تذكار لكل شخص يزور غزّة ..أو يغادرها

28 يناير 2015
أصبح الرسم مصدراً للدخل (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تجلس العشرينية ديما شعشاعة بجانب شقيقها حمدي، لتجهيز لوحة زجاجية رسما عليها أشكالاً زخرفية ملوّنة، وقد اكتظ معملهما الصغير بمئات القطع الزجاجية، المختلفة الأحجام والأشكال والألوان.

تتميز الأفكار المنفذة من قبل الشقيقين، بحرفيّة عالية ليتفوّقا بذلك على عددٍ من ممتهني تلك الحرفة، ما لفت أنظار بعض البنوك والمؤسسات المحلية والدولية إلى موهبتهما. تقول ديما لـ"العربي الجديد": "تعلمتُ الرسم على الزجاج من شقيقي حمدي، وكان الرسم بالنسبة لنا هواية حتى أصبح مصدراً للدخل في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة وانعدام فرص العمل".

تضيف ديما: "أصبح الرسم بالنسبة لي كلّ شيء، وبتّ أرى كل المشاهد من الناحية الفنية، وأتطلّع لتحويل كل شيء حولي إلى قطع فنية صغيرة أو ضخمة". بدأت ديما بالرسم على الزجاج الشفاف، لكنها اتجهت في ما بعد إلى الرسم على السيراميك وقطع البلاط المصنوع في فلسطين وخشب الزيتون وعلى الفخار والبلاستيك بالإضافة إلى لوحات تجاوز عرضها 4 أمتار وطولها مترين.

وتلفت الشابة إلى أن الرسم يُمكّنها من تفريغ طاقتها، وتحاول مع شقيقها لفت الأنظار إلى أعمالهما الفنية، وقد أبدى عدد من الأجانب دهشتهم بحرفيّة تلك الأعمال عندما زاروا قطاع غزة، خاصة عند ملامستهم القطع التي تحاكي التراث الفلسطيني القديم. وتؤكد ديما، أنّ قطاع غزة المحاصر مليء بالمواهب الابداعية، ويسعى عبر فنه لإثبات ذاته على الرغم من الصعوبات فتقول: "نعمل ما بوسعنا لإبراز مدننا وقرانا القديمة في أعمالنا، ونتمنى أن تصل رسالتنا إلى العالم".

أمّا شقيقها حمدي، فبدأ بالرسم عام 2010، والتحقت به شقيقته ديما بعد فترة، وكانا يوفران أدوات الرسم من مصروفهما اليومي، حتى يتمكنا من المشاركة في المعارض التي تنظمها المؤسسات المعنية بالفنون اليدوية. يشير حمدي، إلى أنهما في بداية عملهما قررا أنّ يتميزا باختيار الألوان والتصاميم وآلية تنفيذ الأفكار والرسومات، وقسّما عملهما إلى قسمين، قسم كلاسيكي خاص بالألوان الترابية والفلكلورية والتراثية الفلسطينية، وقسم للألوان الشبابية الزاهية.

ويقول لـ"العربي الجديد": "صممنا العديد من الديكورات للمكاتب الهندسية والفنادق والمطاعم، ورسمنا على لوحات ضخمة وعلى قطع خزفية وعلى تعليقات السيارات وأدوات المطبخ". ويشرح حمدي عن أدواتهما التي يُحضرها من مدينة الخليل بالضفة الغربية، ويقول إنهما سيستمران بالرسم على الأدوات المصنعة في فلسطين. ويلفت إلى الصعوبات التي تواجه عملهما نتيجة إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة، والتضييقات الاسرائيلية على دخول المواد الخام الخاصة بعملهما.

ويقول: " لقد صادر الاحتلال الإسرائيلي مرّات عديدة المواد الخاصة بنا ولم يسمح بدخولها، وتسبب ذلك بخسارة كبيرة". ويختتم حديثه بالقول: اخترنا اسم "تذكار" على منتجاتنا كي تبقى تذكاراً لكل شخص يزور غزة أو يخرج منها، ونتمنى أن يرى الناس الجانب المشرق في قطاع غزة الذي يتوق إلى الحرية، ويعشق أهله الحياة.
دلالات
المساهمون