حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي من مغبة استغلال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو وحكومته لعملية إخلاء مستوطنة "عامونا" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق رام الله، وتوظيفها كساتر دخاني، تمرر من خلاله المزيد من المخططات الاستيطانية الضخمة، وتحاول تشريعها.
ولفتت الخارجية الفلسطينية في بيانٍ لها، اليوم الأربعاء، إلى أن ذلك يأتي بهدف تقويض حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائياً أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، فيما دانت الخارجية الفلسطينية تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، والوعود المرافقة لإخلاء "عامونا" بتصعيد الاستيطان.
وأكدت الوزارة الفلسطينية أن الاستيطان كله قد أقيم على أراضٍ فلسطينية، محتلة وبشكل يتناقض مع القانون الدولي.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن "حكومة الاحتلال تحاول أن تخدع الرأي العام من خلال الحديث عن إخلاء مستوطنة عامونا في حين أنها تنقل بيوت المستوطنين من أراض فلسطينية، إلى أراضي فلسطينية أخرى"، مشدداً على أن "هذا الخداع في نقل البيوت، لا يلغي عدم شرعية مستوطنة "عامونا" وباقي المستوطنات ومخالفتها للقانون الدولي".
وأشار البرغوثي، في تصريحات له، إلى أن "نتنياهو يريد استخدام هذه اللعبة الإعلامية الهزيلة للتغطية على قرار حكومته، بإنشاء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بما فيها 3000 وحدة أعلن عنها يوم أمس الثلاثاء، بما في ذلك إنشاء مستعمرة "E1" التي ستشطر الضفة الغربية إلى شطرين، وتطوق القدس بالكامل وتفصلها عن باقي الضفة الغربية".
من جهةٍ ثانية، أكدت الخارجية الفلسطينية أن حكومة الاحتلال تحاول من خلال شبكة الطرق الاستيطانية الضخمة التي تعمل على إقامتها في الضفة الغربية، إلى إقامة ما يسمى (القدس الكبرى)، وتأسيس دولة للمستوطنين في الضفة. وفي ذات الوقت، يحقق حالة من التآكل واسعة النطاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص الأراضي المصنفة (ج)، ويؤدي إلى ابتلاعها وتهويدها وضمها كأمر واقع إلى دولة الاحتلال، بما يضمن حسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية وإسقاطها من جانب واحد، ويقضي على أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، ويسدل الستار على فرص المفاوضات والسلام".
وأضافت الوزارة "لمن كان متردداً أو غير مقتنع أو متشككا من الدول إزاء النوايا والمخططات والأهداف الاستيطانية الإسرائيلية، كما دأبت الرواية الفلسطينية دوما على توضيحها وشرحها للعالم، فها هي الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تعلن يوميا عن سيل من المخططات الاستعمارية الكفيلة بدفن ما تبقى من حل الدولتين، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وبشكل لا لبس فيه وغير قابل للتأويل أو الاجتهاد".
بدورها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، في تصريحٍ لها، إن "قرار بناء أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية هذا، يأتي بعد أسبوع واحد من مصادقة نتنياهو على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وقرار اللجنة اللوائية لشؤون الاستيطان التابعة لبلدية الاحتلال في القدس بناء 560 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنتي راموت ورمات شلومو بالقدس المحتلة".
وأكدت أن "هذا التصعيد الاستيطاني المحموم وغير الشرعي يقود بشكل سريع وممنهج إلى زوال حل الدولتين نهائيا، وأن صمت الإدارة الأميركية الجديدة، بما فيها أولئك الرسميون الجدد المعينون في البيت الأبيض، والذين يدعمون الاستيطان مادياً وسياسياً ومعنوياً، دفع نتنياهو لتفسير هذا الدعم والصمت باعتباره موافقة على هذا التصعيد الاستيطاني، وتشجيعا له". ورأت أن "إسرائيل قد قضت نهائيا على أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية، قابلة للحياة على الأراضي التي احتلت عام 1967".
كما لفتت إلى أن نتنياهو "راعي العملية الاستيطانية"، وحكومته الائتلافية المتطرفة، تنفذ هذه التدابير الخطيرة والكارثية، بالتواطؤ مع جماعات المستوطنين الأكثر تطرفاً، بهدف تهجير الفلسطينيين وفرض مشروع "إسرائيل الكبرى" على فلسطين التاريخية.
وأضافت "إن هول وخطورة هذه الممارسات، هي رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، والأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس".