تضاربت الأنباء حول مقتل القائد العسكري العام لجبهة النصرة؛ الملقب باسم أبو همام الشامي، في ظل غلبة الاحتمال الذي يفيد بأن الرجل لم يمت بالفعل، على عكس ما تناقلته معظم وسائل الإعلام عن خبر مقتله، وجميع المصادر تنقل عن "ناشطين".
إلا أن مصدرا خاصا في قيادة جبهة النصرة في حلب، نفى في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، الأنباء التي انتشرت في اليومين الأخيرين عن مقتل أبو همام الشامي، موضحا أنه أصيب في غارة لطيران التحالف الدولي على مقر لجبهة النصرة، قرب بلدة سلقين في ريف إدلب الشمالي في 27 فبراير/شباط الماضي، حين قامت طائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي باستهداف مبنى معروف لدى "النصرة" باسم "مقر أبو طلحة" قرب مدينة سلقين، لتؤدي الغارة إلى مقتل مسؤول الخرائط في جبهة النصرة "أبو مصعب الفلسطيني"، ومقتل عنصرين آخرين من الجبهة، "وإصابة الشيخ أبو همام الشامي القائد العسكري العام للنصرة، بجروح بليغة لكنها غير قاتلة ليستقر وضعه الصحي في ما بعد ويبدأ بالتحسن"، بحسب المصدر. ويوضح أن الغارة الأولى التي نفذتها طائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي، تبعتها غارة ثانية بعد ربع ساعة فقط، قامت بها طائرة لطيران التحالف الدولي أيضا، حيث قصفت المبنى نفسه بصاروخ ضخم أدى لتدميره بالكامل بعدما كان فارغاً.
إقرأ أيضاً: مصدر في "النصرة" ينفي مقتل قائدها العسكري بغارة للتحالف
وما يعزز رواية القيادي في "النصرة"، هو ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء عن متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس إن التحالف لم ينفذ خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت انتشار أخبار عن مقتل قياديين في جبهة النصرة في غارة للتحالف، أي ضربات جوية في نطاق 200 ميل من محافظة إدلب.
كما نفى القيادي في الجبهة أن يكون لطيران النظام السوري أي دور في عملية استهداف "مقر أبو طلحة" قرب مدينة سلقين في 27 فبراير/شباط الماضي، وأكد أن الغارتين اللتين استهدفتا المقر كانتا من طيران التحالف. وأبو همام الشامي هو القائد العسكري لجبهة النصرة، واسمه الحقيقي سمير حجازي وهو من محافظة حلب شمالي سورية، وهو أحد السوريين الذين التحقوا بتنظيم القاعدة في أفغانستان في نهاية التسعينيات، وكان يعرف هناك باسم "فاروق السوري".
وأفاد قيادي آخر من "جبهة النصرة" اشترط عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد" بأن "أبو همام الشامي العسكري، هو القائد العسكري العام للجبهة، فضلاً عن كونه أنصارياً، (المقاتلون السوريون في النصرة)، لكنه ليس الرجل الثاني في الجبهة، فنحن ليس لدينا ترتيب في الأفراد، هناك رأس هرم ومجالس وغرف عمليات" على حد تعبيره.
وعلى الرغم من إصرار القيادي الآخر على أن الشامي لم يُقتل بالغارة، إلا أنه يشدد على أنه "حتى لو قُتلت شخصية عسكرية كأبو همام الشامي، فذلك لا يؤثر على التنظيمات الجهادية بشكل عام التي منها النصرة"، موضحاً أنه "سبق لحركة أحرار الشام الإسلامية أن خسرت 48 قيادياً عسكرياً ولم تتأثر، ولكن عندما فقدت الشرعي أبو يزن تأثرت كثيراً، لأن خسارة أي حركة جهادية يكون في شرعييها".
وتداولت تقارير غربية سعي الولايات المتحدة لشق صف جبهة النصرة بخلق تيارين مختلفين داخل الجبهة؛ وذلك في تكرار للسيناريو الذي اتبعته في شق صف تنظيم طالبان في باكستان، إلى فصيلين متحاربين. وعمليا فقد بدأت بوادر خلاف تظهر من خلال تحولات داخل قيادات النصرة؛ والتي أطاحت بالتيار المعادي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، والذي كان أبرز منظريه شرعي الجبهة السابق أبو ماريا القحطاني وسلطان العطوي، وهو التيار الذي يرى بضرورة إعادة الارتباط مع المجتمع المحلي السوري، وجاءت بتيار يتحدث عن إقامة إمارة بهدف الحفاظ على تماسك التنظيم. تيار يمثله الأردني سامي العريدي الذي تم تعيينه شرعيا عاما للجبهة بديلا للقحطاني، وذلك بعد الهزيمة التي منيت بها على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في دير الزور. وقد بدأ هذا التيار بالعمل على مشروع الإمارة باستعمال أدوات "داعش" نفسها، من خلال اتخاذ مناطق سيطرة، وعدم الاكتراث لطبيعة المجتمع المحلي في المناطق التي يسيطر عليها، حتى وإن أدى ذلك إلى التصعيد مع فصائل المعارضة الأخرى بما فيها الفصائل الإسلامية، والتراجع عن جزء مهم من الأفكار التي قامت عليها الجبهة خلال الفترة الأولى من نشوئها في سورية.
