19 فبراير 2016
حرب قبيحة على الإرهاب
هارون يحيى (تركيا)
على الرغم من مرور 14 عامًا منذ بدء "الحرب على الإرهاب" للانتقام من الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، في الولايات المتحدة، و"معاقبة المسؤولين عن ذلك"، إلا أنها ما زالت مستمرة، إذ تم إعلانها ضد العالم الإسلامي بحجة "محاربة الإرهاب"، وظلت تكبر وتتوسع مثل موجة وحشية تبتلع المزيد من البلاد الإسلامية في طريقها.
هذه الحرب البشعة، والتي تم الشروع فيها للتخلص من بعض قادة الإرهاب، أدت إلى قتل، وجرح، وإصابة ملايين المسلمين الأبرياء بالعجز، وتهجيرهم من أوطانهم.
واحدة من أخبث الأسلحة المُستخدمة في هذه الحرب هي الطائرات بدون طيار، والتي تم استخدامها في أفغانستان للمرة الأولى عام 2001، ثم في اليمن عام 2002، وفي غزو العراق عام 2003، وتلتهم باكستان عام 2004، ثم الصومال عام 2007، لتصبح اليوم السلاح الأكثر فاعلية لنشر الحرب على المناطق الإسلامية.
تعتبر أجهزة الولايات المتحدة السرية أن كل مسلم ذكر بالغ يعيش في هذه المناطق إرهابي محتمل، وتستهدفهم بصواريخ تم إطلاقها من طائرات بدون طيار، بدون أي تحقيق أو محاكمة. هذه الهجمات، والتي أُفيد أنها مُدبرة من الاستخبارات المركزية الأميركية CIA لا تقل، بأي حال، عن كونها "جرائم حرب"، لكنها أصبحت اليوم جزءاً مهماً من السياسة الأمريكية الخارجية غير الرسمية.
تحافظ الطائرات بدون طيار على استمرار النشاطات الاستخباراتية، كما تنفذ هجماتٍ، بمنتهى السهولة، في بلاد مثل باكستان، واليمن، وليبيا، والصومال - حيث لا توجد حروب مباشرة تخوضها الولايات المتحدة هناك - بدون أية محاسبة أو رد فعل من هذه البلاد، لأن مسؤولي الدول المسلمة يوافقون على هذه الهجمات على أراضيهم، أو أنهم يتجاهلونها ويلوذون بالصمت، على الرغم من أن هناك مئات من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء الذين تم قتلهم حتى اليوم، فحكام الدول الإسلامية من المسؤولين عن هذه الهجمات، ولو لم يعترفوا بذلك.
واضح أن هذه الهجمات، المستمرة منذ عام 2001 فشلت بشكل كبير في استئصال القاعدة، أو طالبان، أو أي من هذه المنظمات الإرهابية، وعلى العكس، تمزقت أشلاء مدنيين كثيرين، وتم حرقهم حتى الموت، بما فيهم النساء والأطفال، إلى درجة أن الناس يستهدفون بصاروخ ثانٍ، وهم في طريقهم للمساعدة، ما يؤدي إلى التحاق مزيد من الأشخاص بالمنظمات الإرهابية بدافع الانتقام، إضافة إلى أنهم أدوا إلى ظهور داعش اليوم، وعلى الأغلب سيؤدون إلى ظهور بعض المنظمات المتطرفة الأخرى غدًا، وليس هناك ضمان أن هذه المنظمات لن تظهر في الولايات المتحدة أو أوروبا.
على الحكام المسلمين وضع حد فوري لموافقتهم الصريحة أو الضمنية على هذه الهجمات في بلادهم، ومن الضروري أيضا أن يتعاونوا مع قادة الدول الإسلامية المجاورة لوضع حد لهذا القتل والتخريب والشر الناتج من هذه الحرب البشعة، ويجب التصدي للتطرف الناتج من سوء الفهم الإجمالي للإسلام.
