الفنان الفلسطيني "مقاطعة".. الراب وتساؤلاته

13 اغسطس 2018
(الفنان الفلسطيني "مقاطعة" في حفل سابق)
+ الخط -
يقدّم الفنان الفلسطيني "مقاطعة" تجربة خاصة تعتمد الكلمات الحادّة، والإيقاعات التجريبيّة، والتعقيد اللغوي في أغاني الراب والهيب هوب التي يؤديها، منذ تأسيسه مشروع "رام الله أندرغراوند" عام 2002 مع شريكيه "عاصفة" و"أصوات".

عند الثامنة من مساء غدٍ الثلاثاء، يقيم حفلاً في "دارة الفنون" في عمّان يتضمّن مختارات من أعماله التي انتشرت منذ أغنية "ممنوع التجوّل" وقد ألّف كلماتها حين كان مثل غيره من الفلسطنيين ممنوع من الخروج من بيوتهم مع اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لبلدات ومدن الضفة الغربية في أثناء الانتفاضة الثانية.

آمن منذ بداياته أن الموسيقى يجب أن تصل إلى الجميع من دون مقابل، متأثراً بآراء فنان الهيب الهوب الأميركي موس ديف حول الإعلام والمجتمعات الإستهلاكية وتسليع الفن، كما سعى أن تكون كلماته نايعة عن تجربة شخصية وحياتية مضمّنة بمواقفه السياسية ضد الرأسمالية والقمع.

يلاحظ المتابعون لـ"مقاطعة" طرحه أفكار وقضايا تتسم بالتعقيد، وهو يشرح ذلك في إحدى المقابلات بالإشارة اهتمامه بعلم الفضاء والتاريخ والأسطورة والأديان، حيث يقول في أغنية "آخر كلمة" من ألبومه الأول "حيوان ناطق" الذي صدر عام 2013 "فصُب بنزين وولّع زي زردشت، ولك ليش تبلبشت وبتركيب كلماتك خربشت، لساتك هلق بلّشت".

ويرى أن "الغناء بالعربي أصبح أكزوتيكياً هدفه أن يُترجم. يكتب بالعربي ليدعي الأصالة للغربي، ولكن المحتوى غربي واستشراقي تماماً، ولذا فهو ادّعاء"، كما يلفت إلى ميله إلى طرح تساؤلات تدعو إلى التفكير، خلافاً لمغني الراب الذي يقدّمون أجوبة تقوم على التلقين وهم يدّعون توعية الشعوب وكأنهم يملكون الحقيقة.

بعد توقّف فرقة "رام الله أندرغرواند" التي ركزت انتقاداتها على "اتفاقية أوسلو" والواقع السياسي المشوه الذي أنتجه، أسّس "مقاطعة" مشروعاً جديداً بعنوان "تشويش" مع الفنانيْن باسل عبّاس وروان أبو رحمة، حيث عرضوا في حفلاتهم مشاهد من أرشيف لأفلام مصرية بالأبيض والأسود، وأخرى مصورة في مدن فلسطينية، ومشاهد من أفلام السينمائي الروسي تاركوفسكي، في مزج بين الفن والصوت والأداء.

من أبرز أغانيه: "رسالة من مقاطعة"، و"ولّع"، و"لحن واحد"، و"بحيرة طبريا"، و"تكعيب"، و"رز أظن"، و"أرضي شوكي"، و"تحت الخجل"، و"أمعاء دقيقة"، و"أحياء"، و"فلسف".

المساهمون