10 نوفمبر 2024
انتخابات مكرّرة في إسرائيل
للمرة الثالثة على التوالي، لا تحقّق أي كتلة انتخابية في إسرائيل مجموعاً يؤهلها لتشكيل حكومة.. ذهب الجمهور الانتخابي بكثافة، على الرغم من تهديدات فيروس كورونا، إلى التصويت، ولكن بغضب ناجم عن تكرار الانتخابات للمرة الثالثة، وسط حديثٍ عن إسراف مالي وتراجع اقتصادي ناتج عن تكرار المحاولة مرة بعد مرة من دون نتيجة، أما الكثافة فمردّها أيديولوجي، حيث أراد كل جمهور أن يدعم قائمته بكل ما يملك من أصوات، ولم يشذّ عرب الداخل الفلسطيني عن هذه القاعدة، ولكن الإحصائيات غير الرسمية التي استطلعت آراء الخارجين من المراكز الانتخابية عكست ما يشبه التكرار لنتائج الانتخابات السابقة.. من الواضح أن مزاج إسرائيل الانتخابي يميني متطرّف، ونتائج هذه الانتخابات والتي قبلها تثبت ذلك، فبحسب التوقعات، ترجح النتيجة تفوق اليمين بما يقترب من ستين مقعداً، بالإضافة إلى مقاعد "إسرائيل بيتنا"، ولكن اليمين لا ينسجم مع نفسه، وهو غير قادر حتى هذه اللحظة على إنتاج حكومة، فشخصية بنيامين نتنياهو التي تثير الجدل القانوني منذ فترة لا تحصل على التوافق المطلوب لتمديد تنصيبه في كرسي رئاسة الوزراء، وأفيغدور ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا" ما زال يناصبه العداء، ويمتنع عن دعمه لتجديد ثقته فيه..
لم تكن انتخابات الأسبوع الماضي بلا دلالة جديدة، على الرغم من تأكيدها على المنحى اليميني وإصرارها على نتنياهو مرشحاً قوياً، ولكنها ألغت الأحزاب الصغيرة، فاختفت أحزاب المقعدين والثلاثة، وتضاءلت إلى درجة التلاشي بعض الأحزاب الكبيرة، فلم يعد لحزب العمل من وجود واضح، وهو الذي قاد إسرائيل منذ قرار التقسيم وحتى العام 1977. يتعكز اليوم على حزب جيشر وحركة ميرتس، لينال الثلاثة سبعة مقاعد فقط، فغاب اليسار تقريباً عن وجه الحكومة، مع التذكير أن حزب "أبيض وأزرق" ذو منشأ أقرب إلى اليمين، وليس له مبدأ سياسي واضح، عدا هدفه النهائي بالقضاء على نتنياهو، وتقديم نفسه بديلاً عن "الليكود" و"العمل" معاً، ولكنه مرة بعد مرة لم يستطع تجاوز الثلاثين مقعداً إلا ببضعة مقاعد، ما يوحي بأن عمره قصير، وقد لا يستطيع العيش حتى الانتخابات التالية، وخصوصا أن هناك اتهامات له بتقويض جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية مع "الليكود". أما ليبرمان الحالم برئاسة الوزراء فقد خسر في هذه الانتخابات مرتين، الأولى عندما خسر مقعداً بتراجع كتلته من ثمانية مقاعد إلى سبعة، والثانية بمشاهدة نتنياهو يفوز مرة أخرى بأكثرية غير كافية لتشكيل حكومة، ولكنها كافية لتحميه حتى موعد الانتخابات المقبلة.. تبقى القائمة العربية التي استطاعت، بطريقةٍ ما، أن تجسّد وحدة وطنية داخلية، فأوصلت إلى الكنيست رقماً قياسياً من النواب العرب (15 مقعدا)، ما يؤهلها لتكون القوة الثالثة في الكنيست، ولكن الأحزاب اليمينية المتطرّفة في إسرائيل لن تقبل بمشاركتها..
من الصعب الذهاب إلى انتخابات جديدة، فلن يقبل المجتمع الإسرائيلي ذلك، ولن يستطيع ليبرمان أن يجعل الإسرائيليين يبتلعون الأمر، وقد يكون مجبراً على تجرّع كأس المشاركة مع حكومة يجلس غريمه الرئيسي نتنياهو على رأس الطاولة فيها، أو قد يكون غانتس مستعداً لفعل ذلك. وفي نهاية المطاف، سيفعلها أحدهما، وقد يفعلها الاثنان معاً، كي لا يفوتهما قطار السلطة ولو بقيادة خصمهما..
يعرف ساسة إسرائيل، هذه المرة، أن حكومة جديدة يجب أن تولد فوراً، فهناك مهمة "ترفيهية" بانتظارها، وهي الاستمتاع بصفقة القرن، وهي صفقة مصمّمة للتنفيذ من طرف واحد، وهو الإسرائيلي. ولا يعوز تطبيق هذه الخطة سوى حكومة إسرائيلية جديدة، وهذه من الممكن أن تظهر خلال فترة قصيرة جداً، بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، وتكليف الرئيس الإسرائيلي نتنياهو بتشكيل الحكومة، فلم يعد هناك متسع لانتخابات جديدة، ودونالد ترامب غير قادر على الانتظار حتى مشاهدة خطته ترى النور.
من الصعب الذهاب إلى انتخابات جديدة، فلن يقبل المجتمع الإسرائيلي ذلك، ولن يستطيع ليبرمان أن يجعل الإسرائيليين يبتلعون الأمر، وقد يكون مجبراً على تجرّع كأس المشاركة مع حكومة يجلس غريمه الرئيسي نتنياهو على رأس الطاولة فيها، أو قد يكون غانتس مستعداً لفعل ذلك. وفي نهاية المطاف، سيفعلها أحدهما، وقد يفعلها الاثنان معاً، كي لا يفوتهما قطار السلطة ولو بقيادة خصمهما..
يعرف ساسة إسرائيل، هذه المرة، أن حكومة جديدة يجب أن تولد فوراً، فهناك مهمة "ترفيهية" بانتظارها، وهي الاستمتاع بصفقة القرن، وهي صفقة مصمّمة للتنفيذ من طرف واحد، وهو الإسرائيلي. ولا يعوز تطبيق هذه الخطة سوى حكومة إسرائيلية جديدة، وهذه من الممكن أن تظهر خلال فترة قصيرة جداً، بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، وتكليف الرئيس الإسرائيلي نتنياهو بتشكيل الحكومة، فلم يعد هناك متسع لانتخابات جديدة، ودونالد ترامب غير قادر على الانتظار حتى مشاهدة خطته ترى النور.