توقعات بالتضييق على المهاجرين بعد اعتداء نيس

15 يوليو 2016
الشاحنة المستخدمة في اعتداء نيس (GETTY)
+ الخط -

حذّر خبراء تونسيون من تضييقات قد تطاول المهاجرين بعد الاعتداء الذي استهدف مدينة نيس الفرنسية، بينما استنكرت تونس رسمياً الواقعة التي خلفت عدداً كبير من الضحايا والجرحى.

وأكدت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، في بيان لها اليوم الجمعة، تضامنها التام ووقوفها إلى جانب فرنسا في جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب، وتأييدها لكل الإجراءات التي تتخذها الحكومة الفرنسية لضمان سلامة أراضيها وأمن مواطنيها وزوارها.
ودعت تونس المجتمع الدولي للوقوف صفا واحدا لمحاربة هذه الأحداث التي لا حدود إنسانية أو أخلاقية أو دينية لإجرامها.
وقال الخبير الأمني والمختص في الجماعات الإسلامية، علي العلاني، لـ"العربي الجديد"، إن طبيعة الهجوم الذي تم بواسطة شاحنة، هي طريقة جديدة مبتكرة، معتبرا أن بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، واضحة في هذا الاعتداء، خصوصاً وأن التنظيم يستطيع الضرب بقوة وبسرعة في عدة أماكن من العالم".

وأوضح العلاني أن اختيار شاحنة لشن الاعتداء، وتعبئتها بالأسلحة والذخائر يطرح عدة أسئلة حول التقصير الأمني والاستخباراتي الذي حصل، وهل تمت تعبئتها في نيس أم خارجها، معتبراً أن هناك اليوم عدة استفسارات حول عملية وصول الشاحنة إلى مكان الحادث دون وجود آلات استشعار عن بعد أو حواجز أمنية؟

وأكدّ الخبير الأمني، أن هذه العملية جاءت كرد فعل على الملاحقة القوية التي شنتها أوروبا أخيراً على التنظيم، حيث بدأ يقتلع من جذوره في العراق، بعد ضربات قوية في الفلوجة والموصل.
وأضاف أن تتالي الاجتماعات الدولية، ومنها اجتماع وزير خارجية روسيا والولايات المتحدة فلاديمير بوتين مع جون كيري للتنسيق ضد "داعش"، وضرب الرؤوس الكبيرة كعمر الشيشاني، كانت موجعة للتنظيم الذي حاول أن تكون عملية نيس، رد فعل على الضربات الموجعة التي تلقاها، والتي طاولت الأرض والموارد التي ينفذ بها مخططاته.

ويرى الدبلوماسي التونسي السابق، عبد الله العبيدي، أن (داعش) يسعى دائماً إلى لفت الانتباه، فاختيار المكان والعيد الوطني لفرنسا لهما رمزية، معتبراً أنه "بإمكانيات قليلة جداً، استطاع شخص واحد بشاحنة عادية هز أركان فرنسا وجلب أنظار العالم".

وأكدّ العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن الإرهاب يعرف أنه ضرب في مكان لا يترقبه، وبأسلوب غير متوقع، واختيار مقصود لساعات الذروة أو للأماكن التي يكون فيها حشد من الأشخاص لحصد أكبر عدد من الضحايا. وأشار إلى أنّ التضييقات على المهاجرين موجودة بطبعها، وقد تتكثف بعد هذا الاعتداء.

وأشار العلياني، إلى أن (داعش)، قال قبل بضعة أشهر، إنه سيجعل صيف أوروبا ساخنا، مبيناً أن اختيار المكان والزمان كان مدروسا، فنيس تعرف بكونها مدينة سياحية بامتياز، إضافة إلى أنها تجمع أثرياء العرب من الخليج والمشاهير من شتى دول العالم. أما من حيث الزمان فذكرى 14 يوليو/تموز، أي العيد الوطني لفرنسا، مناسبة لها رمزية كبيرة لدى الفرنسيين.

أما فيما يتعلق بالتداعيات، فيرى الخبير الأمني أنها ستكون محلية وإقليمية ودولية. ومن الناحية المحلية، فإن إجراءات منح تأشيرات دخول الأجانب إلى فرنسا وعمليات اللجوء السياسي ستتأثر، وستشهد الفترة المقبلة عدة تضييقات ستطاول غالبية المهاجرين الراغبين في دخول فرنسا وأوربا، أما إقليمياً، فسيكون الاستنفار في أوروبا أكثر من أي وقت مضى.

وبين العلاني أن عشرات الإرهابيين كانوا قد تسللوا ضمن صفوف المهاجرين. وبالتالي، فإنه من المتوقع أن تتم إعادة النظر في ملفات مئات آلاف المهاجرين لحصر الشبهات في صفوفهم، سواء كان ذلك بحق أو دون حق، كما يتوقع أن يعزز حظوظ التيارات المحافظة مستقبلا.

وبات معروفاً أن منفذ الهجوم تونسي، من مواليد مدينة نيس، ولكنّ والديه وأجداده تونسيون، وأنه يتعاطي المخدرات، وبالتالي فإن "داعش" لم تعد تهتم بالأشخاص المشبعين بالفكر الديني المتطرف، بل إنها قادرة على استقطاب أصحاب السوابق.

المساهمون