الماجستير والدكتوراه وسوق العمل

30 يناير 2019
+ الخط -
ربما للمرة الأولى أكتب عن مشكلة تخصني وتخص شريحة كبيرة من حملة الماجستير والدكتوراة من خريجي ليسانس الآداب والتربية في تخصصي اللغتين، الإنجليزية والفرنسية، والمسمّى العلمي وسوق العمل داخليا وخارجيا. للأسف الكبير، دارس طرق تدريس اللغتين بعد عناء ودراسة وبحث في علوم اللغة، تنحط أماله وطموحه بالرفض عضو تدريس في الجامعات الحكومية أو الخاصة، إلا في كليات التربية، وفقط مدرس لمادة طرق التدريس، ويحرم من العمل في الكليات الأخرى، كالآداب أو غيرها من الكليات، مثل مدرس لعلوم اللغة كالقواعد والأدب والترجمة، لأنه تربوي.
وعلى الرغم من مرور الدارس للماجستير أو الدكتوراه بالدراسة المتعمّقة والبحثية في أساليب تدريس علوم اللغة، كالترجمة أو القواعد واللغويات واكتساب اللغة وطرق تقويمها، إلا أنه يجد نفسه مقيّدا في مجال واحد، وكلية معينة، وهذا ظلم كبير يعاني منه الآن حملة الدكتوراه والماجستير حالياً، وخصوصا في الجامعات الخاصة أو الحكومية في مصر، وأيضاً في الخارج، والسبب في مسمّى الشهادة، فهو حاصل على الماجستير أو الدكتوراه في طرق تدريس لغة انجليزية أو الفرنسية، والذي من المفترض أن يكون مسمّى الدرجة، درجة الدكتوراه/ الماجستير في اللغويات التطبيقية تخصص لغة إنجليزية/ فرنسية. فقط المسمّى يسمح بالتدريس في الجامعات وكليات غير كليات التربية وغير مادة طرق التدريس. وللأسف، تمنح الدول الأخرى الدراسة نفسها لهذا المسمى إلا في مصر، حيث يتم رفض تعديل المسمّى للدرجة العلمية. وعلى الرغم من معادلة مجلس الأعلى للجامعات للدرجات الممنوحة من خارج مصر في اللغويات التطبيقية في مناهج وطرق تدريس اللغة، وهذا اعترافٌ من الوزارة بأن طرق تدريس اللغات هي اللغويات التطبيقية، فلماذا لا يتم تغيير المسمّى من الأساس؟ وهل هذا معقول يا سيادة وزير التعليم العالي، أي أن تمنح شهادات الماجستير والدكتوراه وفرص التحاقهم بالعمل، داخليا وخارجيا، منعدمة بسبب فقط مسمى الشهاد؟
أصبح كثيرون ممن يريدون التسجيل في درجة الماجستير أو الدكتوراه من التربويين المتخصصين في اللغات، يمتنعون عن استكمال البحث في علوم اللغة واتجهوا إلى دراسة التربوي فقط حتى لا ينتابهم الشعور بالإحباط، لعدم قدرتهم على الالتحاق بسلك التدريس بالجامعة لصعوبة الفرصة لأن مسمّى الشهادة يضيق فرص العمل.
أرجو من وزير التعليم العالي المصري دراسة الأمر، واتخاذ ما يلزم لما هو في صالح أبناء مصر من العلماء من حملة الماجستير والدكتوراه.
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
66021855-44C5-450C-9F01-F47A1D5BB2BA
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)