الانتخابات التونسية في لبنان: القلب على الوطن

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
24 أكتوبر 2014
71847CF2-327A-43CD-942C-04E102FBBB69
+ الخط -
بهدوء، مرّ اليوم الأول للانتخابات التشريعية التونسية في لبنان، فقد خصصت الهيئة المستقلّة للإشراف على الانتخابات في تونس، الجالية التونسية في لبنان بقلم إقتراع في أول انتخابات تشريعية بعد ثورة الياسمين.

ويشير رئيس مركز الاقتراع جميل رحيم، إلى "تحديد أيام الانتخاب بثلاثة للإفساح في المجال أمام الناخبين المسجلين البالغ عددهم 249 للإدلاء بأصواتهم". وإلى جانب أعضاء الهيئة يحضر في مركز الاقتراع في السفارة التونسية في بيروت مندوبتين عن هيئة "أتيد" المستقلة للرقابة، إضافة إلى ثلاثة مندوبين عن حزب "نداء تونس". ويدلّ الحضور النسائي الكثيف على صعيد المراقبة إلى دور المرأة التونسية الفاعل في الحياة العامة، ومن بين المراقبات تلميذة علاقات دولية في العشرين من عمرها، إضافة إلى سيدات عاملات اتفقن جميعاً على شفافية العملية الانتخابية.

وإلى الشفافية، اتفقت السيدات على نسبة المشاركة الضيئلة في اليوم الأول، إذ لم يتجاوز عدد المنتخبين العشرين حتى ساعات بعد الظهر. وهو ما أرجعه رئيس المركز إلى "تفضيل التونسيين القدوم يوم الأحد وهو يوم العطلة الرسمية في لبنان".

وقد سمح الحضور القليل للمندوبات في إبداء وجهة نظرهن من الأوضاع السياسية في تونس، فرأت إحداهن "إن وصول الإسلاميين للحكم مجدداً سيعيدنا إلى الوراء أكثر، لأن المطلوب تنمية حقيقية للإقتصاد والمجتمع وليس فقط خطاب ديني جاف". كذلك ترى سناء وهي مراقبة أخرى أن "المجتمع التونسي المثقف والواعي يقبل بنتيجة الانتخابات ويرحب بالآراء الأخرى"، مستبعدةً نيل حزب النهضة على الغالبية البرلمانية.

وعلى باب المركز، تعاونت المراقبات مع أعضاء الهيئة المستقلة على استقبال الناخبين وإرشادهم إلى خطوات التصويت مستفيدين من المناشير التوضيحية التي وضعتها اللجنة عند مدخل القلم. وفي حين عبّر عدد من الناخبين عن فرحتهم بالمشاركة في العملية الديموقراطية الأولى بعد الثورة من خلال التقاط الصور التذكارية أمام مدخل السفارة، بكت إحدى السيدات مطولاً "حرقةً على الأوضاع غير المستقرة في تونس"، قبل أن تواسيها صديقتها قائلةً: "تونس قوية بنا".

السفير التونسي: الأمن في لبنان مستقر

في الطابق الأول من مبنى السفارة يقع مكتب السفير التونسي في لبنان حاتم الصائم، الذي أعرب في حديث لـ "العربي الجديد" عن إطمئنانه للوضع الأمني في لبنان. ففي حين يختار نواب لبنان الوضع الأمني كذريعة لتمديد ولايتهم لمرة ثانية، يؤكد الصائم أن "الوضع الأمني في لبنان ملائم لإجراء الانتخابات التشريعية التونسية، وقد تعاونت معنا السلطات اللبنانية لإنجاح اليوم الانتخابي". علماً أن القوى الأمنية اللبنانية واكبت الاقتراع في السفارة أيضاً.

كما اطمأن الصائم إلى الأوضاع العامة في بلاده التي تشهد الإنتخابات التشريعية الأولى بعد ثورة الياسمين، ويصف الصائم الوضع الأمني في تونس بـ"الجيد، لكن القلق الحقيقي يتمثل في الوضع الإقتصادي غير المستقر الذي تعيشه تونس في الفترة الإنتقالية الحالية"، لكنه يستدرك سريعاً بالتأكيد أن "انتخاب المجلس التشريعي ثم إنتخاب رئيس جديد للبلاد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل سيعيد الحركة الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي".

يعول الصائم على "الرباعي" في تثبيت بوصلة المجتمع التونسي الذي انتفض للكرامة والحرية. ويضم التحالف الرباعي كبرى التجمعات في تونس وهي الاتحاد العام للشغل، ونقابة المحامين، واتحاد الصناعة والتجارة، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي مقابل المطبات التي تخللت المرحلة الانتقالية، يتحدث الصائم عن نجاحات حققتها الحكومة الانتقالية لا سيما على صعيد "إصلاح الدولة وتنحية الطبقة الفاسدة التي راكمها النظام السابق من خلال ولاءات العائلات الحاكمة في سلطته".

ذات صلة

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح.