السودان: المعارضة تدعو إلى وقف الحوار بعد اعتقال المهدي

18 مايو 2014
سارة نقد الله تنقل كلمة المهدي (إبراهيم حامد/فرانس برس/getty)
+ الخط -

توالت ردود الأفعال على اعتقال زعيم "الأمة" السوداني المعارض الصادق المهدي، ودعت أحزاب وقوى المعارضة، اليوم الأحد، الى تعليق الحوار الوطني مع حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، فيما عبّر رئيس المفوضية الأفريقية ثامبو أمبيكي عن خيبته، وكشف عن مساع للقاء الصادق المهدي في سجنه.

وأعلن "منبر الشرق الديمقراطي" المعارض، تعليق مشاركته في الحوار احتجاجاً على اعتقال زعيم حزب "الأمة" القومي. بينما دعا "تحالف قوى الإجماع الوطني" الأحزاب المعارضة التي وافقت على الحوار، وفي مقدّمتها حزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي الى وقف الحوار مع النظام.

وأعرب تحالف المعارضة عن تضامنه مع حزب "الأمة" القومي. وطالب جميع القوى بالتوحد في موقف واحد لرفض الاجراءات التعسفية التي اتخذت ضد من سمته "رئيس الوزراء الشرعي" في اشارة إلى الصادق المهدي الذي يعد آخر رئيس وزراء منتخب قبل وصول النظام الحالي للسلطة عبر انقلاب عسكري في 1989.

وقال رئيس اللجنة السياسية في التحالف محمد ضياء، إن "النظام أتاح فرصة تاريخية يجب استثمارها لإعادة النظر في قضية الحوار وتوحيد الموقف في مواجهة النظام". وأوضح "باعتقال الصادق، فإن النظام طمس عينه بصباعة ونحن سنطمس الأخرى"، وأضاف "وقد تكون تلك النقطة الفاصلة في تاريخ النظام".

 من جهته، أعلن الصادق المهدي من داخل سجن كوبر، عن مواقف جديدة بشأن تعامله مع الحزب الحاكم في الخرطوم، وشدّد على ضرورة مراجعة قضية الحوار بشكل كامل، ودعا إلى تكوين جبهة عريضة تضم كافة القوى السياسية والمدنية للمطالبة بالحريات العامة واتخاذ كل وسائل التعبير المدني لدعم ذلك الموقف.

وواصلت نيابة أمن الدولة صباح اليوم، عملية استجواب الصادق المهدي في مقر إقامته بسجن كوبر. ودافع المهدي عن نفسه في خطاب تلته باسمه الأمينة العامة لحزبه، سارة نقد الله، في مؤتمر صحافي عقد في الخرطوم اليوم.

واعتبر الصادق المهدي أن اتهامه بتقويض النظام اجحاف في حقه، على اعتبار أنه ظل يدعو إلى التغيير السلمي عبر المائدة المستديرة، مؤكداً على خطورة البدائل التي تنتج العنف كالانقلابات والانتفاضة، لاسيما في ظل استعداد النظام الحالي للمواجهة.

ووصف المهدي البلاغ الذي فتح في مواجهته بـ"الكيدي". وذكر أنه عند فتح البلاغ أخذ على نفسه عدم التعامل بردة الفعل، وألا يثنيه ذلك عن الموقف الاستراتيجي الخاص بالحوار، باعتباره الحل الأمثل للبلاد، ولتجنب العنف. وأضاف "لكن عدوان بعض أجهزة الدولة علينا وبروز اجراءات بعض صقور النظام يدفعنا لمراجعة الموقف كله لتحديد استحقاقات الحل السياسي والعمل لتحقيقها".

في هذه الأثناء، التقى الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي مع وفد من حزب "الأمة القومي" المعارض في إطار لقاءاته مع القوى السياسية السودانية التي بدأها أمس لتسهيل عملية الحوار الشامل.

وقالت الأمينة السياسية لحزب "الأمة"، مريم الصادق ابنة الصادق المهدي، إن امبيكي ووفده عبّروا عن خيبة أملهم وحزنهم لاعتقال الصادق المهدي لما يمثله من رمزية للسودان وافريقيا. وأوضحت أن امبيكي أبلغهم أنه طلب من السلطات السودانية السماح له بلقاء الصادق في مقر حبسه.