إذا لم يحدث هذا، وإذا أصرّ القادة على التصرف كأجزاء صغيرة، بدلاً من الاتحاد معًا، فسيظلون يُستخدَمون من الأجهزة السرية للولايات المتحدة وأوروبا، والتي ستجعلهم مسؤولين عن إراقة دماء مسلمين أبرياء.
ولا يجب أن ننسى أن الدول الأوروبية، والتي كانت تتقاتل قبل سبعين سنة لإبادة بعضها البعض، تستطيع الآن، بطريقة أو بأخرى، أن تتصرف وحدة واحدة. الدافع الأكبر خلف هذا الاتحاد كان الرغبة في تجنب تكرار المجازر والمجاعات والفقر والمعاناة التي تسببت بها هذه الحروب. عندما تم وضع هذه الرغبة فوق أية اهتمامات أخرى منفردة لأية دولة استطاع الأوروبيون أن يُركزوا على أهمية الحياة البشرية، وحقوق الإنسان، والحق في الحياة والديموقراطية.
لذلك، اتحاد الدول المسلمة ممكن للغاية، بل وعاجل جدًا، وعلى هذه الدول أن تكون قدوة في الحب، والسلام، والعطف.
نقطة أخرى في غاية الأهمية، أن التطرف لا يمكن تدميره من خلال البنادق والقنابل، فلا يُمكن تصحيح الأخطاء الفكرية إلا بكشفها للناس بإخبارهم الحقيقة وإيضاح حقيقة هذه الأفكار. حينما تتوحد الدول الإسلامية معاً في مثل هذا الاتحاد، يمكن محاربة التطرف بفاعلية، بدعم من قادة الرأي والرموز الدينية المعروفين بآرائهم المعتدلة في العالم الإسلامي، ما سيؤدي إلى حرمان العناصر المتطرفة من أنصارها والمساحة اللازمة لها للبقاء، وبالتالي، ستتوقف عن تمثيلها أي تهديد. حروب وصراعات كثيرة في الأراضي الإسلامية، بما فيها أفغانستان والعراق وسورية، ستنتهي، لكن كل ما يحتاجه الأمر أن يتصرف قادة الدول الإسلامية كشخص واحد، ويسعوا إلى نشر الجمال والرأفة والمحبة والسلام الروحي المستمد من القرآن الكريم، وألا نعتبر هذه الفكرة بعيدة المنال ومستحيلة.
هذه الحرب البشعة، والتي تم الشروع فيها للتخلص من بعض قادة الإرهاب، أدت إلى قتل، وجرح، وإصابة ملايين المسلمين الأبرياء بالعجز، وتهجيرهم من أوطانهم.
واحدة من أخبث الأسلحة المُستخدمة في هذه الحرب هي الطائرات بدون طيار، والتي تم استخدامها في أفغانستان للمرة الأولى عام 2001، ثم في اليمن عام 2002، وفي غزو العراق عام 2003، وتلتهم باكستان عام 2004، ثم الصومال عام 2007، لتصبح اليوم السلاح الأكثر فاعلية لنشر الحرب على المناطق الإسلامية.
تعتبر أجهزة الولايات المتحدة السرية أن كل مسلم ذكر بالغ يعيش في هذه المناطق إرهابي محتمل، وتستهدفهم بصواريخ تم إطلاقها من طائرات بدون طيار، بدون أي تحقيق أو محاكمة. هذه الهجمات، والتي أُفيد أنها مُدبرة من الاستخبارات المركزية الأميركية CIA لا تقل، بأي حال، عن كونها "جرائم حرب"، لكنها أصبحت اليوم جزءاً مهماً من السياسة الأمريكية الخارجية غير الرسمية.
تحافظ الطائرات بدون طيار على استمرار النشاطات الاستخباراتية، كما تنفذ هجماتٍ، بمنتهى السهولة، في بلاد مثل باكستان، واليمن، وليبيا، والصومال - حيث لا توجد حروب مباشرة تخوضها الولايات المتحدة هناك - بدون أية محاسبة أو رد فعل من هذه البلاد، لأن مسؤولي الدول المسلمة يوافقون على هذه الهجمات على أراضيهم، أو أنهم يتجاهلونها ويلوذون بالصمت، على الرغم من أن هناك مئات من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء الذين تم قتلهم حتى اليوم، فحكام الدول الإسلامية من المسؤولين عن هذه الهجمات، ولو لم يعترفوا بذلك.
