19 فبراير 2016
تركيا الخيار الأمثل للاتحاد الأوروبي
هارون يحيى (تركيا)
تواجه أغلب الدول الإسلامية مشكلات وأزمات كثيرة هذه الأيام، في حين أن تركيا تعد جزءًا من القارة الأوروبية، وهي الدولة المسلمة الأقرب للثقافة الأوروبية، ولهذا السبب، تقع على عاتقها مسؤولية المساهمة في حل المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي وأوروبا. وبالتأكيد، يجب أن تؤخذ هذه الجهود الحثيثة في الاعتبار في المحادثات الدائرة حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
في ديسمبر/ كانون أول الماضي، بدأت المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي شملت مناقشات حول السياسات الاقتصادية والنقدية للدولة، ما مثّل الخطوة الأولى نحو انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بعد عامين من الخلاف.
كانت الانتقادات التي طالت تركيا مفيدة لها لتحسين الأوضاع، فقد ركزت على موقف الدولة تجاه الديمقراطية والحريات، كما ساهمت في أن تحقق تركيا تقدماً ملحوظاً فنياً وعلميا، وهو ما ساعد تركيا على تحقيق تقدم ملحوظ في شتى المجالات، ليس من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، بل من أجل تحقيق التقدم والازدهار والرفاهية للشعب التركي، وهو ما تحتاجه الدول الإسلامية التي تزداد مشكلاتها، ما ساهم بإحداث فجوة بين المجتمعات الإسلامية ودول الاتحاد الأوروبي.
سبب هذا الفارق يعود إلى تمسك مسلمين كثيرين بخرافات وأعراف قديمة لا تجدي نفعًا، بالإضافة إلى فهم بعضهم الإسلام بطريقة متشددة ومتطرفة، ما أسهم في انتشار المجموعات المتطرفة في الدول الإسلامية. هذه الراديكالية، والنظرة المتدنية للمرأة والبعد التام عن العلم والثقافة شكلت الحاجز الرئيسي للتقارب بين العالم الإسلامي وأوروبا، ما جعل إيصال الإسلام الحقيقي إلى الأوروبيين أمرا بالغ الصعوبة، فالصورة السلبية التي تكونت لديهم نتيجة أفعال بعض المتشددين حملت معها صورة مشوّهة للإسلام في عقول الأوروبيين.
أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا موجود في تركيا. ولهذا السبب، لا يمكن النظر إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من ناحية المتطلبات الأساسية المطلوبة فقط، بل يجب النظر إلى الإضافة التي ستمثلها تركيا، بشعبها ذي الأغلبية المسلمة، وتمثيلها الإسلام في القارة الأوروبية.
في حالة انضمام تركيا، ستزداد حرية التنقل وحجم التجارة، وسيزداد بالتأكيد الاختلاط والتقارب الاجتماعي والثقافي بين مختلف الديانات، حيث إن تركيا هي تلك الدولة التي تمثل الإسلام خير تمثيل، وتعيش على أمجاد الإسلام الصحيح، وهي مثال للحياة الديمقراطية الحرة المعتدلة القائمة على المحبة بين الأطراف المختلفة.
من هذا المنطلق، تحمل تركيا مسؤولية كبرى تتمثل في تقديم الإسلام الصحيح لأوروبا بشكل دقيق. يجب أن تصبح أكثر تحضراً، وأن تصبح مهدًا للحضارة، وممثلاً للانتصار لحقوق المرأة وعدم التمييز على أي أساس، بالإضافة إلى تشجيع العلوم والفنون. بالتأكيد، ستكون تركيا قادرة على إظهار روح المحبة التي تعد أساس الإسلام، وستتمكن من تحقيق مستوى التحضّر الذي تتطلع إليه أوروبا بالتأكيد، وهو ما سيؤدي، بشكل مباشر، إلى تقوية العلاقات وزيادة الترابط بين المجتمعات المختلفة، بل وسيتم القضاء على مخاوف الأوروبيين التي لا أساس لها.
إذا احترمت كل الأطراف تلك المبادئ، سيكون انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي إضافة فارقة للطرفين، وسيتمكن مواطنو الاتحاد الأوروبي من العمل على بناء قاعدة كبيرة من السلام والأخوة، بدلًا من تلك الاتفاقات الظاهرية، القائمة فقط على ضرورات اقتصادية وسياسية. سيساهم الاتحاد الأوروبي، بشكل كبير، في دفع الثقافة والبحث العلمي في تركيا إلى الأمام، في حين أن الشخصية الإسلامية للدولة التركية ستسهم، بشكل كبير، في تدمير الإسلاموفوبيا التي اجتاحت أوروبا نتيجة التطرف.
إذا رغبت تركيا حقًا في أن تسير المفاوضات في الطريق الذي تتمناه لها، عليها أن تصبح مثالاً يُحتذى به، وأن يكون هناك تقارب حقيقي بين الشعب التركي وشعوب الاتحاد الأوروبي، وأن يكون هذا التقارب قائماً على الحب بين تلك الشعوب وعلى القيم الأخلاقية السامية والثقافة الراقية.
