الجزائر تجزم: "جند الخلافة" انتهى

17 يناير 2015
تضامن العالم مع غورديل (فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
طلبت السلطات الجزائرية عيّنات من الحمض النووي لأحد أفراد عائلة الرعية الفرنسي، إيرفيه بيار غورديل، الذي خطفه واغتاله تنظيم "جند الخلافة" في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بعد العثور على جثة من دون رأس في منطقة عين الحمام، شرقي الجزائر، يُرجّح أن تكون للضحية.

وذكر مصدر عسكري جزائري، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن "عيّنة من الحمض النووي للرعية الفرنسي، كان يتوقع وصولها صباح أمس الجمعة، لمقارنتها مع تحليل الحمض النووي".
وأشار إلى أنه "لم يتم التأكد بعد من أن الجثة تعود لغورديل، وسنحتاج إلى مقارنتها مع عيّنات من الحمض النووي لأحد أفراد عائلته". ولفت إلى أنه "تمّ وضع الجثة تحت مسؤولية السلطة القضائية، التي أمرت بإجراء تحليل للحمض النووي، وتقدمت بطلب إلى السلطات القضائية الفرنسية لمدّها بعينات من الحمض النووي لأفراد من عائلة الضحية". وأفاد بأن "عملية استخراج الجثة، تمت بحضور ممثلي النيابة العامة وعناصر الدرك الوطني والدفاع المدني".

وكان بيان رسمي لوزارة الدفاع الوطني، أعلن، يوم الخميس، أنه "تبعاً لمعلومات أدلى بها أحد الإرهابيين الموقوفين، كان ينشط في صفوف مجموعة إرهابية في المنطقة، تمكنت وحدة من قوات الجيش من العثور على المكان الذي دُفنت فيه جثة الرعية الفرنسي".

وأوضح البيان أنه "عُثر على مكان دفن الرعية الفرنسي، بعد عملية مسح وتفتيش في منطقة تابونشت أبي يوسف، قرب بلدة إفرحونن، في محافظة عين الحمام، التابعة لولاية تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل (120 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية)".

وكان تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، خطف غورديل في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان مع مجموعة من زملائه الجزائريين، يستعدّ لتسلّق الجبال في منطقة البويرة. وبعد تضييق الجيش الجزائري الخناق على المجموعة المسلحة، أعدم التنظيم غورديل، وبثّ ذلك في تسجيل مصور في 24 سبتمبر.

وبعد فترة من البحث عن جثة الرعية الفرنسي وملاحقة الخاطفين، عثر الجيش في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الملجأ الذي خُطف فيه غورديل. ويقع الملجأ داخل غابة في أعالي منطقة جبال جرجرة بولاية تيزي وزو. وفي 15 أكتوبر، قتلت قوات الجيش أحد المتورطين في إعدام غورديل. كما نجحت وحدة استخباراتية في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في قتل قائد التنظيم خالد أبو سليمان، المدعو "عبد المالك قوري" مع عدد من مرافقيه. فضلاً عن أن القضاء الجزائري يلاحق 15 شخصاً، يُشتبه بمشاركتهم في خطف وقتل غورديل.

واللافت أن خطف غورديل دفع بالجيش، إلى القيام بعملية إنزال كبيرة في منطقة القبائل، التي تتمركز فيها مجموعات مسلّحة تتبع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، منذ نحو عشر سنوات. وهو ما سمح لها بتوجيه ضربات موجعة لهذه المجموعات، وتقليص هامش المناورة والتضييق عليها. وتزامن ذلك مع تفكيك شبكات لدعم وتمويل هذه المجموعات. وبرأي الخبير الأمني والعقيد السابق في الجيش، لخضر مسعودي، إن "تنظيم جند الخلافة، يواجه مصيراً محتوماً سيؤدي به إلى النهاية".

وأضاف مسعودي في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه لا يعتقد أن "جند الخلافة كان تنظيماً جدياً، بل كان فقط تعبيراً عن نزوة مجموعة، تسعى للانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بهدف الاستفادة من الزخم الإعلامي الذي يتمتع به التنظيم، لا أكثر". وجزم "أعتقد أن التنظيم انتهى عملياً، لأن قوات الجيش لن تتيح له الحراك بعد اليوم".