07 اغسطس 2024
حقيقة الجماعات الاستعلائية الأميركية البيضاء
تزامن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية وخطابه الذي يركز على العداء للنخبة والأقليات والمهاجرين والمسلمين مع صعود واضح للجماعات العنصرية البيضاء، رصدته الصحافة والجماعات الحقوقية الأميركية، حيث بدأ بعضهم يتحدّث عن دور ما يسمى بالألت - رايت (Alt-Right) أو اليمين البديل، أو المتطرّف، داخل أروقة الحزب الجمهوري، الأمر الذي يطرح أسئلة مهمةً عن ماهية اليمين الأميركي المتشدّد؟ وحجم تأثيره على إدارة ترامب؟ وهي أسئلة ستطرح نفسها بقوة في الفترة المقبلة.
ليس الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، كأي كيان سياسي آخر، متجانسا، فهناك دائماً فرق مختلفة ومتناحرة داخله. كان ومازال تجمعاً للمحافظين الأميركيين أو الناخبين المعنيين بالحفاظ على الوضع القائم من خلال أجندة يرونها تخدم الأغلبية الأميركية البيضاء، وهؤلاء يركزون تقليدياً على قضايا، مثل الدين، والحد من حقوق الفقراء والأقليات، وتخفيض الضرائب حتى ينعم الأميركيون البيض بثرواتهم، ولا يتنازلون عنها للحكومة في صورة ضرائب تذهب إلى الفقراء والمهاجرين، بالإضافة إلى بناء جيش أميركي قوي يحمي أميركا ومصالحها داخليا وخارجيا.
الأجندة السابقة يحملها ويحميها خليطٌ من تجمعات الناخبين والحركات السياسية، فهناك فريق يعرف بالمتدينين الأصوليين، وهم تيار صاعد سياسياً منذ السبعينيات، يدور حول المسيحية والتدين والقساوسة البروتستانت. وفريق ثان يمثله الأثرياء المعنيون بالحدّ من الضرائب. وفريق ثالث هو لوبي الأسلحة الحريص على فتح الأسواق داخلياً وخارجياً، أمام مبيعات الأسلحة الأميركية. فريق رابع صعد نجمه خلال حكم الرئيس جورج دبليو بوش، وهو المحافظون الجدد، والذين يتبنون أجندة خارجية تدخلية وصقورية، تؤمن بالعظمة الأميركية، لكنها على خصامٍ مع المسيحيين الأصوليين، لكون المحافظين الجدد يأتون من خلفياتٍ غير متديّنة ويهودية وعلمانية، ويدعمون، في أحيان كثيرة، أجندات حقوقية ليبرالية، تدعم حقوق الشواذ، وربما الأقليات.
بالإضافة إلى الفرق الأربعة السابقة، وجدت دائما فرق أخرى، كالمجموعات المعنية بالدفاع عن الدستور. وخلال حكم أوباما، ظهرت حركة جمهورية، تعرف بحزب الشاي، قامت بالأساس رد فعل على فوز أوباما، وضد أجندته وبرامج الضمان الاجتماعي والصحي التي يقدّمها للفقراء. نادت الحركة بخفض الدين، وتخفيض الإنفاق الحكومي، والحد من برامج الضمان الاجتماعي والتقليل من الضرائب، مع رفعها شعارات شديدة السلبية ضد أوباما، بسبب بشرته السوداء، بالإضافة إلى التشكيك في خلفيته الدينية.
وهذا يعني أن الحركات المعادية للأجانب والمهاجرين والأقليات والفقراء كانت، وما زالت،
جزءاً أصيلاً من الحزب الجمهوري والتيار الأميركي المحافظ. وما حدث، أخيراً، أنه مع صعود ترامب، صعد نجم فريقين إضافيين، أولهما ما عرف بالشعبوية، وثانيهما الجماعات العنصرية أو الاستعلائية البيضاء، ولعل التفرقة بينهما باتت ضروريةً، حتى لا يتم الخلط بينهما، خلال حكم ترامب، والذي يعطي دفعة للتوجهين معا.
