الخوف من الكوليرا يقيّد سفر اليمنيين إلى الخارج

07 يوليو 2017
الدول التي تستقبل اليمنيين تشدد الإجراءات (Getty)
+ الخط -
يهدد تفشّي وباء الكوليرا بفرض قيود على المسافرين القادمين من اليمن، ضمن إجراءات احترازية لمنع وصول الوباء إلى أراضيها.

وأصدرت الخطوط الجوية اليمنية، الشهر الماضي، تعميما قضى بضرورة حصول الركاب القادمين من اليمن إلى الأردن على شهادة خلو من الأمراض والأوبئة الخطيرة والمعدية، خصوصا الكوليرا.

وقال تعميم الخطوط الحكومية اليمنية: "بموجب التعميم الصادر من قبل وزارة الصحة الأردنية، اعتبارا من يوم 5 يونيو/حزيران 2017، بضرورة حصول الركاب القادمين من اليمن إلى المملكة الأردنية على شهادة خلو من الأمراض والأوبئة الخطيرة والمعدية، خصوصا الكوليرا".

واتخذت السلطات المصرية في مطار القاهرة الدولي تدابير طارئة، بما فيها الحجر الصحي، لمنع انتقال وباء الكوليرا المتفشي في اليمن عبر رحلات تصل من اليمن.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، في مايو/أيار الماضي، أن الركاب القادمين والعائدين من اليمن سوف يخضعون لفحص، لضمان عدم حملهم للمرض، مضيفة أنه من المقرر تشديد إجراءات الفحص في المطارات والموانئ.

من جانبه، قال مدير الحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي، مدحت قنديل، الأسبوع الماضي، إن المطار شدد الرقابة الصحية على القادمين من اليمن والسودان؛ لحماية البلاد من تسلل وباء الكوليرا، تنفيذا لتعليمات منظمة الصحة العالمية.

وتعد العاصمة المصرية القاهرة والعاصمة الأردنية عمان نقطتي العبور الرئيسيتين بالنسبة لليمنيين، إذ تستقبلان رحلات طيران من وإلى العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

وأكد مازن سعيد، أنه عندما وصل إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية مع عائلته لم يكن يحمل شهادة خلو من الكوليرا، وهذا تسبب في تأخيره عدة ساعات ودفع رسوم تأخير بمبلغ 1500 دينار أردني.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مطلع الأسبوع الجاري، وفاة 1500 شخص في اليمن بسبب وباء الكوليرا، منذ ظهور أول بؤرة انتشار لهذا المرض في 27 إبريل/نيسان الماضي.

واعتبر ممثل المنظمة في اليمن، نيفيو زاجاريا، الوضع "خطيرًا"، مع ارتفاع عدد الأشخاص المصابين إلى 246 ألفًا.

في المقابل، قلل المحلل الاقتصادي حسام السعيدي، من تأثيرات وباء الكوليرا على المسافرين اليمنيين، واعتبر أن التأثيرات ستكون كبيرة محليا.

وقال السعيدي لـ "العربي الجديد": "هناك قيود فرضت مسبقاً على حركة اليمنيين وسفرهم جعلت اليمنيين يُحجمون عن السفر، فضلا عن أن عدد المغادرين للبلاد محدود جدا، ويمكن السماح لهم بالدخول بموجب اصطحابهم وثيقة فحص طبي حديثة، لكن تداعيات تفشي وباء الكوليرا ستنعكس بشكل أكبر داخليا، من خلال خسائر قطاع الزراعة كمثال".

وأظهرت بيانات رسمية، تهاوي أعداد المسافرين جواً من وإلى اليمن، خلال العام الماضي 2016، بنسبة 92.3%، مقارنة بالعام 2014، على إثر سيطرة جماعة الحوثيين المتمردة على العاصمة صنعاء، ونشوب حرب داخلية أدت إلى تدخل عربي بقيادة السعودية.

وإضافة إلى قيود السفر بفعل انتشار وباء الكوليرا، يؤكد ناشطون يمنيون، أن شركة الخطوط الحكومية تفرض حصاراً على سفر اليمنيين، أولا من خلال أسعارها المرتفعة بشكل جنوني، وثانيا من خلال تهالك طائراتها وحاجتها للصيانة، ما يهدد المسافرين بكارثة.

دلالات
المساهمون