حدائق للنساء في أفغانستان

08 فبراير 2020
تقضي بعض الوقت في الحديقة (وكيل كوهسار/ فرانس برس)
+ الخط -
خلال العقدين الماضيين، حصلت أفغانستان على أموال طائلة بهدف تحسين واقع المرأة في البلاد من خلال المؤسسات المحلية. وكان الدافع اعتبار المرأة الضحية الأولى للحرب من جهة، والأعراف والتقاليد السائدة من جهة أخرى. صحيح أن المرأة وجدت طريقها إلى البرلمان، وأصبحت عاملة وناشطة وإعلامية، وبدأت ترفع صوتها من أجل الحصول على حقها في مختلف المجالات، إلا أن ما تحقق من نتائج يبقى ضئيلاً مقارنةً بحجم الأموال التي حصلت عليها السلطات الرسمية، على الرغم من الادعاءات الرسمية وغير الرسمية.

وفي الأيام الأخيرة، دشّن عدد من بلديات الأقاليم مشاريع خاصة بالنساء، ولا سيما في مجال تعليم الحرف، كالتطريز وغيره، إضافة إلى إنشاء حدائق لهنّ وأماكن للتنزه. في هذا السياق، يقول رئيس بلدية مدينة جلال أباد، شرق أفغانستان، روح الأمين حسن، إن البلدية أطلقت قبل أيام مشروع حديقة خاصة بالنساء في مدينة جلال أباد، موضحاً أن الحديقة كانت مشروعاً قديماً، وكانت الحكومات السابقة قد قسّمت المشروع إلى قسمين: حديقة خاصة بالنساء، ومتحف. لكن المشروع لم يُدشّن بسبب عدم توافر الميزانية. ومنذ نحو عام، سعينا إلى توفير ميزانية، واستطعنا بالتنسيق مع مؤسسة "أبيتات" تدشين المشروع قبل أيام. وتتولى المؤسسة تصميم بعض الأجزاء الأساسية وبناءها، ومنها الحديقة الخضراء، وحديقة اللعب الخاصة للأطفال. كذلك خصصت البلدية ميزانية للقيام بما بقي من أجزاء المشروع، باعتبار أنه جزء من أولوياتها. وأولت الحكومة المركزية اهتماماً كبيراً بالمشاريع المتعلقة بالنساء والأطفال، خصوصاً أن هاتين الفئتين تواجهان مشاكل اجتماعية جمّة.




ويرى روح الأمين حسن أنّ النساء مضطهدات، والمرأة الأفغانية تواجه ضغوطاً نفسية كبيرة، ليس فقط بسبب تبعات الحرب المستمرة، بل أيضاً بسبب الأعراف والتقاليد. لذلك، كانت هناك حاجة إلى إنشاء حديقة لهن. والمعروف عن مدينة جلال أباد أنها مدينة مركزية وأفضل حالاً مقارنةً بالأقاليم الأخرى. من هنا، يأتي سكان الأقاليم الأخرى، مثل إقليم كنر ولغمان، إلى هنا للسياحة أيام الجمعة وفي الإجازات. وفي ظل غياب أي متنزه للنساء والعائلات، عُدَّ إنشاء حديقة، أولويةً لتوفير مساحة للنساء والعائلات.

ورداً على سؤال عن التخطيط لإطلاق مشاريع أخرى مماثلة، يوضح أن "هناك حديقة كبيرة في الناحية الخامسة، وهي أكبر حديقة على مستوى المدينة كلها، بل على مستوى الإقليم. وتتضمن البرامج المستقبلية تخصيص جزء من تلك الحديقة للنساء والأسر، وقد خصصنا ميزانية لذلك، على أن ننفذ الخطة في القريب العاجل". وتتضمن البرامج إنشاء حديقة كبيرة أخرى في الناحية رقم ثمانية، موضحاً أن ميزانية تلك الحديقة مقدمة من البنك الدولي، وسيكون تصميمها وإنشاؤها بالتنسيق مع البلدية. ويُفترض أن تُقسّم كل الحدائق إلى قسمين: أحدهما للرجال والآخر للنساء.

ماذا عن المشاريع الأخرى؟ يُوضح روح الأمين حسن أن البلدية مهتمّة بحياة المرأة الأفغانية. "أنشأنا لجاناً خاصة في إطار مشروع الميثاق المدني، وقرّرنا أخيراً أن تشغل امرأة منصب نائبة رئيس اللجنة بهدف تشجيع النساء على رفع الصوت من أجل الحصول على حقوقهن. كذلك، نُقدّم دورات لتعليم النساء التطريز والخياطة، إضافة إلى مساعدتهن من خلال مشاريع أخرى، كمشروع مزارع الدواجن. كل ذلك من أجل المساهمة في تحسين حال المرأة. وخصصت البلدية مكاناً خاصاً للنساء لأداء مراسم العزاء. ومعروف أن مراسم العزاء يقيمها الرجال في المساجد والنساء في المنازل. لكن باعتبار أن المنازل ضيقة، خصصت البلدية هذا المكان، وهو ما رحب به المواطنون".




ويشير إلى أن الحكومة المركزية "تولي اهتماماً كبيراً بالمشاريع الخاصة بالنساء، وهناك مشاريع كثيرة من خلال قنوات مختلفة. أما البلدية، فهي معنية أكثر بالشأن العام. وبفضل ذلك الاهتمام، غيرنا صورة المدينة بكاملها، وهناك مشاريع كبيرة في الطريق ستساهم في تأمين بعض الأمور الأساسية للمواطنين". وعن مشاركة المواطنين في مشاريع البلدية، وتحديداً تلك الخاصة بالنساء، يقول إن المواطن الأفغاني، على الرغم من المشاكل الكبيرة التي يواجهها في حياته من جراء الحرب، والوضع المعيشي الصعب، إلا أن إسهاماته كبيرة في شؤون البلدية. يضيف أن المواطنين عموماً يتعاونون مع مختلف المشاريع التي تطلقها البلدية، ويرحبون بتلك الموجهة إلى النساء.
المساهمون