ولعل البداية يجب أن تكون بالحركات الاستعلائية البيضاء (White Supremacist)، وهذه لها جذور تاريخية عميقة، وترتبط تاريخياً بالحركات القومية البيضاء القائمة على العنصرية ضد السود والأجانب، وتمجيد الجنس الأبيض، وترويج الأيديولوجية العنصرية البيضاء، والتي ترى البيض جنساً متفوقاً، ولد ليقود ويغزو العالم، وأن الأجناس الأخرى أقل ذكاء وقدرة، وأنها في حرب تاريخية ضد العنصر الأبيض. لذا، ينادي العنصريون، أو الاستعلائيون البيض، بالحد من الهجرة وحقوق الأقليات وضمان بقاء العنصر الأوروبي الأبيض سائداً في أميركا بالسبل كافة.
عانى الاستعلائيون البيض، في الستينيات، هزائم سياسية ومجتمعية ساحقة، مع صعود حركة الحقوق المدنية الأميركية، وظل صوتهم خافتا بشكل مستمر، وبقوا منقسمين تحت السطح، يضربون فجأة في حوادث عنصرية، وينشرون فكرهم المتطرّف، لكن دراسات حديثة كشفت عن صعود تلك الجماعات بشكل مضطرد، منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض، بسبب بشرته السوداء، وبسبب الإنترنت وانتشار برامج التواصل الاجتماعي التي منحتهم وسائل جديدة للتواصل، وبسبب تركيز النخبة السياسية والإعلامية الأميركية منذ العام 2001 على مكافحة جماعاتٍ، كالقاعدة، وتراجع الاهتمام بمكافحة الجماعات المتشدّدة الداخلية.
ويفيد مركز حقوقي أميركي متخصص في دراسة تلك الجماعات، ويدعى مركز فقر الجنوب، بأن عدد جماعات الكراهية في أميركا عام 1999 كان 457، لكنه زاد في 2008 بعد فوز أوباما إلى 926 ثم قفز في عام 2011 إلى 1018، وتراجع في عام 2015 إلى 892، وهو ضعف ما كانت عليه تلك الجماعات في نهاية القرن العشرين. وركزت دراسة أخرى صدرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن مركز دراسة التشدد في جامعة جورج واشنطن الأميركية، على وجود تلك الجماعات على "تويتر"، وأفادت بأن نشاط "داعش" على "تويتر" يتميز بالمركزية، وتدوير ما تنشره حسابات رئيسية تابعة للتنظيم، ومحاولة جذب الناس إلى الهجرة إلى مناطق سيطرتها، أما حسابات الاستعلائيين البيض، والتي زادت بنسبة 600% منذ عام 2012، لتصل إلى حوالي 25 ألف حساب على "تويتر"، فتتميز بعدم المركزية الهائلة، وتفرّق القائمين عليها، وغضبهم الشديد، ومحاولة نشر أفكار تروج وجود مؤامرة دولية ضد البيض، تهدف إلى استئصالهم.
وينقسم الاستعلائيون البيض إلى فرق مختلفة، فهناك التيار العام الذي يركّز على الإيديولوجيا
العنصرية البيضاء، ثم النازيون الجدد، وهم أكبر جماعة ضمن التيار، ثم الفاشيون، ثم المعادون للمهاجرين، ثم المعادون للمسلمين. وذكرت الدراسات السابقة أن ترشح ترامب منح هؤلاء الاستعلائيين البيض دفعة قوية، وأن قادتهم رحبوا بترامب، ليس لأنه منهم ولكن بسبب خطابه السياسي الذي يعبر عن كثير من أفكارهم، معتبرين إياه خطوة أولى على سبيل تحقيق مشروعهم السياسي.
