تحالف "البناء" المدعوم إيرانياً يتهم الرئيس العراقي بالحنث باليمين وخرق الدستور

26 ديسمبر 2019
طالب التحالف البرلمان باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الرئيس (Getty)
+ الخط -

شن تحالف "البناء"، السياسي المدعوم من إيران هجوماً غير مسبوق على الرئيس العراقي برهم صالح اتهمه فيه بخرق الدستور وحنثه باليمين وذلك في بيان له ابتدأه بآية من القرآن، حوت على وعيد لـ"الكافرين"، وذلك بعد ساعات من رفض الأخير تكليف مرشح التحالف أسعد العيداني بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، واستعداده لتقديم استقالته بسبب الضغوط التي يتعرض لها.

واتهم تحالف "البناء" رئيس الجمهورية بالحنث باليمين وخرق الدستور، مطالباً البرلمان باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

وأضاف البيان أن "تحالف البناء حرص منذ اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2018 على التوافق حفاظاً على السلم الأهلي، وتحاشياً لحدوث أزمات ومشاكل تعكر فرحة العراقيين الكبرى بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي".

وتابع "ودعماً لهذا التوافق آثرنا السكوت عن استحقاقنا في الكتلة النيابية الأكثر عدداً، والذي ثبتناه وسجلناه في الجلسة الأولى لمجلس النواب بتاريخ 16-9-2018 وذهبنا إلى ترشيح عادل عبد المهدي مع كتلة سائرون وبموافقة الكتل الأخرى لتولي منصب رئيس الوزراء، وبعد استقالة عبد المهدي كنا حريصين على اتباع ذات الآلية في اختيار مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء".

وبيّن أن رئيس الجمهورية "لجأ إلى سياسة قتل الوقت، وتوجيه الرسائل إلى هذه الجهة وتلك وعدم الالتزام بالمهل الدستورية، ما دفعنا إلى تقديم الأدلة الثبوتية التي لا تقبل الشك باعتبارنا الكتلة النيابية الأكثر عدداً، والتي اعتمدناها في تقديم مرشحنا لرئيس الجمهورية، الذي كان قد تعهد بتكليفهِ بتشكيل الحكومة".

واستدرك البيان "لكننا فوجئنا بإصرار رئيس الجمهورية على مخالفة الدستور وعدم تكليف مرشح الكتلة الأكبر بحجة رفض المرشح من بعض الأطراف السياسية"، مضيفاً أن "انتهاك الدستور من الجهة التي يفترض أن تكون حامية له (رئيس الجمهورية) يعني دفع البلاد إلى الفوضى التي لا تخدم سوى الجهات الأجنبية التي تتربص الشر بالعراق وشعبه الذي يرفض بقوة الإملاءات من أية جهة كانت، وفرض سياسة الأمر الواقع ولي الأذرع وتجاوز المؤسسات الدستورية".

ودعا التحالف مجلس النواب إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية "بسبب حنثه باليمين وخرقه للدستور"، على حد وصف بيان التحالف.

يشار إلى أن تحالف "البناء" الذي تشكل بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/ أيار 2018 يضم "ائتلاف دولة القانون" برئاسة نوري المالكي، و"تحالف القوى العراقية" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحالف "المحور" الذي يتزعمه خميس الخنجر، وتحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) برئاسة هادي العامري، وقوى عربية شيعية أخرى.

وفي وقت سابق الخميس أعلن الرئيس العراقي برهم صالح عن استعداده للاستقالة من منصبه، مؤكداً في خطاب وجهه إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أنه وضع استعداده للاستقالة أمام أعضاء مجلس النواب الذين لهم الحق في تقرير ما يرونه مناسباً.

وأكد صالح رفضه تكليف مرشح تحالف "البناء" أسعد العيداني (محافظ البصرة) بتشكيل الحكومة، مضيفاً "أعتذر عن تكليفه مرشحاً عن كتلة البناء".

وفي تصريح صحافي هاجم النائب عن كتلة "صادقون" الجناح السياسي لمليشيا "العصائب" عدي عواد، الرئيس العراقي برهم صالح، داعياً العراقيين إلى "البصق" بوجهه، واتهمه بالهروب إلى السليمانية، وذلك في تصعيد غير مسبوق من المعسكر السياسي المدعوم من إيران ضد الرئيس العراقي برهم صالح.

واتهم عضو البرلمان في تحالف "البناء" محمد الكربولي رئيس الجمهورية بتفجير ما وصفها بـ"هالة إعلامية" من خلال حديثه عن الاستقالة، مؤكداً خلال مقابلة متلفزة أن صالح لم يقدم استقالته بشكل رسمي حتى الآن.

إلا أن أعضاء آخرين بمجلس النواب عقدوا مؤتمراً صحافياً في بغداد أكدوا فيه تمسكهم برئيس الجمهورية، وطالبوه بالعدول عن استقالته.

في غضون، ذلك دعا رئيس "ائتلاف الوطنية" إياد علاوي إلى تشكيل حكومة مصغرة يترأسها برهم صالح، واختيار مفوضية انتخابات جديدة تعمل وفقاً لقانون انتخابات منصف، مضيفاً "آن الأوان ليشكل برهم صالح وزارة مصغرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة على أن لا تتجاوز مهمة هذه الحكومة سنة واحدة، وأن تتعهد بأن لا ترشح للانتخابات".

المساهمون