إذا تكوّن بالفعل اتحاد بهذا الشكل، سيكون وجود اتحاد سياسي بهذه القوة وهذه المبادئ مسألة وقت فقط. لهذه الأسباب، يجب أن تولي تركيا الأهمية القصوى للثقافة ومستوى التعليم وسياسته.
في ديسمبر/ كانون أول الماضي، بدأت المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي شملت مناقشات حول السياسات الاقتصادية والنقدية للدولة، ما مثّل الخطوة الأولى نحو انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بعد عامين من الخلاف.
كانت الانتقادات التي طالت تركيا مفيدة لها لتحسين الأوضاع، فقد ركزت على موقف الدولة تجاه الديمقراطية والحريات، كما ساهمت في أن تحقق تركيا تقدماً ملحوظاً فنياً وعلميا، وهو ما ساعد تركيا على تحقيق تقدم ملحوظ في شتى المجالات، ليس من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، بل من أجل تحقيق التقدم والازدهار والرفاهية للشعب التركي، وهو ما تحتاجه الدول الإسلامية التي تزداد مشكلاتها، ما ساهم بإحداث فجوة بين المجتمعات الإسلامية ودول الاتحاد الأوروبي.
سبب هذا الفارق يعود إلى تمسك مسلمين كثيرين بخرافات وأعراف قديمة لا تجدي نفعًا، بالإضافة إلى فهم بعضهم الإسلام بطريقة متشددة ومتطرفة، ما أسهم في انتشار المجموعات المتطرفة في الدول الإسلامية. هذه الراديكالية، والنظرة المتدنية للمرأة والبعد التام عن العلم والثقافة شكلت الحاجز الرئيسي للتقارب بين العالم الإسلامي وأوروبا، ما جعل إيصال الإسلام الحقيقي إلى الأوروبيين أمرا بالغ الصعوبة، فالصورة السلبية التي تكونت لديهم نتيجة أفعال بعض المتشددين حملت معها صورة مشوّهة للإسلام في عقول الأوروبيين.
أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا موجود في تركيا. ولهذا السبب، لا يمكن النظر إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من ناحية المتطلبات الأساسية المطلوبة فقط، بل يجب النظر إلى الإضافة التي ستمثلها تركيا، بشعبها ذي الأغلبية المسلمة، وتمثيلها الإسلام في القارة الأوروبية.
في حالة انضمام تركيا، ستزداد حرية التنقل وحجم التجارة، وسيزداد بالتأكيد الاختلاط والتقارب الاجتماعي والثقافي بين مختلف الديانات، حيث إن تركيا هي تلك الدولة التي تمثل الإسلام خير تمثيل، وتعيش على أمجاد الإسلام الصحيح، وهي مثال للحياة الديمقراطية الحرة المعتدلة القائمة على المحبة بين الأطراف المختلفة.
من هذا المنطلق، تحمل تركيا مسؤولية كبرى تتمثل في تقديم الإسلام الصحيح لأوروبا بشكل دقيق. يجب أن تصبح أكثر تحضراً، وأن تصبح مهدًا للحضارة، وممثلاً للانتصار لحقوق المرأة وعدم التمييز على أي أساس، بالإضافة إلى تشجيع العلوم والفنون. بالتأكيد، ستكون تركيا قادرة على إظهار روح المحبة التي تعد أساس الإسلام، وستتمكن من تحقيق مستوى التحضّر الذي تتطلع إليه أوروبا بالتأكيد، وهو ما سيؤدي، بشكل مباشر، إلى تقوية العلاقات وزيادة الترابط بين المجتمعات المختلفة، بل وسيتم القضاء على مخاوف الأوروبيين التي لا أساس لها.
إذا احترمت كل الأطراف تلك المبادئ، سيكون انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي إضافة فارقة للطرفين، وسيتمكن مواطنو الاتحاد الأوروبي من العمل على بناء قاعدة كبيرة من السلام والأخوة، بدلًا من تلك الاتفاقات الظاهرية، القائمة فقط على ضرورات اقتصادية وسياسية. سيساهم الاتحاد الأوروبي، بشكل كبير، في دفع الثقافة والبحث العلمي في تركيا إلى الأمام، في حين أن الشخصية الإسلامية للدولة التركية ستسهم، بشكل كبير، في تدمير الإسلاموفوبيا التي اجتاحت أوروبا نتيجة التطرف.
إذا رغبت تركيا حقًا في أن تسير المفاوضات في الطريق الذي تتمناه لها، عليها أن تصبح مثالاً يُحتذى به، وأن يكون هناك تقارب حقيقي بين الشعب التركي وشعوب الاتحاد الأوروبي، وأن يكون هذا التقارب قائماً على الحب بين تلك الشعوب وعلى القيم الأخلاقية السامية والثقافة الراقية.
إذا تكوّن بالفعل اتحاد بهذا الشكل، سيكون وجود اتحاد سياسي بهذه القوة وهذه المبادئ مسألة وقت فقط. لهذه الأسباب، يجب أن تولي تركيا الأهمية القصوى للثقافة ومستوى التعليم وسياسته.
مقالات أخرى
30 يناير 2016
14 يناير 2016
02 يناير 2016