من العربي إلى الفرنسي

17 ديسمبر 2018
+ الخط -
كان ينظر إلى العرب أنهم شعوب ثائرة متخلفة بثورتها للمطالبة بحقوقها تخرب بلادها؟! وحكومات دكتاتورية لا توفر أدنى مستوىً من الحياة الكريمة للمواطن، ولا تراعي حقوق الإنسان في التعامل مع مواطنيها. كان المواطن العربي دائما ما يستشهد بحرية الغرب وحكومات الغرب التي تحترم المواطن، وتراعي حقوق الإنسان في التعامل معه.
كانت مطالب شعوب عربية كثيرة مهمة وضرورية للكثير، ليس لتغيير السلطة، بقدر ما هي تهدف إلى العدالة الاجتماعية والحريّة والكرامة فقط، من دون النظر إلى من يحكم، إلى أن أفسدت هذه المطالب، عندما اقترن العمل الشرعي بغير الشرعي والتخريبي. ربما نقول هناك تخريب متعمد، وهناك بلطجة استغلت الأحداث، لتحقق مكاسب خاصة. والأخطر هناك استغلال مخابراتي دولي لمشهد المعارضة التي تقود الثوار. هنا اختلط الحابل بالنابل، فكانت الفرصة لعناصر الارهاب أن تتنامى وتستغل حالة انشغال قوات الأمن بالتعامل مع المتظاهرين، لتضرب البلاد والعباد، وهذا ما أدى إلى توقف الدعم الشعبي لهذه الثورات، أو الحركات، لنتائجها الكارثية، أو للقبضة الأمنية أحيانا للحفاظ على البلاد، لنتائجها السيئة على الدول والمجتمع والثروات، الخاصة والعامة، مع إيمانهم بأن لهم حقوق، وهناك من يسلبهم حقوقهم وهناك من يظلمهم، ولكن عندما تكون المقارنة بين الحقوق الخاصة والوطن، فالتضحية من أجل الوطن أصبحت فرضا من وجهة نظر السلطة وشريحة من الشعوب.
تابعت المشهد الفرنسي بكل ما فيه من سلب ونهب، ومساندة من الدول المعادية لفرنسا، متمثلة في الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واستغلاله المشهد. فرنسا بلد الحريات والفكر والتاريخ نجد فيها التاريخ يهان، والمحال التجارية تسلب، والشرطة تتجاوز، ولا شيء سوى مشهد عربي مطابق في الأحداث والمطالب والتخريب والتجاوز.
قضية عربية أخيرة، هي قضية قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، واستغلالها. نسفت بها أميركا كل فكرة عن حقوق الإنسان. وهنالك دول تدّعي أنها الراعي للإنسان وكرامته، وتطبيق العدل في الارض، يقودها مستغل ومستبد تحت التهديد. مواقف فرنسا من أميركا تعد سببا رئيسيا من ضمن أسباب المشهد الفرنسي. لا تتم الإطاحة من أجل الإطاحة، بل هناك سبب رئيسي، وهو عدم توافق المصالح والأهداف، فيكون الرد بالحرب الباردة.
أعجبت كثيرا بكلمة أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح في القمة الخليجية التاسعة والثلاثين، وطرحه ورؤيته ورمزيته في ضرورة الوحدة من أجل مواجهة الأخطار، حتى يكون للقرار قوة، ويكون للموقف توازن قوى، ولا يتم استغلال هذه الفرقة للاستغلال من دول معادية، تنتظر السلب والنهب للمدخرات، وتضعف الدول بالفتن الداخلية، أو بين دول الجوار في المنطقة. وعي الأمير وحكمته دائما يجب الاستفادة منها، ولا بد من مراجعة المواقف، ولغة الخطاب الإعلامي، لأن الجميع سيكون خاسراً إن لم يتم الاستماع والتوقف عند كلمات أهل الحكمة والرأي في المنطقة ودعواتهم.
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)