وفيات السجناء السياسيين في مصر.. 21 ضحية في 6 أشهر

28 يونيو 2024
داخل سجن مصري، 27 ديسمبر 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلال الأشهر الستة الماضية، شهدت مصر ارتفاعاً في وفيات السجناء السياسيين بلغ 21 حالة، بما في ذلك وفاة أستاذ جامعي، وسط ظروف احتجاز قاسية واتهامات بالإهمال الطبي والتعذيب.
- السجناء يواجهون تهماً تتراوح بين "بث أخبار كاذبة" و"الانتماء لجماعات إرهابية" في محاكمات أمام القضاء العسكري وأمن الدولة، مما يعكس تحديات للحريات السياسية والفردية.
- منظمات حقوقية تطالب بتحقيقات قانونية لكشف أسباب وفيات السجناء السياسيين ومحاسبة المسؤولين، مشيرة إلى تأثير القمع السياسي على مجموعة واسعة من الأفراد في المجتمع.

ارتفع إلى 21 عدد وفيات السجناء السياسيين في مصر خلال 6 أشهر، بعدما أعلنت منظمات حقوقية، من بينها مركز الشهاب لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، وفاة السجين السياسي الأستاذ الجامعي سمير يونس صلاح (67 عاماً)، من مركز بلطيم محافظة كفر الشيخ، بعد نقله من سجن الأبعدية بدمنهور إلى المستشفى إثر تدهور حالته الصحية.

والسجناء السياسيون في مصر هم مواطنون ألقي القبض عليهم بموجب قوانين سنّتها السلطات المصرية خلال السنوات الماضية، مثل تلك المتعلقة بـ"الإرهاب" والتظاهر والطوارئ، وخضعوا لمحاكمات أمام القضاء العسكري وأمن الدولة العليا طوارئ، بتهم من بينها "بث أخبار كاذبة، والانتماء إلى جماعات إرهابية".

وذكر مركز الشهاب، في بيان مقتضب، أن صلاح كان جرى ترحيله من الكويت إلى مصر قبل سنوات بعدما قضى أكثر من 25 عاماً في الكويت، واتهم في القضية رقم 1233 لسنة 2019 حصر أمن دولة. وطالب مركز الشهاب لحقوق الإنسان النائب العام بالاضطلاع بدوره القانوني وفتح تحقيق قانوني في أسباب الوفاة ومن سبّبها.

وبوفاة صلاح ارتفع إلى ثلاثة عدد السجناء السياسيين الذين توفوا في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر، نتيجة الإهمال الطبي أو أسباب أخرى، من بينها التعذيب في ظل ظروف احتجاز سيئة، خلال يونيو/ حزيران الجاري وحده، وإلى 21 منذ مطلع العام الجاري.

وفي 22 يونيو، توفي السجين السياسي أحمد يوسف عبد اللاه الصياد (40 عاماً)، وهو تاجر من قرية دلجا مركز دير مواس محافظة المنيا، في سجن "بدر 1". وتزامن ذلك مع شكاوى من كثرة الانتهاكات في هذا السجن خلال الفترة الأخيرة. وفي 7 يونيو، توفي السجين السياسي، محمد عسكر (40 عاماً)، من شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، داخل سجن جمصة بعدما تعرض لأزمة قلبية.

وفي مايو/ أيار الماضي، توفي 6 سجناء، طبقاً لما رصده مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في تقرير شهري أصدره عن الانتهاكات في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، والتي بلغت 314 في هذا الشهر. ومن بين السجناء الذين توفوا رجل الأعمال والسجين السياسي صادق عبد الرحمن صادق الشرقاوي (74 عاماً) في سجن "بدر 3"، بعد أكثر من 10 سنوات من المعاناة البدنية والنفسية والتنكيل بسبب ظروف الحبس القاسية في عدد من الأقسام والسجون، قبل ترحيله إلى هذا السجن.

