30 يناير 2019
الشعب ليس النظام يا زينب
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
قرأت مقالًا لكاتبة سعودية، زينب علي البحراني، عنوانه "ما يعرف ولا يقال"، أوضحت فيه دوافع تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، جاء في بعضه: "إن جزءا من الشعب المصري يرتدي ثوب الثائر لكرامة أرضه، ثم سرعان ما ينسى الأمر عندما يلمح عقد عمل في السعودية! أدرك أن ما قلته الآن يبدو حساسًا وجارحًا لكثيرين، لكنها الحقيقة، وما لم يواجهها الإنسان المصري بعيدًا عن الازدواجية في التعاطي مع الأحداث لن يجد حلًا لتلك الأزمات المتصاعدة".
كتبت زينب أنّ كلامها واقعي جدًا ويجهله المصريون، فيما يتعلق بعوز مصر الدائم للمملكة ومساعداتها الاقتصادية، وأن آلاف المصريين يعملون في السعودية، وستكون كارثة لو عادوا إلى بلدهم، ولكنها أقرّت بأنّ المملكة استغلت ظروف مصر الصعبة، وأغدقت عليها المليارات للحصول على شيء ليس من حقها، وهو ما أثبتته الخرائط والوثائق التاريخية التي انتهت إلى مصرية جزيرتي تيران وصنافير أمام المحكمة الإدارية العليا في مصر.
أحترم في كتاباتي الشعوب والدول، لأنّ الشعوب أخوة، مهما اخطأت الأنظمة. ولكن تبقى العروبة والإسلام تذوب معهما كل حدود، وكم تمنيت ألا يؤثر خلاف الأنظمة على العلاقة بين الشعوب. ولكن، عندما يصل الأمر إلى الإهانة من كاتبة من المفترض أنّها تمسك بقلم كالبوصلة، يهتدي به الضال عن الطريق الصحيح، ويرجع به الجانح عن السلوك السوي، فيجب الرد وأخذ موقف يشفى قلوب الكاظمين للغيظ.
إن كنتِ ترين أنّ الشعب المصري صورة من النظام، فعلى ما يبدو أنك لم تقرأي التاريخ جيداً، ولم تخالطي الشعب المصري، فهذا الشعب الذي تتهميه بأنّه لا يحافظ على الأرض ومستعد للتنازل عن كل شي في مقابل عقد عمل. أود أن أذكرك أنّ معظم معارضي اتفاقية العار هم من المصريين الذين يعملون في الخليج، وليس كرها في الخليج، ولكن حبّا في بلادهم، ولمعرفتهم التامة أنّ الأرض والكرامة لا يمكن أن تعوّض بثمن أو عمل. ومن الممكن أن تنتهي عقود عملهم من السعودية، ولكن الله لم يقطع أرزاقهم، ومن يؤمنون بفكرك ينبطبق عليهم قول الله عز وجل: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
لن أتحدث عن مصر وسعودية الماضي، قبل أن تنفجر ينابيع البترول، ولكن سأتحدث عن مصر الحاضر بضعف إيراداتها وقيادتها الآن معكم، وقوتها الطبيعية بثرواتها البشرية والطبيعية.
كل قطاعات مصر غنية، أراضي زراعية وقوة عاملة.. خبرات علمية للأسف معطلة، ولكن لديها العقل والمعرفة التي ما إن يتم التخلّص من تراب الروتين وسوء الإدارة حتى تبهرك بالنتائج.
ليست مصر كما رسمها لك النظام بسوء إدارته، مصر عظيمة، كما قدّمها لك الشعب بحضارته وإرادته ورفضه اتفاقية أشبه ما تكون وصمة عار في جبين النظام السعودي قبل المصري، لأنها أوضحت مدى استغلاله ظروف مصر والمصريين في محاولة لاحتلال قطعة عزيزة من أرض مصر.
كرهنا استغلالكم وتعاملكم المتغطرس مع من حولكم مع بلاد العرب والمسلمين، فالسعودية كان ينتظر منها دور آخر في المنطقة، لأنها تمثل الإسلام، لا الاستسلام لرغبات الهيمنة على حساب أمن المنطقة والأمة العربية واستقرارها.
يعمل اليوم في مصر خمسة ملايين عربي من الإخوة العرب الذين شرّدتهم الحروب، فكم مصري يعمل في الخارج؟ أكبر مشكلة تعاني منها مصر هي سوء الإدارة، ما جعل مصر تبدو دولة فقيرة، ولكن مصر غنية، وأهم ثروة لديها عقل شعبها ونخوته وكرامته التي لا يستبدلها بأي مال أو فرصة عمل. لذا، يا عزيزتي الكاتبة، لا تراهني على ذلك، لأن النظام ملّككم ما لا تملكون، والشعب سيحرمكم من طموحكم، مهما طال الزمن، مع كلّ الاحترام للشعب السعودي.
