جدارية غزة: ألم كثير... وضوء

20 نوفمبر 2015
الجدارية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
اختصرت جدارية عملاقة وسط مدينة غزة ملامح طفلة فلسطينية متشحة بالكوفية، تقبع خلف قضبان حديدية، وتروي عيناها الحزينتان قصص البؤس والألم الذي يحياه أطفال فلسطين عموماً، وأطفال غزة على وجه التحديد، نتيجة الحصار الإسرائيلي، والاعتداءات الحربية المتكررة.


الجدارية لم تُعدم الأمل أمام المُشاهد، ولم تقتصر على نقل سوداوية الواقع الذي يعانيه الأطفال، بل تزينت بخلفية ملونة، تعكس آمال الأطفال وأمنياتهم البريئة، وأحلامهم بواقع مُلون، بعيداً عن الواقع الصعب، وما يختلط به من ظلم وقهر وسلب للحرية.


طول الجدارية وصل حتى 20 مترا، بعرض 15 مترا على مدخل شارع الجلاء الرئيسي وسط مدينة غزة، وشارك في رسمها مجموعة فنانين ضمن مبادرة "لما الحيطان تحكي" الممول من الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى دعم قيم العدالة والتسامح والخير والتعاون.
ويقول صاحب فكرة الجدارية الفنان بلال خالد، الذي نفذها مع الفنانين محمد زكي، محمد زكريا، ماجد مقداد، وأحمد التلاوي، إنّ هذا العمل يعد الأضخم في فلسطين، بعد جدارية وصلت على جدار الفصل العنصري لطول 9 أمتار، مبيناً أن المبادرة، شارك فيها فنانون من قطاع غزة والضفة الغربية، لإيصال المبادئ ذاتها التي تنادي بها الحملة.


ويشير بلال في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ضخامة الجدارية التي يستغرق عملها عدة أيام، ترجع إلى رغبة الفنانين بعمل مميز، يوصل الفكرة بطريقة أسرع، مشيراً إلى أنّ الجميع تعودوا على رسومات غرافيتية صغيرة الحجم، لكنهم اختاروا الحجم الكبير حتى يؤكدوا أنّ بمقدرتهم الرسم بمختلف الأدوات والأحجام.

ويوضح الفنان الفلسطيني أنّ الجداريات عبارة عن معرض مجاني للناس، يمكّنهم من رؤية الرسومات والأعمال الفنية دون الحاجة إلى قطع تذاكر، ما قد يساهم بايصال الرسالة التي تحملها الجدارية إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، والجهات المعنية.

أقرأ أيضاً:فنانو غزة رسموا بريشاتهم "رسالة سلام"
المساهمون