10 نوفمبر 2024
خريطة الحلفاء ومؤتمر القدس
واضح أن محور أستانة بشأن سورية، المكون من روسيا وتركيا وإيران، قد أصابه الوهن. ابتكر صيغة سياسية نجحت في تجنيب إدلب معركة كبيرة، ثم فقد أهليته حالياً، والمعارك في إدلب تتواصل، بل ويشارك فيها الطرف الأهم في الحلف، وهو روسيا، وتعكس مشاركته الدامية موقفاً راغباً في تغيير التموضعات العسكرية والجغرافية الحالية، ولا يخفي توقه إلى إلغاء سيطرة المعارضة على مناطق إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية التي تسيطر عليها في الوقت الحاضر.
تترافق الحملة الجوية العنيفة التي يشنها الطيران الروسي مع تباينٍ في المواقف بين الطرفين، الإيراني والروسي. وهذا يزيد من وهن الحلف الثلاثي، وهناك مؤشّرات كثيرة تدل على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يفضل أن يتفاهم مع إسرائيل، ويرغب في مزيد من التفاهم مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، وهو يدرك أن هذه التقاربات ستكون على حساب إيران، ما يعنى أن مؤتمرات سوتشي وأستانة أصبحت في حكم الغائب.
لن تتورّط روسيا في مغادرة حلف قويّ ومؤثر على الملف السوري، كحلف سوتشي الثلاثي، إلا لتلتحق بتفاهم آخر أكثر قوة وحضورا، مكونا من إسرائيل وأميركا بالإضافة إلى الروس أنفسهم. عقد قبل أيام اللقاء الأمني الثلاثي بين أميركا وإسرائيل وروسيا، وليس مصادفةً أن يتم اختيار القدس مكاناً لهذا اللقاء، لما للقدس من دلالةٍ تهم الجانب الإسرائيلي. العنوان المعلن الذي عُقِد الاجتماع من أجله هو سورية وإيران، وإيران التي كانت طرفاً ضامناً للتفاوض في سوتشي أصبحت موضوعاً للتفاوض في القدس، ما يعني أن وضعها الحالي مهزوز، وقد انخفضت مؤشّراتها الاقتصادية إلى مستوياتٍ شديدة التدّني، تجعل من قدرتها على دعم اقتصاد النظام السوري محدودة. ويوضح هذا تدنّي سعر صرف الليرة السورية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة. وتدرك روسيا أن لدى إسرائيل مصالح حيوية في كبح طموحات إيران، وتحجيم وجودها العسكري في سورية، كما أن بوتين يعرف أهمية أميركا في هذا الملف، وقد يكون لدى ترامب حرية أكبر في التواصل مع بوتين بصدور تقرير مولر الذي برّأه من شبهة التواطؤ مع روسيا في قضية الانتخابات الأميركية. لذلك تستطيع أن تشكل دول مؤتمر الأمن في القدس منتدى مهما، يمكنه أن يخرج بقرارات قابلة للتطبيق على الأرض، وقد تكون هناك لقاءات لاحقة لتحقيق مزيد من التفاهم. وهذا بالتأكيد يبقي الباب مفتوحاً لدخول دول أخرى.
روسيا معنية بالدرجة الأولى بقطف ثمار مغامرتها السياسية والعسكرية في سورية، ويمكن أن تكون تل أبيب مكاناً مناسباً لهذا. وهناك مجال قوي للمقايضة السياسية، فروسيا تمتلك قدرة، ولو محدودة، على تحجيم إيران في سورية، بما يناسب إسرائيل. وقد تكون الأخيرة راضية بمنع قيام صناعة عسكرية إيرانية في سورية، أو معسكرات ذات قدرة على استيعاب صواريخ متوسطة المدى، ذات قدرة تدميرية كبيرة، مع المحافظة على مسافة أمان خالية من الوجود الإيراني على "تخومها" الشمالية. وقد قدّم ترامب دفعة أمنية مسبقة، باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان، الهضبة التي تعطي تفوقاً جغرافياً وهيمنة على سهل القنيطرة المكشوف عسكرياً. ويمكن أن تكون إيران راغبة أيضاً في تقديم هذا الثمن، في سبيل بعض التراخي الأميركي حيال ملفها النووي الذي قد يكون محل نقاش مع روسيا.