كتبت زينب أنّ كلامها واقعي جدًا ويجهله المصريون، فيما يتعلق بعوز مصر الدائم للمملكة ومساعداتها الاقتصادية، وأن آلاف المصريين يعملون في السعودية، وستكون كارثة لو عادوا إلى بلدهم، ولكنها أقرّت بأنّ المملكة استغلت ظروف مصر الصعبة، وأغدقت عليها المليارات للحصول على شيء ليس من حقها، وهو ما أثبتته الخرائط والوثائق التاريخية التي انتهت إلى مصرية جزيرتي تيران وصنافير أمام المحكمة الإدارية العليا في مصر.
أحترم في كتاباتي الشعوب والدول، لأنّ الشعوب أخوة، مهما اخطأت الأنظمة. ولكن تبقى العروبة والإسلام تذوب معهما كل حدود، وكم تمنيت ألا يؤثر خلاف الأنظمة على العلاقة بين الشعوب. ولكن، عندما يصل الأمر إلى الإهانة من كاتبة من المفترض أنّها تمسك بقلم كالبوصلة، يهتدي به الضال عن الطريق الصحيح، ويرجع به الجانح عن السلوك السوي، فيجب الرد وأخذ موقف يشفى قلوب الكاظمين للغيظ.
إن كنتِ ترين أنّ الشعب المصري صورة من النظام، فعلى ما يبدو أنك لم تقرأي التاريخ جيداً، ولم تخالطي الشعب المصري، فهذا الشعب الذي تتهميه بأنّه لا يحافظ على الأرض ومستعد للتنازل عن كل شي في مقابل عقد عمل. أود أن أذكرك أنّ معظم معارضي اتفاقية العار هم من المصريين الذين يعملون في الخليج، وليس كرها في الخليج، ولكن حبّا في بلادهم، ولمعرفتهم التامة أنّ الأرض والكرامة لا يمكن أن تعوّض بثمن أو عمل. ومن الممكن أن تنتهي عقود عملهم من السعودية، ولكن الله لم يقطع أرزاقهم، ومن يؤمنون بفكرك ينبطبق عليهم قول الله عز وجل: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
لن أتحدث عن مصر وسعودية الماضي، قبل أن تنفجر ينابيع البترول، ولكن سأتحدث عن مصر الحاضر بضعف إيراداتها وقيادتها الآن معكم، وقوتها الطبيعية بثرواتها البشرية والطبيعية.
كل قطاعات مصر غنية، أراضي زراعية وقوة عاملة.. خبرات علمية للأسف معطلة، ولكن لديها العقل والمعرفة التي ما إن يتم التخلّص من تراب الروتين وسوء الإدارة حتى تبهرك بالنتائج.
ليست مصر كما رسمها لك النظام بسوء إدارته، مصر عظيمة، كما قدّمها لك الشعب بحضارته وإرادته ورفضه اتفاقية أشبه ما تكون وصمة عار في جبين النظام السعودي قبل المصري، لأنها أوضحت مدى استغلاله ظروف مصر والمصريين في محاولة لاحتلال قطعة عزيزة من أرض مصر.
كرهنا استغلالكم وتعاملكم المتغطرس مع من حولكم مع بلاد العرب والمسلمين، فالسعودية كان ينتظر منها دور آخر في المنطقة، لأنها تمثل الإسلام، لا الاستسلام لرغبات الهيمنة على حساب أمن المنطقة والأمة العربية واستقرارها.
يعمل اليوم في مصر خمسة ملايين عربي من الإخوة العرب الذين شرّدتهم الحروب، فكم مصري يعمل في الخارج؟ أكبر مشكلة تعاني منها مصر هي سوء الإدارة، ما جعل مصر تبدو دولة فقيرة، ولكن مصر غنية، وأهم ثروة لديها عقل شعبها ونخوته وكرامته التي لا يستبدلها بأي مال أو فرصة عمل. لذا، يا عزيزتي الكاتبة، لا تراهني على ذلك، لأن النظام ملّككم ما لا تملكون، والشعب سيحرمكم من طموحكم، مهما طال الزمن، مع كلّ الاحترام للشعب السعودي.
مقالات أخرى
17 ديسمبر 2018
02 فبراير 2018
05 نوفمبر 2017