جوليان مور لـ"العربي الجديد": أبحث عن أفضل طريقة للأداء... وهذا سبب ندمي

19 سبتمبر 2017
جوليان مور في كانّ (آنّ كريستين بوجولا/فرانس برس)
+ الخط -
جوليان مور، ممثلة استثنائية، فهي تتبنى كل شخصية تؤديها أمام الكاميرا أو فوق المسرح بأسلوب فذّ، متحولة إلى تلك المرأة الموصوفة في نص السيناريو، إلى درجة يصعب على المتفرّج عندما يشاهدها في عمل ما، أن يتخيل ويتذكر أنها هي ذاتها التي أثارت إعجابه في عمل آخر قبل ثلاثة شهور أو سنة، على الرغم من أنها لم تغير أي شيء في ملامحها. 

ولا يعني الأمر أن جوليان مور لا تظهر إلا في أفلام من الدرجة الأولى. فهي إلى جوار التحف الفنية التي تشكلها "ماغنوليا" و"شورت كاتس" و"ستيل أليس" الذي جلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة في العام 2015، و"بوغي نايتس" و"خريطة إلى النجوم" وغيرها، لم تتردد عن المشاركة في أعمال من طراز "كاري" و"هانيبال" و"دون جون" أسوة بنماذج سينمائية ثانية هابطة المستوى. لكن مور تعرف في كل مناسبة كيف ترفع إلى حد ما نوعية الفيلم الذي تساهم فيه، بفضل تمثيلها المتفوق. إلا أن هذه الميزة لا تكفي حتى يغفر لها جمهورها خطاياها الفنية من خلال انغماسها في مغامرات رديئة.

جاءت جوليان مور إلى باريس للترويج لفيلمها الجديد "كينغمسان: الدائرة الذهبية" المكمل لـ"كينغمسان: الخدمة السرية" النازل إلى صالات السينما في العام 2014، والذي لم تشارك مور في بطولته. والفيلم الجديد ينتمي إلى لون المغامرات والجاسوسية، وتتقاسم فيه مور البطولة مع كل من كولين فيرث وصمويل إيل جاكسون وهالي بيري وتارون إغرتون. وفي هذه المناسبة التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.


حدثينا عن فيلم "كينغسمان: الدائرة السرية" وعن دورك فيه؟
- تدور أحداث السيناريو في أجواء المخابرات البريطانية السرية التي تحمل اسم "كينغسمان" حيث يتسلم العميل السري إيغزي تعليمات من أجل الكشف عن شريرة مقيمة في غابة بأميركا اللاتينية، ومتخصصة في إنتاج المخدرات وتوزيعها على مستوى العالم. لكن المرأة ليست سهلة المنال، وتملك جيشاً يحميها، ويحرص على أن تتم عملياتها التجارية على النحو الأفضل، ما سيشكل بعض المصاعب بالنسبة للعميل إيغزي وأعوانه. وعن نفسي فأنا أؤدي شخصية بوبي الشريرة منتجة وتاجرة المخدرات. وتأتي الناحية الفكاهية التي لا يخلو منها الفيلم، من كون شخصيتي تحمل إسم "بوبي" Poppy ، علماً بأن الكلمة باللغة الإنكليزية معناها "أفيون".


(باسكال لو سيغريتيان/Getty)


من النادر أن تكون امرأة هي الشريرة في هذا اللون السينمائي القريب إلى جيمس بوند، هل عثرت على متعة معينة عند أداء مثل هذه الشخصية؟
- لا أفتش عن المتعة في الأدوار التي أمثلها، بقدر ما أبحث عن الطريقة المثلى لأدائها. وبالرغم من أنني رأيت كل أفلام جيمس بوند وغيرها من أعمال الجاسوسية. فقد أرغمت نفسي على تجاهل الأسلوب التقليدي المعتمد عامة من الممثلين في تقمص دور الشرير، والذي هو ذاته طبقاً لتعليمات المخرجين. لقد اقترحت على المخرج ماثيو فون وجهة نظري الخاصة بشخصية بوبي، فاقتنع بها بعد تفكير عميق وأيضاً بفضل ثقته الكبيرة بقدراتي وبذكائي الفني.