واضح أن هذه الهجمات، المستمرة منذ عام 2001 فشلت بشكل كبير في استئصال القاعدة، أو طالبان، أو أي من هذه المنظمات الإرهابية، وعلى العكس، تمزقت أشلاء مدنيين كثيرين، وتم حرقهم حتى الموت، بما فيهم النساء والأطفال، إلى درجة أن الناس يستهدفون بصاروخ ثانٍ، وهم في طريقهم للمساعدة، ما يؤدي إلى التحاق مزيد من الأشخاص بالمنظمات الإرهابية بدافع الانتقام، إضافة إلى أنهم أدوا إلى ظهور داعش اليوم، وعلى الأغلب سيؤدون إلى ظهور بعض المنظمات المتطرفة الأخرى غدًا، وليس هناك ضمان أن هذه المنظمات لن تظهر في الولايات المتحدة أو أوروبا.
على الحكام المسلمين وضع حد فوري لموافقتهم الصريحة أو الضمنية على هذه الهجمات في بلادهم، ومن الضروري أيضا أن يتعاونوا مع قادة الدول الإسلامية المجاورة لوضع حد لهذا القتل والتخريب والشر الناتج من هذه الحرب البشعة، ويجب التصدي للتطرف الناتج من سوء الفهم الإجمالي للإسلام.
إذا لم يحدث هذا، وإذا أصرّ القادة على التصرف كأجزاء صغيرة، بدلاً من الاتحاد معًا، فسيظلون يُستخدَمون من الأجهزة السرية للولايات المتحدة وأوروبا، والتي ستجعلهم مسؤولين عن إراقة دماء مسلمين أبرياء.
ولا يجب أن ننسى أن الدول الأوروبية، والتي كانت تتقاتل قبل سبعين سنة لإبادة بعضها البعض، تستطيع الآن، بطريقة أو بأخرى، أن تتصرف وحدة واحدة. الدافع الأكبر خلف هذا الاتحاد كان الرغبة في تجنب تكرار المجازر والمجاعات والفقر والمعاناة التي تسببت بها هذه الحروب. عندما تم وضع هذه الرغبة فوق أية اهتمامات أخرى منفردة لأية دولة استطاع الأوروبيون أن يُركزوا على أهمية الحياة البشرية، وحقوق الإنسان، والحق في الحياة والديموقراطية.
لذلك، اتحاد الدول المسلمة ممكن للغاية، بل وعاجل جدًا، وعلى هذه الدول أن تكون قدوة في الحب، والسلام، والعطف.
نقطة أخرى في غاية الأهمية، أن التطرف لا يمكن تدميره من خلال البنادق والقنابل، فلا يُمكن تصحيح الأخطاء الفكرية إلا بكشفها للناس بإخبارهم الحقيقة وإيضاح حقيقة هذه الأفكار. حينما تتوحد الدول الإسلامية معاً في مثل هذا الاتحاد، يمكن محاربة التطرف بفاعلية، بدعم من قادة الرأي والرموز الدينية المعروفين بآرائهم المعتدلة في العالم الإسلامي، ما سيؤدي إلى حرمان العناصر المتطرفة من أنصارها والمساحة اللازمة لها للبقاء، وبالتالي، ستتوقف عن تمثيلها أي تهديد. حروب وصراعات كثيرة في الأراضي الإسلامية، بما فيها أفغانستان والعراق وسورية، ستنتهي، لكن كل ما يحتاجه الأمر أن يتصرف قادة الدول الإسلامية كشخص واحد، ويسعوا إلى نشر الجمال والرأفة والمحبة والسلام الروحي المستمد من القرآن الكريم، وألا نعتبر هذه الفكرة بعيدة المنال ومستحيلة.
مقالات أخرى
23 يناير 2016
14 يناير 2016
02 يناير 2016