يبدو أن هذا التحول قد ساهم بزيادة التباين بين هذين التيارين داخل النصرة، إذ بدأت تظهر بينها خلافات متعددة، منها ما هو فكري ومنها ما هو تنظيمي. إلا أن هذه الخلافات لا ترقى إلى مرتبة ما يؤدي إلى صدام عسكري بينهم، وإنما هي ضمن الخلافات بين رؤى الشرعيين، كون كل تيار يتزعمه منظر للتنظيم وشغل منصب الشرعي العام له. إلا أن أهم تلك الخلافات هو قبول التيار الأول بإمكانية الانفصال عن القاعدة، والانخراط ضمن المجتمع المحلي والعمل على تعزيز القاعدة الشعبية فيه، وقبول التنسيق مع الفصائل المعارضة الأخرى تحت شعار إسقاط النظام، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة العمل على إنشاء دولة إسلامية، فيما يعمل التيار الثاني وهو الأقوى حاليا، على التصعيد مع كل الفصائل الأخرى واتخاذ مناطق نفوذ، والبدء بتأسيس أركان الإمارة وتصعيد اللهجة ضد الولايات المتحدة، والقضاء على كل الفصائل المعارضة التي تتلقى دعما مباشرا منها.
ويؤكد مصدر خاص مطلع من "جبهة النصرة" لـ "العربي الجديد"، وجود هذا الانقسام داخل جبهة النصرة، مبينا أن هناك تيارين: الأول يسمى ضمن الجبهة بالحرس القديم، وهم مجموعة المهاجرين الذين قدموا إلى سورية من خراسان، وكان غالبيتهم يعملون تحت إمرة الظواهري، ويتزعم هذا التيار اليوم، الطبيب سامي العريدي، شرعي عام الجبهة في سورية، الذي يتمتع بصرامة شديدة، ويلقب بين عناصر الجبهة "بداعش النصرة". هذا التيار يرفض رفضاً قاطعاً انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، ويضيف المصدر: أما التيار الثاني، فهو تيار الأنصار وهم العنصر السوري الذي انضم إلى الجبهة خلال سنوات الثورة، ويتزعم هذا التيار أبو ماريا القحطاني. والقحطاني، رغم أنه عراقي الجنسية، إلا أن إقامته الطويلة في دير الزور أكسبته شعبية كبيرة جدا بين فريق الأنصار بالجبهة، كما بنى علاقات جيدة مع الفصائل الأخرى ومع العشائر الموجودة في المنطقة، وهذا التيار لا يرى مشكلة في فك البيعة للقاعدة واستقلالية تنظيم الجبهة كتنظيم محلي.
إقرأ أيضاً: سورية: حرب "النصرة" لإلغاء "حزم" في ريف حلب
إقرأ أيضاً: مصدر في "النصرة" ينفي مقتل قائدها العسكري بغارة للتحالف
وما يعزز رواية القيادي في "النصرة"، هو ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء عن متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس إن التحالف لم ينفذ خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت انتشار أخبار عن مقتل قياديين في جبهة النصرة في غارة للتحالف، أي ضربات جوية في نطاق 200 ميل من محافظة إدلب.
كما نفى القيادي في الجبهة أن يكون لطيران النظام السوري أي دور في عملية استهداف "مقر أبو طلحة" قرب مدينة سلقين في 27 فبراير/شباط الماضي، وأكد أن الغارتين اللتين استهدفتا المقر كانتا من طيران التحالف. وأبو همام الشامي هو القائد العسكري لجبهة النصرة، واسمه الحقيقي سمير حجازي وهو من محافظة حلب شمالي سورية، وهو أحد السوريين الذين التحقوا بتنظيم القاعدة في أفغانستان في نهاية التسعينيات، وكان يعرف هناك باسم "فاروق السوري".
وأفاد قيادي آخر من "جبهة النصرة" اشترط عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد" بأن "أبو همام الشامي العسكري، هو القائد العسكري العام للجبهة، فضلاً عن كونه أنصارياً، (المقاتلون السوريون في النصرة)، لكنه ليس الرجل الثاني في الجبهة، فنحن ليس لدينا ترتيب في الأفراد، هناك رأس هرم ومجالس وغرف عمليات" على حد تعبيره.
وعلى الرغم من إصرار القيادي الآخر على أن الشامي لم يُقتل بالغارة، إلا أنه يشدد على أنه "حتى لو قُتلت شخصية عسكرية كأبو همام الشامي، فذلك لا يؤثر على التنظيمات الجهادية بشكل عام التي منها النصرة"، موضحاً أنه "سبق لحركة أحرار الشام الإسلامية أن خسرت 48 قيادياً عسكرياً ولم تتأثر، ولكن عندما فقدت الشرعي أبو يزن تأثرت كثيراً، لأن خسارة أي حركة جهادية يكون في شرعييها".
يبدو أن هذا التحول قد ساهم بزيادة التباين بين هذين التيارين داخل النصرة، إذ بدأت تظهر بينها خلافات متعددة، منها ما هو فكري ومنها ما هو تنظيمي. إلا أن هذه الخلافات لا ترقى إلى مرتبة ما يؤدي إلى صدام عسكري بينهم، وإنما هي ضمن الخلافات بين رؤى الشرعيين، كون كل تيار يتزعمه منظر للتنظيم وشغل منصب الشرعي العام له. إلا أن أهم تلك الخلافات هو قبول التيار الأول بإمكانية الانفصال عن القاعدة، والانخراط ضمن المجتمع المحلي والعمل على تعزيز القاعدة الشعبية فيه، وقبول التنسيق مع الفصائل المعارضة الأخرى تحت شعار إسقاط النظام، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة العمل على إنشاء دولة إسلامية، فيما يعمل التيار الثاني وهو الأقوى حاليا، على التصعيد مع كل الفصائل الأخرى واتخاذ مناطق نفوذ، والبدء بتأسيس أركان الإمارة وتصعيد اللهجة ضد الولايات المتحدة، والقضاء على كل الفصائل المعارضة التي تتلقى دعما مباشرا منها.
إقرأ أيضاً: سورية: حرب "النصرة" لإلغاء "حزم" في ريف حلب