وحدّد التقرير الاستراتيجي السنوي للمركز، الصادر أمس الاثنين، أنّ إسرائيل، من الناحية العسكرية، لا تزال تشكّل "القوة الأولى" في المنطقة، ولا خوف على أمنها من الجيوش النظامية العربية، وهي مقولة تردّدت في تقارير المركز في السنوات الثلاث الأخيرة، مع الإشارة في الوقت نفسه، إلى أنّ المنطقة تشهد تعاظماً في قوة جهات عسكرية غير دولانية، مثل "حزب الله" اللبناني.
وكرّر المركز، في تقريره هذا العام أيضاً القول إنّ "كلاً من حركة حماس في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان يشكلان تهديداً لأمن إسرائيل، باعتبارهما الطرفين الوحيدين اللذين من الممكن بفعل تطورات ميدانية، أن يجرّا إسرائيل إلى مواجهة عسكرية في المستقبل المنظور".
ولفت التقرير إلى أنّ "حزب الله"، يملك ترسانة صاروخية تغطي كافة العمق الإسرائيلي تقريباً، فيما تواصل حركة حماس، تعزيز وبناء قوتها العسكرية، و"إن كانت في حالة غير معنية بمواجهة، كما هو الحال بالنسبة لحزب الله أيضاً، بفعل قوة الردع الإسرائيلية"، بحسب التقرير.
وفيما كرّر المركز تقديراته من العام الماضي، بشأن إيجابيات الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنّه دعا مع ذلك إلى وجوب وضع سياسة إسرائيلية، لمواجهة احتمالات انطلاق إيران بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة للاتفاق، (عشر سنوات)، إلى بناء قوة نووية، بعد أن تكون قد حصلت على شرعية دولية.
وفي السياق الداخلي، أشار التقرير إلى استمرار تراجع منسوب التضامن الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، وتعاظم الشروخ الداخلية بين مكوناته، مع ما يرافق ذلك من مظاهر العنصرية، مشيراً إلى أنّ العام 2016 سجل ازدياداً كبيراً في تراجع سلطة قادة الجيش، لصالح تأثير حاخامات الدين ورجال السياسة، كما تجلّى في أكثر من حالة.
أما على المستوى الدولي، وخلافاً لتأكيده على ميزان القوة العسكرية، فإنّ التقرير سجّل تراجعاً في مكانة إسرائيل الدولية والسياسية، واستمرار تدهور العلاقات مع أوروبا.
وحدد التقرير في هذا السياق، أنّ التراجع تحقّق أيضاً بفعل نشاط حركة المقاطعة الدولية التي ساهمت في "زعزعة مكانة إسرائيل، وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي".
وينصح التقرير في ظل هذا الوضع، الحكومة الإسرائيلية باستغلال فرصة وجود إدارة أميركية صديقة، وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، على اعتبار أنّ الأخيرة تبقى "الشريك الأساسي"، لإسرائيل في مواجهتها للتحديات الأمنية والعسكرية.