وشيع الآلاف من سكان البلدة، الذين ما يزالون تحت تأثير صدمة الحادثة، النقيب الذي وصفوه بالشهيد ولفوه بالعلم الأردني، وذلك بعد أن وافقت عائلته مساء أمس على استلام جثمانه، استجابة لضغوط مارستها عليها الأجهزة الأمنية، التي هددت بدفنه في حال مواصلتهم رفض استلام الجثمان، حسب ما أبلغ مقربون من العائلة "العربي الجديد"، فيما علل شقيقه فادي الموافقة على استلام الجثمان بقوله "إكرام الميت دفنه".
ووسط هتافات "الله أكبر"، حمل النقيب على أكتاف المشيعين من مسجد في البلدة إلى مقبرتها القديمة، فيما وقفت النساء على تلة مطلة على المقربة تتابع تشييع الجثمان ودفنه.
اقرأ أيضاً: عائلة النقيب الأردني توافق على استلام جثمانه
وتحول التشييع إلى مسيرة غاضبة، انتقد فيها المشيعون الوجود الأميركي في بلادهم، واصفين الجنود الأمريكان بالخِسّة، ومتوعدين أميركا وإسرائيل بالموت، ورددوا شعارات من قبيل: "سيس... سيس... سيس.. أميركي يا خسيس" و"الموت لأميركا الموت لإسرائيل، الموت للعملاء"، فيما رددوا هتافات تبجل "الشهيد" وتتعهد بالمشي على خطاه.
شقيقه فادي انتقد عدم حضور الجهات الأمنية التشييع، على غرار ما يحدث عندما يقتل أحد أفرادها خلال تأديته واجبه، لكن النقيب أنور حالة مختلفة في نظر الأجهزة الأمنية التي لا تعتبره شهيداً، حيث تكرر على لسان مسؤولين في الدولة وصفه بالمجرم، واعتبار ما أقدم عليه جريمة. واستدرك فادي قائلا: "لا نريدهم أن يحضروا، يكفي أن تخرج البلدة كلها في تشييعه (..) هذا دليل على حبهم لأنور (..) أنور شهيد ريمون وشهيد الوطن، الذي خدمه أحد عشر عاماً في جهاز الأمن"، طالباً من المشيعين عدم تقديم العزاء له ولعائلته، "نريدكم أن تقدموا لنا التهاني بالشهيد".
المشيعون أكدوا أن ما أقدم عليه النقيب، الذي عرف عنه التزامه الديني كان دفاعاً عن دينه، مرجحين أن إقدامه على إطلاق النار نتيجة لتعرضه للاستفزاز والإهانة من قبل الجنود الأميركيين العاملين داخل المدينة التدريبية، وهو ما لم يتسنّ التأكد منه، في انتظار إعلان نتائج التحقيق في الحادثة، والمتوقع أن يعلن عنها منتصف الأسبوع القادم.
يذكر أن أنور (29 عاماً) أب لطفلين عبد الرحمن (4 أعوام) وأحمد (عام ونصف العام)، والنقيب يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة مؤتة العسكرية، وعمل بعد تخرجه في الشرطة القضائية، ثم انتقل إلى أمن جمرك عمّان، وتدرج ليعمل في الأمن الوقائي، والبحث الجنائي، قبل أن ينتقل إلى المدينة التدريبية التي نفذ فيها هجومه، حيث كان يعمل فيها محاضراً ومساعد مدرب.
اقرأ أيضاً: مقتل عسكريين أجانب برصاص شرطي أردني وترجيحات حادث فردي