجاءت البيانات الأميركية الضعيفة عقب تقرير أفاد بنمو بطيء لأنشطة الشركات في أوروبا الشهر الماضي.
العضو المنتدب في "فانغارد ماركتس"، ستيفن إينس، قال: "إذا نحّينا جانبا الطبيعة قصيرة الأجل للتقلبات المحيطة ببيانات المخزون، فمن المستحيل أن نهرب من واقع اقتصادي بأننا وسط تباطؤ تصنيعي عالمي".
وقدّم التوتّر المستمر في الشرق الأوسط بعض الدعم للأسعار ليقاوم بذلك أثر الضغوط النزولية، بعدما احتجز مشاة البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية عملاقة في مياه جبل طارق، يوم الخميس، لمحاولتها شحن النفط إلى سورية، في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة أثارت غضب طهران وقد تصعّد المواجهة مع الغرب.
وطالبت طهران لندن، اليوم الجمعة، بـ"الإفراج الفوري" عن الناقلة المُحتجزة، مُندّدة بعمل وصفته بـ"القرصنة"، وفق بيان رسمي، وذلك بعدما قدّمت طهران الشكوى، مساء الخميس، للسفير البريطاني في طهران لدى استدعائه إلى وزارة الخارجية التي أكدت أن ناقلة النفط التي احتُجزت الخميس كانت "في المياه الدولية".