ويمكن وصف الحركة التي يقودها ترامب بالشعبوية، وهي مماثلة لحركات شعبوية أخرى في أوروبا وأميركا اللاتينية، وهي تقوم على رفض النخب السياسية الحاكمة، وبناء هوية مقابلة تدّعي الحفاظ على حقوق الشعوب، في مقابل الآخر، سواء كان نخباً أو مهاجرين أو أقليات. وقد تبنى ترامب مقولات عنصرية فجة في حملته الانتخابية، سواء ضد المهاجرين أو المسلمين وحتى ضد النساء. وهنا التقت أجندته مع أجندة الاستعلائيين البيض، لكنه لم يرفع شعارات عنصرية استعلائية، أو استئصالية صرفة، كشعاراتهم، وخاض الانتخابات ضمن حزب رئيسي، وتبني أجندةً واسعةً، تركز على قضايا الفقراء البيض المتضرّرين من العولمة.
وهنا، تشير إحصاءات أعدّها مركز بيو الأميركي لخصائص (وتوجهات) الناخبين الأميركيين الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية أخيراً إلى تراجع الطبقة الوسطى، وتزايد نسب الفقر في أوساط الأميركيين، بالإضافة إلى تراجع نسبة البيض في أوساط الناخبين الأميركيين، وإن كانوا مازالوا يمثلون الفئة الكبرى. في الوقت نفسه، توضح الإحصاءات أن نسبة الناخبين البيض الذين صوتوا لترامب، مقارنة بهيلاري كلينتون، لم تختلف كثيرا عن نسبة من صوّتوا لصالح ميت رومني ضد باراك أوباما في انتخابات 2012، وانتهت بفوز الأخير، لأنه حصد نسبة أكبر من أصوات الأقليات أكثر من التي صوتت لهيلاري كلينتون، ما يعني أن الأخيرة خسرت، ليس لأن ترامب نجح في حشد البيض بنسبٍ غير مسبوقة. ولكن لأنها فشلت في حشد الأقليات، كما حشدها أوباما.
على الصعيد نفسه، كشفت إحصاءات المركز أن ترامب فاز بفارق كبير وسط البيض غير المتعلمين، فارق لم يحدث منذ الثمانينيات. وهذا يعني أن ترامب يعلو فوق موجةٍ من الناخبين البيض غير المتعلمين الغاضين والرافضين للحكومة والعولمة، لكنها حركة يصعب وصفها أو خلطها بسهولة بالاستعلائيين البيض، والتي مازالت جماعات صغيرة ومنبوذة، لا يجب خلطها بالناخب الأميركي الأقل حظا تعليمياً، والذي يعاني اقتصادياً، وقرّر انتخاب ترامب رفضا لهيلاري كلينتون، وسخطا على واشنطن والنخب السياسية. ويبقى سؤال السنوات الأربعة المقبلة هو من سيروّض من؟ هل ستروّض السياسة الأميركية شعبوية ترامب؟ أم أنه سيفتح الباب أمام ما هو أسوأ وغير متوقع؟
ليس الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، كأي كيان سياسي آخر، متجانسا، فهناك دائماً فرق مختلفة ومتناحرة داخله. كان ومازال تجمعاً للمحافظين الأميركيين أو الناخبين المعنيين بالحفاظ على الوضع القائم من خلال أجندة يرونها تخدم الأغلبية الأميركية البيضاء، وهؤلاء يركزون تقليدياً على قضايا، مثل الدين، والحد من حقوق الفقراء والأقليات، وتخفيض الضرائب حتى ينعم الأميركيون البيض بثرواتهم، ولا يتنازلون عنها للحكومة في صورة ضرائب تذهب إلى الفقراء والمهاجرين، بالإضافة إلى بناء جيش أميركي قوي يحمي أميركا ومصالحها داخليا وخارجيا.
