ليس كل مؤيد خائن

02 فبراير 2018
+ الخط -
انقسام المجتمع المصري الحاد هو نتاج طبيعي لعدم وجود حياة سياسية وبيئة تستوعب الجميع. من الطبيعي في ظل سياسات لا تستمع إلا إلى نفسها، أن تضعف الحياة السياسية، ويتلاشى دور الأحزاب، ويصل بنا الأمر إلى القول بأن ممارسة السياسة حرام، وانتقاد النظام كفر وخيانة.
ليس هذا الوضع طبيعيا، وبالتالي سيؤدي، في النهاية إلى المشاهد العبثية التي يعيشها النظام ويحاول أن يجمل صورته أمام الرأي العام العالمي والمؤسسات الرقابية والإعلامية العالمية. وهنا سيكون موضع اتهام ودفاع دائمين عن نفسه، ويعاني من الآثار السلبية لهذه الصورة، سواء في الوضع الاقتصادي أو السياسات الدولية وسيضطر إلى التنازل عن الكثير من أجل تمرير موقفه.
ويبقى الاتهام موجها إلى فئة كبيرة معارضة، لا تنتمى إلى فصيل بعينه، ولا ترغب في مساندة أو مساعدة حزب بعينه للوصول إلى الحكم، لأنها لا تنتمي إلى حزب، وليس عيبا أن تساند فئة هدفها الوصول إلى الحكم، هذه هي السياسة، منافسة ثم الوصول إلى الحكم أو الحصول على جزء من السلطة التنفيذية.
ولكن نطرح الأمر من منطلق نظريات سياسية واقتصادية، نقول إن ممارسة السياسة يتطلب وجود المعارضة، وترك مساحة لها للارتقاء بمستوى الخدمة ورفع كفاءة النظام، لأن السلطة المطلقة مفسدة، وتفسد المجتمع ككل، ونتائج ذلك على المستوى القريب والبعيد مضرة للنظام نفسه، قبل المجتمع والدولة، فهل كل من يعارض النظام خائن، ولا يحب الدولة، ويجب التنكيل به؟ وهل كل مؤيد للنظام وسياساته خائن ومنافق؟
بالطبع لا، لأن هؤلاء يَرَوْن أن البلاد تمر بظروف صعبة بعد نتائج ثورة يناير، بسب ما اقترفه بعضهم من ممارسات أضرت بالمجتمع، إضافة إلى فشل من توّلوا السلطة، وعدم إفراز الحياة السياسية المصرية لشخصيات سياسية تمنح الثقة والسلوكيات السلبية لفئة كبيرة من المجتمع، ورؤيتهم أن الشعب لا بد أن يستخدم ضده القوة المفرطة، لكي ينصلح ويستقيم، ووجود مشاريع قائمة يجب أن يستكملها النظام الحالي، ويخشون مرحلة فرط العقد... لهؤلاء أقول: أحترم وأقدر وجهة نظركم ورؤيتكم، ولكن، تبقى المكاشفة والإصلاح خيرا من مواجهة النتائج السلبية.
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)