أيضاً، شهد مايو/ أيار وفاة هشام محمد أحمد رضوان (60 عاماً)، وهو مدرس رياضيات من مركز ملوي بمحافظة المنيا سُجن عام 2016 بتهمة التورط بقضايا عسكرية، وذلك نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي المتعمد.
وفي 11 مايو، توفي السجين السياسي زهري إبراهيم عبد الكريم الخولي (58 عاماً)، من قرية دلجا بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، داخل سجن المنيا الشديد الحراسة، نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي المتعمد. وجاء ذلك بعد 24 ساعة من وفاة السجين السياسي أشرف محمد عثمان (48 عاماً) داخل سجن "بدر 1" بعد إصابته بالسرطان، علماً أنه كان حُكم عليه بالسجن 15 عاماً في قضية عسكرية بعدما اعتقل عام 2014. 

وفي 3 مايو، توفي السجين السياسي، المحمدي عبد المقصود (79 عاماً)، وهو عضو سابق في مجلس الشعب عن دائرة حلوان، وعضو في اللجنة التنفيذية لحزب العمل من 1998، وأحد رموز هذا الحزب، وذلك بعدما تدهورت حالته الصحية إثر إصابته بالسرطان خلال وجوده في سجن وادي النطرون. كما توفي محمد محمود جاد في سجن "بدر 3" من دون أن يعرف سبب الوفاة.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، شهدت السجون ومقار الاحتجاز وفاة أحمد محمود الجبلاوي (60 عاماً)، أمين حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين سابقاً، في محافظة قنا، في سجن "العاشر من رمضان" نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، إذ كان يعاني تليّفاً في الكبد، وعارضت إدارة السجن علاجه، وأيضاً محمد جاد، من محافظة الغربية، الذي توفي داخل سجن بدر، بعدما أصيب بذبحة قلبية.

وشهد مارس/ آذار، 3 وفيات. ففي 15 مارس، قضى محمد الليل خلال احتجازه في قسم شرطة منيا القمح بمحافظة الشرقية بسبب قضية هجرة غير شرعية. وتوفرت معلومات عن أن مسؤولي قسم الشرطة أهملوا وضعه الطبي الدقيق، رغم توجيه استغاثات متكررة لإنقاذه، وتركوه ينزف ويتألم حتى فارق الحياة". 

وفي 19 مارس توفي السجين السياسي حسن حسين عبد اللطيف حميدة (60 عاماً) داخل سجن المنيا العمومي، من دون توضيح ملابسات الوفاة. أيضاً توفي السجين السياسي، أحمد محمد أبو اليزيد البلتاجي (33 عاماً)، من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في 7 مارس. 

وشهد فبراير/ شباط الماضي حالتي وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، أولها للعميد علي حسن عبد الرحمن الشرفي، وهو يمني الجنسية ويقيم بمصر، في 20 فبراير، وذلك داخل سجن قسم شبرا بمحافظة القليوبية. وهو كان أوقف قبل أيام من مباحث الأموال العامة بتهمة الاتّجار بالعملة، ثم أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء وجوده داخل السجن، ونقل إلى مستشفى قريب حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

كما توفي السجين السياسي عبد الله الديساوي صالح (67 عاماً) في سجن وادي النطرون، في 8 فبراير نتيجة معاناته المرض. وكان ألقي القبض عليه في أغسطس/ آب 2021 بعدما سبق أن اعتقل مرات منذ عام 2013، وسجن في عهد الرئيس السابق حسني مبارك عام 2009.

وشهدت السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، خمس وفيات في يناير/ كانون الثاني الماضي، أحدها للبرلماني السابق عادل رضوان عثمان محمد في سجن "بدر 3"، والمحامي محمد الشربيني الذي كان أحيل إلى المركز الطبي بسجن بدر لتلقي العلاج، لكن حالته الصحية تدهورت ولفظ أنفاسه الأخيرة. وأيضاً إبراهيم محمد العجيري الذي توفي بعد ساعات من نقله من سجن "بدر 3" إلى مستشفى القصر العيني في القاهرة، بعدما تدهورت حالته الصحية نتيجة معاناته مرض السكري علماً أنه كان يجب أن يخضع لعملية جراحية عاجلة. 

ومن المتوفين طه أحمد هيبة في سجن "بدر 1" نتيجة معاناته السرطان وعدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، وأحمد موكاسا سانجا، وهو طالب من أوغندا توفي في قسم شرطة القاهرة الجديدة وسط شبهات حول تعرضه لتعذيب، طبقاً لحصر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب. 

دلالات
المساهمون