يبقى وضع إدلب معلقاً، فالهجوم الجوي مستمر، والضحايا تتساقط يومياً، وقد يصعب حسم وضع إدلب في الاجتماعات الثلاثية بين روسيا وإسرائيل وأميركا، فإدلب خارج مجال إسرائيل الحيوي، وربما خارج مجال إيران أيضا. ولا تبدو أميركا مهتمة بغير منطقة شرقي الفرات في سورية. وهنا لا بد من الحديث مع تركيا، فمن دونها قد يكون بحث ترتيبات وضع إدلب النهائي معقداً جداً.
تترافق الحملة الجوية العنيفة التي يشنها الطيران الروسي مع تباينٍ في المواقف بين الطرفين، الإيراني والروسي. وهذا يزيد من وهن الحلف الثلاثي، وهناك مؤشّرات كثيرة تدل على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يفضل أن يتفاهم مع إسرائيل، ويرغب في مزيد من التفاهم مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، وهو يدرك أن هذه التقاربات ستكون على حساب إيران، ما يعنى أن مؤتمرات سوتشي وأستانة أصبحت في حكم الغائب.
لن تتورّط روسيا في مغادرة حلف قويّ ومؤثر على الملف السوري، كحلف سوتشي الثلاثي، إلا لتلتحق بتفاهم آخر أكثر قوة وحضورا، مكونا من إسرائيل وأميركا بالإضافة إلى الروس أنفسهم. عقد قبل أيام اللقاء الأمني الثلاثي بين أميركا وإسرائيل وروسيا، وليس مصادفةً أن يتم اختيار القدس مكاناً لهذا اللقاء، لما للقدس من دلالةٍ تهم الجانب الإسرائيلي. العنوان المعلن الذي عُقِد الاجتماع من أجله هو سورية وإيران، وإيران التي كانت طرفاً ضامناً للتفاوض في سوتشي أصبحت موضوعاً للتفاوض في القدس، ما يعني أن وضعها الحالي مهزوز، وقد انخفضت مؤشّراتها الاقتصادية إلى مستوياتٍ شديدة التدّني، تجعل من قدرتها على دعم اقتصاد النظام السوري محدودة. ويوضح هذا تدنّي سعر صرف الليرة السورية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة. وتدرك روسيا أن لدى إسرائيل مصالح حيوية في كبح طموحات إيران، وتحجيم وجودها العسكري في سورية، كما أن بوتين يعرف أهمية أميركا في هذا الملف، وقد يكون لدى ترامب حرية أكبر في التواصل مع بوتين بصدور تقرير مولر الذي برّأه من شبهة التواطؤ مع روسيا في قضية الانتخابات الأميركية. لذلك تستطيع أن تشكل دول مؤتمر الأمن في القدس منتدى مهما، يمكنه أن يخرج بقرارات قابلة للتطبيق على الأرض، وقد تكون هناك لقاءات لاحقة لتحقيق مزيد من التفاهم. وهذا بالتأكيد يبقي الباب مفتوحاً لدخول دول أخرى.
روسيا معنية بالدرجة الأولى بقطف ثمار مغامرتها السياسية والعسكرية في سورية، ويمكن أن تكون تل أبيب مكاناً مناسباً لهذا. وهناك مجال قوي للمقايضة السياسية، فروسيا تمتلك قدرة، ولو محدودة، على تحجيم إيران في سورية، بما يناسب إسرائيل. وقد تكون الأخيرة راضية بمنع قيام صناعة عسكرية إيرانية في سورية، أو معسكرات ذات قدرة على استيعاب صواريخ متوسطة المدى، ذات قدرة تدميرية كبيرة، مع المحافظة على مسافة أمان خالية من الوجود الإيراني على "تخومها" الشمالية. وقد قدّم ترامب دفعة أمنية مسبقة، باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان، الهضبة التي تعطي تفوقاً جغرافياً وهيمنة على سهل القنيطرة المكشوف عسكرياً. ويمكن أن تكون إيران راغبة أيضاً في تقديم هذا الثمن، في سبيل بعض التراخي الأميركي حيال ملفها النووي الذي قد يكون محل نقاش مع روسيا.
يبقى وضع إدلب معلقاً، فالهجوم الجوي مستمر، والضحايا تتساقط يومياً، وقد يصعب حسم وضع إدلب في الاجتماعات الثلاثية بين روسيا وإسرائيل وأميركا، فإدلب خارج مجال إسرائيل الحيوي، وربما خارج مجال إيران أيضا. ولا تبدو أميركا مهتمة بغير منطقة شرقي الفرات في سورية. وهنا لا بد من الحديث مع تركيا، فمن دونها قد يكون بحث ترتيبات وضع إدلب النهائي معقداً جداً.