باسل غطاس... نضال وطني عروبي منذ مقاعد الدراسة

31 ديسمبر 2016
انتخب غطاس نائباً في الكنيست في 2015 (العربي الجديد)
+ الخط -
المعركة الأولى التي أدارها باسل غطاس، في حياته، كانت بمثابة الشرارة الأولى لنشاط طالب نشط في حركة الشبيبة الشيوعية، وتمثلت في انتخاب مجلس طلاب للمدرسة الثانوية. وكانت إدارات المدارس العربية في الداخل، محكومة بقبضة حديدية من وزارة التربية والتعليم، وخصوصاً أن غطاس كان، بين العامين 1972 و1974، يدرس في ثانوية الرامة الرسمية، وليس في إحدى المدارس الأهلية الخاصة. ومن هناك بدأ غطاس مشواره السياسي، الذي يقول إنه، حسب ما يذكر، كان في العام 1970، وذلك لدى مشاركته في الجنازة الرسمية التي خرجت في بلدة الرامة للرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر.

ولد باسل غطاس في قرية الرامة في العام 1956، وتتلمذ في مدارسها وصولاً إلى التخرج من مدرستها الثانوية، لكن ليس قبل أن يتمكن، بين 1973 و1974، من تشكيل، مع عزمي بشارة، اتحاد الثانويين العرب، الذي ولدت فكرته، حسب قول غطاس، في العطلة الصيفية في 1973، على شرفة بيت والده، خلال حديث مع ابن خالته عزمي بشارة، الذي كانت عائلته في الناصرة. تولى غطاس مسؤولية التحرك في الرامة والبلدات القريبة منها، عكا وترشيحا ومدارس حيفا الأهلية، فيما نشط بشارة في مدارس الناصرة والمناطق القريبة منها، إلى أن أقيم نشاط شارك فيه العشرات من أعضاء مجالس الطلاب العرب في الثانويات. ويذكر غطاس خصوصاً المربية والناشطة السياسية، افنان اغبارية، التي ساهمت في إدخال النشاط إلى مدارس عكا. وكان تأسيس اتحاد الثانويين العرب، خطوة أولى، شكلت لاحقاً دافعاً لغطاس خلال مشواره التعليمي في معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا. هناك، واصل نشاطه السياسي، عبر تأسيس لجان الطلاب العرب، وصولاً إلى إقامة الاتحاد القطري للجان الطلاب العرب، مع أسماء بارزة في هذا المجال، مثل الأسير أمير مخول، وواكيم واكيم، وعصام مخول والراحل رياض أنيس، وكوكبة من طلائع الأكاديميين الفلسطينيين في الداخل.

انتخب غطاس، في عام 1983، وهو لم يتجاوز الـ27 من عمره، عضواً في المجلس المحلي في الرامة ونائباً لرئيس المجلس، وكان لا يزال ناشطاً في الحزب الشيوعي. وشكلت نهاية العام 1990 مفترق طرق في عمله السياسي، وذلك بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الإسرائيلي ورفض الحزب برنامج الحركة الإصلاحية. ووجد غطاس نفسه، بعد المؤتمر، خارج الحزب. وانضم وقتها، بعد زواجه من قريبته سوسن غطاس في حيفا إلى حلقة ثقافية فكرية، أسست حركة ميثاق المساواة، التي كانت تدرس خوض انتخابات الكنيست، لكن الظروف تغيرت بعد اتفاق أوسلو، وسقوط القائمة التقدمية في انتخابات الكنيست في 1992، لتنطلق مشاورات بين مختلف المجموعات الثقافية والسياسية حول وجوب بناء حركة، أو حزب جديد، من مختلف أطياف الحركة الوطنية في الداخل، وتتمخض هذه التحركات عن تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي. وكان باسل غطاس، إلى جانب عزمي بشارة وعوض عبد الفتاح ومحمد ميعاري ورجاء إغبارية وواصل طه وغيرهم، من بين المؤسسين، بل والمسجلين للحزب.


بموازاة نشاطه الحزبي والسياسي، نشط غطاس في العمل الأهلي، وكان مديراً لجمعية الجليل، وأحد مؤسسي مركز "عدالة" القانوني. وأطلق بشكل مستقل أول مجلة اقتصادية في الداخل، هي "مالكم"، في العام 2007. وانتخب غطاس للمرة الأولى نائباً في الكنيست عن قائمة "التجمع"، في 2013. وانتخب مرة ثانية عن القائمة المشتركة في العام 2015. وبرغم نشاطه في المجال الاقتصادي، فإنه استطاع، خلال ثلاث سنوات من وجوده في الكنيست، ترسيخ أداء مميز أيضاً في النشاط السياسي، إذ لم يقطع زياراته وتواصله مع أسرى الحرية، ضمنهم الأسير وليد دقة. كما شارك في يونيو/حزيران 2015 في أسطول الحرية الذي انطلق من السويد باتجاه غزة. وانضم إليه غطاس، إلى جانب الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، في اليونان. وشارك غطاس، في فبراير/شباط الماضي، مع نواب التجمع في الكنيست، في زيارة لأهالي شهداء القدس المحتلة، الذين رفضت سلطات الاحتلال تسليم جثامينهم، وأبعد على أثر ذلك عن جلسات الكنيست لمدة أربعة أشهر.

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي، ووفاء لنشاط "التجمع" في لقاء الأسرى والتواصل معهم، التقى غطاس في معتقل كتسيعوت بالأسيرين وليد دقة وباسل البزرة. وأعلنت سلطات السجون أنه نقل لهما هواتف خليوية، ليتم اعتقاله بعد أربعة أيام، بعد تنازله عن الحصانة البرلمانية. وتم الثلاثاء الماضي تحويله إلى الحبس المنزلي لمدة 10 أيام، فيما اعتقلت سلطات الاحتلال أسعد دقة، شقيق الأسير وليد دقة، بزعم أنه من سلم الهواتف الخليوية إلى باسل غطاس.