الأجندة السابقة يحملها ويحميها خليطٌ من تجمعات الناخبين والحركات السياسية، فهناك فريق يعرف بالمتدينين الأصوليين، وهم تيار صاعد سياسياً منذ السبعينيات، يدور حول المسيحية والتدين والقساوسة البروتستانت. وفريق ثان يمثله الأثرياء المعنيون بالحدّ من الضرائب. وفريق ثالث هو لوبي الأسلحة الحريص على فتح الأسواق داخلياً وخارجياً، أمام مبيعات الأسلحة الأميركية. فريق رابع صعد نجمه خلال حكم الرئيس جورج دبليو بوش، وهو المحافظون الجدد، والذين يتبنون أجندة خارجية تدخلية وصقورية، تؤمن بالعظمة الأميركية، لكنها على خصامٍ مع المسيحيين الأصوليين، لكون المحافظين الجدد يأتون من خلفياتٍ غير متديّنة ويهودية وعلمانية، ويدعمون، في أحيان كثيرة، أجندات حقوقية ليبرالية، تدعم حقوق الشواذ، وربما الأقليات.
بالإضافة إلى الفرق الأربعة السابقة، وجدت دائما فرق أخرى، كالمجموعات المعنية بالدفاع عن الدستور. وخلال حكم أوباما، ظهرت حركة جمهورية، تعرف بحزب الشاي، قامت بالأساس رد فعل على فوز أوباما، وضد أجندته وبرامج الضمان الاجتماعي والصحي التي يقدّمها للفقراء. نادت الحركة بخفض الدين، وتخفيض الإنفاق الحكومي، والحد من برامج الضمان الاجتماعي والتقليل من الضرائب، مع رفعها شعارات شديدة السلبية ضد أوباما، بسبب بشرته السوداء، بالإضافة إلى التشكيك في خلفيته الدينية.
وهذا يعني أن الحركات المعادية للأجانب والمهاجرين والأقليات والفقراء كانت، وما زالت،
ولعل البداية يجب أن تكون بالحركات الاستعلائية البيضاء (White Supremacist)، وهذه لها جذور تاريخية عميقة، وترتبط تاريخياً بالحركات القومية البيضاء القائمة على العنصرية ضد السود والأجانب، وتمجيد الجنس الأبيض، وترويج الأيديولوجية العنصرية البيضاء، والتي ترى البيض جنساً متفوقاً، ولد ليقود ويغزو العالم، وأن الأجناس الأخرى أقل ذكاء وقدرة، وأنها في حرب تاريخية ضد العنصر الأبيض. لذا، ينادي العنصريون، أو الاستعلائيون البيض، بالحد من الهجرة وحقوق الأقليات وضمان بقاء العنصر الأوروبي الأبيض سائداً في أميركا بالسبل كافة.
عانى الاستعلائيون البيض، في الستينيات، هزائم سياسية ومجتمعية ساحقة، مع صعود حركة الحقوق المدنية الأميركية، وظل صوتهم خافتا بشكل مستمر، وبقوا منقسمين تحت السطح، يضربون فجأة في حوادث عنصرية، وينشرون فكرهم المتطرّف، لكن دراسات حديثة كشفت عن صعود تلك الجماعات بشكل مضطرد، منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض، بسبب بشرته السوداء، وبسبب الإنترنت وانتشار برامج التواصل الاجتماعي التي منحتهم وسائل جديدة للتواصل، وبسبب تركيز النخبة السياسية والإعلامية الأميركية منذ العام 2001 على مكافحة جماعاتٍ، كالقاعدة، وتراجع الاهتمام بمكافحة الجماعات المتشدّدة الداخلية.