وما هي وجهة النظر هذه؟
-أنا ألاحظ كيف أن المجرم في السينما نادراً ما يمارس بنفسه الأشياء التي تصنع ثروته، وأقصد أنه، على سبيل المثال، لا يتعاطى المخدرات التي يعيش من وراء تجارتها، ويحمي نفسه وعائلته من أضرارها. لقد تخيلت بوبي هذه تتصرف على عكس ذلك تماماً، وتبدو في شكل مستمر كأنها تعاطت جرعات من المحرمات التي كونت ثروتها منها، أي أنها المستهلكة الأولى للبضاعة التي تروجها. وهذه نقطة تثير ابتسامة المتفرج، بل ضحكه. إنها طريقة جديدة وطريفة في تصوّر عقلية الشرير فوق الشاشة. وبالتالي اضطررت إلى أداء الدور، وكأنني سكرانة طوال الوقت. لقد كنت مهتمة بصدق أدائي وليس بالمتعة التي قد يجلبها لي العمل.


(باسكال لو سيغريتيان/Getty)

لا شك في كونك على دراية بأن أفلامك ليست كلها هائلة، وإن كان تمثيلك يرفع عادة مستواها. ما هي نظرتك الى هذا الأمر؟
- كثيراً ما ينسى الجمهور العريض أن الفنان يعيش ويأكل من مهنته، حاله حال غيره، وبالتالي فهو مرغم على قبول العمل المطروح عليه. ومن المؤسف، بطبيعة الحال، ألا تكون كل السيناريوهات ذات مستوى متفوق، وأنا أحلم بذلك، مثل العديد من الزميلات والزملاء. ومع ذلك فأنا لا أقبل كل الأدوار التي تعرض علي، وأسعى دائماً إلى اختيار الأفضل منها، وإن كان هذا الأفضل يتضمن بعض العيوب. أشكرك على كونك تعتبر وجودي في الأفلام يرفع نوعيتها.

هل أنت نادمة، مثلاً، على مشاركتك في أفلام معينة؟
- نعم، خصوصاً فيلم واحد هو "كلويه" من إخراج أتوم إيغويان. إنني نادمة وآسفة بشدة، لأن إيغويان هو من أفضل السينمائيين الحاليين، وبالتالي كان من حقي أن أنتظر منه أفضل من ذلك. ولا أدري حتى الآن ما الذي دفع به إلى الوقوع هنا في أخطاء شنيعة، لا يقع فيها أي مبتدئ. فربما أنه كان يمر بأزمة نفسية شخصية أثرت على عمله، ولا أرى أي مبرر غير ذلك لتفسير ضعف مستوى "كلويه".

وعلى عكس ذلك، ما هو الفيلم الذي تفتخرين بالتمثيل فيه؟
- "ماغنوليا" للسينمائي بول توماس أندرسون، ففيه أقوى وأصعب لقطة مثلتها في حياتي، وهي تلك التي أدخل فيها إلى صيدلية بهدف الحصول على دواء ممنوع بيعه إلا بأمر من الطبيب، وأترجى الصيدلي لمدة طويلة لكنه لا يلين. لقد بقيت مضطربة نفسياً ساعات طويلة إثر تصوير هذا المشهد، وهذا شيء من النادر أن يحدث لي مهما كانت اللقطات شاقة. فأنا لست ممثلة هاوية أو حديثة العهد في المهنة.


(أندرياس رينتز/Getty)


ألا تتباهين بمشاركتك في فيلم "ستيل أليس"، الذي جلب لك جائزة أوسكار أفضل ممثلة؟
- نعم بطبيعة الحال، أنا فخورة به وبالدور القوي الذي أسنده لي كل من ريتشارد غليزر وواش ويستمورلاند، مخرجي الفيلم.

لكنك تفضلين "ماغنوليا"؟
-أجل، إذ إن أفضليتي لا علاقة لها بالأوسكار بقدر ما تتعلق بالعمل في حد ذاته وبتأثيره على نفسيتي وعقلي. إنني أحب كلاً من العملين مع ميل أشد لـ"ماغنوليا".

ما هو لونك السينمائي المفضل كمتفرجة؟
-قد تعجب، لكنني نادراً جداً ما أتردد إلى السينما، وهوايتي المفضلة تظل على مدار السنوات هي القراءة. وعندما يحدث أن أشاهد فيلماً في صحبة أولادي وزوجي، فيكون الأمر في بيتنا وليس في صالات العرض العامة.


(جيوف روبتز/فرانس برس)

دلالات
المساهمون