شهدت شواطئ وحدائق ومنتزهات الإسكندرية، شمال مصر، إقبالاً ملحوظاً في اليوم الثاني لعطلة عيد الفطر المبارك، مقارنة باليوم الأول، نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وقرب انتهاء عطلة العيد. فيما غلب الجو العائلي على معدلات الإشغال في الفنادق من جانب المصطافين في الإسكندرية ومختلف المحافظات، الذين جاؤوا للاستمتاع بالعيد، بعدما تسبب الاضطراب السياسي المستمر منذ سنوات في ضعف إقبال السياح والمستثمرين على البلاد.
ورغم الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها غالبية المصريين، حرص أبناء المدينة على الخروج إلى أماكن التجمعات، خصوصاً ميادين محطة الرمل والمنشية وميدان المساجد في وسط المدينة. وتناولت العديد من العائلات طعام الغداء والأكلات الشعبية وسط الحدائق، وانتشرت الملاهي والمراجيح في الميادين العامة، لاسيما في الأحياء الشعبية.
كما استقبلت الفنادق والمنتجعات الخاصة والأندية الشاطئية زوار المدينة، وازدحمت حديقة الحيوان بالنزهة وحدائق الشلالات والمنتزه بآلاف المواطنين من أبناء الإسكندرية والمحافظات المجاورة، فيما فضل البعض القيام برحلات بالمراكب الشراعية وطريق الكورنيش، الذي تحول إلى مكان لسباق الخيول.
وقالت مديرة حديقة حيوان النزهة في الإسكندرية، الدكتورة إيمان مخيمر، إن الحديقة شهدت إقبالاً متوسطاً؛ نظراً لكون معظم الزائرين من الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. مشيرة إلى أن الحديقة استقبلت نحو 10 آلاف زائر، بحصيلة مالية إجمالية نتيجة بيع التذاكر تقدر بنحو 25 ألف جنيه، متوقعة أن تتضاعف الأعداد في الفترة المقبلة؛ نظراً لكون الزائرين من العائلات.
وأوضحت مخيمر أنه على الرغم من استمرار أعمال التطوير في الحديقة، إلا أنها شهدت إقبالاً أفضل من العام الماضي، فضلاً عن وجود 8 ولادات جديدة لحيوانات، ما ساهم في زيادة معدلات الإقبال، خصوصاً من جانب الأطفال، وهى 6 قرود من النوع الحبشي و2 من الكباش الأروي.
وأشارت إلى أنه تم وضع احتياج الحديقة من الفيل والزرافة فى الخطة المقبلة، لاسيما أنها تعاني من عدم وجودهما منذ أكثر من 10 سنوات، ما يساهم بشكل كبير في معدلات الإقبال، خاصة من جانب الأطفال.
وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل حالة تحرش واحدة في محيط القلعة خلال اليوم الأول، نظراً للتشديدات الأمنية، فضلاً عن تواجد جميع العاملين والموظفين في إطار حالة الطوارئ التي تشهدها القلعة طيلة أيام العيد.
وقال مصدر في مكتب سياحة الإسكندرية، إنه في اليوم الأول شهدت الفنادق بجميع مستوياتها والمنشآت الفندقية في الإسكندرية، والبالغ عددها 46 فندقاً، إقبالا كبيرا، وصل إلى 85 في المائة في بعضها.
وساهمت الموجة الحارة التي تضرب الإسكندرية في زيادة نسبة الإقبال على الشواطئ، خصوصاً من جانب مصطافي رحلات اليوم الواحد القادمين من مختلف المحافظات.
وقال منسق حملة مكافحة التحرش في الإسكندرية، كيرلس صموئيل، إن الحملة رصدت 13 حالة تحرش لفظي فى مناطق تواجد متطوعيها، و3 حالات تحرش جسدي في محيط منطقة السينمات بوسط المدينة، وتم تحرير محاضر رسمية بهذه الوقائع.
وأكد أن حملة مكافحة التحرش في الإسكندرية وضعت خطة عمل داخل شوارع المدينة خلال أيام عيد الفطر، وذلك بعد تكوين فريق شبابي متطوع لمنع هذه الظاهرة بالتعاون مع الجهات الأمنية.
في المقابل، عبر كثير من المواطنين عن ضيقهم من انتشار القمامة والمخلفات فى شوارع وميادين المدينة، خاصة بعد فشل منظومة النظافة التابعة للمحافظة في مواجهة الكميات المتزايدة من المخلفات، وسط عجز المسؤولين عن مواجهة الظاهرة التي لم تكن حكرًا على المناطق النائية والأماكن الشعبية، بل احتلت أيضًا الكورنيش والمناطق الراقية.
وقال محمد عبد المجيد، أحد أهالي منطقة أبو سليمان، شرق الإسكندرية، إن انتشار القمامة في الفترة الأخيرة، أصبح ظاهرة لا تنتهي، لافتاً إلى أن سيارات القمامة كانت تأتي إلى المنطقة في فترات متباعدة، إلا أنها اختفت تماما فى الأعياد.
وقالت سهام سعيد، موظفة، إن مشكلة القمامة من أبرز المشاكل التي تعاني منها المحافظة، خاصة مع ضعف عملية التخلص الآمن منها، وهو ما تسبب فى تحول الكثير من شوارع المحافظة إلى منتجع لنشر الأمراض والأوبئة، وساهم فى تشويه الصورة الجمالية لمعالمها.
من جانبه، أكد محافظ الإسكندرية، محمد عبد الظاهر، أنه يتم العمل بأقصى جهد ممكن لحل تلك المشكلة في جميع أنحاء المحافظة، وسوف تتم محاسبة أي مقصر من الشركة أو الأحياء في تحقيق النظافة في جميع المناطق، مشيرا إلى أن المحافظة لم تتسلم أي دعم مادي من الحكومة حتى الآن لمواجهة أزمة انتشار القمامة، ما يدفعه إلى العمل من خلال موارد ذاتية محدودة.