ويفيد مركز حقوقي أميركي متخصص في دراسة تلك الجماعات، ويدعى مركز فقر الجنوب، بأن عدد جماعات الكراهية في أميركا عام 1999 كان 457، لكنه زاد في 2008 بعد فوز أوباما إلى 926 ثم قفز في عام 2011 إلى 1018، وتراجع في عام 2015 إلى 892، وهو ضعف ما كانت عليه تلك الجماعات في نهاية القرن العشرين. وركزت دراسة أخرى صدرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن مركز دراسة التشدد في جامعة جورج واشنطن الأميركية، على وجود تلك الجماعات على "تويتر"، وأفادت بأن نشاط "داعش" على "تويتر" يتميز بالمركزية، وتدوير ما تنشره حسابات رئيسية تابعة للتنظيم، ومحاولة جذب الناس إلى الهجرة إلى مناطق سيطرتها، أما حسابات الاستعلائيين البيض، والتي زادت بنسبة 600% منذ عام 2012، لتصل إلى حوالي 25 ألف حساب على "تويتر"، فتتميز بعدم المركزية الهائلة، وتفرّق القائمين عليها، وغضبهم الشديد، ومحاولة نشر أفكار تروج وجود مؤامرة دولية ضد البيض، تهدف إلى استئصالهم.
وينقسم الاستعلائيون البيض إلى فرق مختلفة، فهناك التيار العام الذي يركّز على الإيديولوجيا
ويمكن وصف الحركة التي يقودها ترامب بالشعبوية، وهي مماثلة لحركات شعبوية أخرى في أوروبا وأميركا اللاتينية، وهي تقوم على رفض النخب السياسية الحاكمة، وبناء هوية مقابلة تدّعي الحفاظ على حقوق الشعوب، في مقابل الآخر، سواء كان نخباً أو مهاجرين أو أقليات. وقد تبنى ترامب مقولات عنصرية فجة في حملته الانتخابية، سواء ضد المهاجرين أو المسلمين وحتى ضد النساء. وهنا التقت أجندته مع أجندة الاستعلائيين البيض، لكنه لم يرفع شعارات عنصرية استعلائية، أو استئصالية صرفة، كشعاراتهم، وخاض الانتخابات ضمن حزب رئيسي، وتبني أجندةً واسعةً، تركز على قضايا الفقراء البيض المتضرّرين من العولمة.
وهنا، تشير إحصاءات أعدّها مركز بيو الأميركي لخصائص (وتوجهات) الناخبين الأميركيين الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية أخيراً إلى تراجع الطبقة الوسطى، وتزايد نسب الفقر في أوساط الأميركيين، بالإضافة إلى تراجع نسبة البيض في أوساط الناخبين الأميركيين، وإن كانوا مازالوا يمثلون الفئة الكبرى. في الوقت نفسه، توضح الإحصاءات أن نسبة الناخبين البيض الذين صوتوا لترامب، مقارنة بهيلاري كلينتون، لم تختلف كثيرا عن نسبة من صوّتوا لصالح ميت رومني ضد باراك أوباما في انتخابات 2012، وانتهت بفوز الأخير، لأنه حصد نسبة أكبر من أصوات الأقليات أكثر من التي صوتت لهيلاري كلينتون، ما يعني أن الأخيرة خسرت، ليس لأن ترامب نجح في حشد البيض بنسبٍ غير مسبوقة. ولكن لأنها فشلت في حشد الأقليات، كما حشدها أوباما.
على الصعيد نفسه، كشفت إحصاءات المركز أن ترامب فاز بفارق كبير وسط البيض غير المتعلمين، فارق لم يحدث منذ الثمانينيات. وهذا يعني أن ترامب يعلو فوق موجةٍ من الناخبين البيض غير المتعلمين الغاضين والرافضين للحكومة والعولمة، لكنها حركة يصعب وصفها أو خلطها بسهولة بالاستعلائيين البيض، والتي مازالت جماعات صغيرة ومنبوذة، لا يجب خلطها بالناخب الأميركي الأقل حظا تعليمياً، والذي يعاني اقتصادياً، وقرّر انتخاب ترامب رفضا لهيلاري كلينتون، وسخطا على واشنطن والنخب السياسية. ويبقى سؤال السنوات الأربعة المقبلة هو من سيروّض من؟ هل ستروّض السياسة الأميركية شعبوية ترامب؟ أم أنه سيفتح الباب أمام ما هو أسوأ وغير متوقع؟