المعارضة الفنزويلية تأمل في حشد أعداد كبيرة ضد مادورو

01 سبتمبر 2016
الأوضاع الاقتصادية تزيد من الأزمة السياسية(رونالدو سميت/فرانس برس)
+ الخط -
تأمل المعارضة الفنزويلية في مشاركة حشود كبيرة في تظاهرتها المرتقبة، اليوم الخميس، للمطالبة بإجراء استفتاء لإقالة الرئيس نيكولا مادورو، الذي ينزل أنصاره، أيضا، إلى الشارع لـ"الدفاع عن الثورة".

ويعتزم مناصرو الرئيس الاشتراكي، الوريث السياسي للرئيس السابق هوغو تشافيز، أن يتظاهروا في مسيرة مضادة أطلقوا عليها اسم "الحفاظ على فنزويلا".

وسيتيح اليوم، الذي يشهد توترا عاليا، للمعارضة أن تقيس مستوى الغضب في البلاد وأن تعرف حجم أنصارها، لأنها لم تتمكن، خلال دعوات سابقة إلى التظاهر، من حمل الناس على النزول بكثافة.

ويفسر خبراء المشاركة الضعيفة في التظاهرات بالساعات الطويلة التي يمضيها الناس أمام المتاجر، كما أنهم يتخوفون على سلامتهم بسبب الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة، في أحد البلدان التي تشهد أكبر قدر من أعمال العنف في العالم.

ففي 2014، أسفرت تظاهرات معارضة للحكومة عن 43 قتيلا ومئات الجرحى.



وتواجه فنزويلا انكماشاً اقتصادياً ناجماً عن انهيار أسعار النفط الذي يؤمّن 96 في المائة من العملات الأجنبية للبلاد. وبلغ النقص في المواد الغذائية والأدوية، بسبب عدم توافر الدولار لاستيرادها، مستوى غير مسبوق. ويقول معهد داتاناليسيس إن النقص لامس نسبة 80 في المائة.

وتضاف إلى هذا الوضع أزمة سياسية ومؤسساتية منذ فوز المعارضة في الانتخابات النيابية أواخر 2015.

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال الخبير في مكتب "اي.اتش.اس" في لندن، دييغو مويا-أوكامبوس، إن "المعارضة تلعب كل أوراقها، وتسعى إلى تأكيد أن أكثرية كبيرة من الناس ترغب في التغيير. والحكومة تركز على استراتيجيتها الرامية إلى إضعاف المعنويات وتسريح الموظفين وبث الخوف في النفوس".

ومنذ أشهر، يطالب المعارضون للتيار التشافيزي، بإجراء استفتاء لإقالة مادورو في 2016. والهدف من هذه التظاهرة هو تكثيف الضغوط على الحكومة.

وقد كشفت السلطات الانتخابية، مطلع أغسطس/آب، عن مواعيد تجعل من الصعب تقريبا تنظيم استفتاء هذه السنة، فجنبت بذلك الحزب الاشتراكي الحاكم من احتمال إجراء انتخابات مبكرة.

وتتهم المعارضة المجلس الوطني الانتخابي بمحاباة السلطة، كما يتبادل الفريقان، اللذان يقولان إنهما يقومان بخطوات سلمية، التهم بتأجيج العنف.

فزعيم المعارضة، إنريكي كابريليس، الذي يتوقع مشاركة حوالي مليون شخص اليوم، اعتبر أن الحكومة "يائسة" و"خائفة" من مستوى الحشود.

وأكد المتحدث باسم المعارضين للتيار التشافيزي المجتمعين في تحالف "لقاء الوحدة الوطنية" (وسط يمين)، خيسوس تورالبا، أن "التغيير وصل، لأن الشعب يريد التصدي للجوع والتسيب الأمني ونقص الأدوية".

وهدد مادورو، الذي يتهم المعارضين للتيار التشافيزي بالتخطيط "لانقلاب" غداة إقالة ديلما روسيف (الرئيسة البرازيلية)، بسجن قادة المعارضة إذا ما حصلت أعمال عنف الخميس. وقال: "سواء بكوا أم صرخوا، سيذهبون إلى السجن". وهدد مساء الأربعاء برفع الحصانة عن بعض النواب "للتصدي لكل الأنشطة الانقلابية".

وفي الأيام الأخيرة، أوقفت السلطات اثنين آخرين من القادة المعارضين للتيار التشافيزي، هما يون غويكوشا المتهم بنقل متفجرات من أجل التظاهرة، وكارلوس ميلو.

(فرانس برس)