الاعتداءات العنصرية... منحى يتصاعد ضد لاجئي ومسلمي النمسا

22 مارس 2017
حوادث العنصرية وصلت إلى حدّ مقلق (الأناضول/Getty)
+ الخط -

ارتفع عدد الاعتداءات العنصرية المسجلة في النمسا، خلال العام الماضي، إلى 1107، وفق ما جاء في تقرير تحت عنوان "العنصرية في 2016" نشرته مؤخرًا منظمة "زارا" النمساوية المناهضة للعنصرية.

وبذلك تكون الاعتداءات العنصرية في البلاد قد ارتفعت من 927 في 2015، إلى 1107 اعتداء خلال 2016.

وأشار التقرير إلى أن اللاجئين في مقدمة المجموعات الأكثر تعرضاً للعنف، إذ إن 35 في المائة من الاعتداءات استهدفت اللاجئين، يليهم المسلمون بـ16.7 في المائة.

وبحسب التقرير، فإن 41 في المائة من الاعتداءات تقع دون استهداف مجموعة بعينها. مع الأخذ بعين الاعتبار، أنّ القسم الأكبر من اللاجئين يشكله المسلمون، ما يشير إلى أن أكثر من نصف الاعتداءات تمارَس ضد المسلمين.

كما بيّن أن الاعتداءات ضد المسلمين واللاجئين زادت بفعل الدعاية السلبية التي يمارسها السياسيون ووسائل الإعلام ضد هذه الشرائح.



كما لفت أيضاً إلى أن أكثر الاعتداءات العنصرية كانت عبر الإنترنت، بواقع 31 في المائة، تلته الأماكن العامة بـ20 في المائة، و9 في المائة من الاعتداءات اللفظية جاءت في المجالين السياسي والإعلامي.

وقدّم تقرير المنظمة المذكورة أمثلة على الاعتداءات، ومنها منع شخص من دخول كافتيريا بعدما تبيّن أنه لاجئ، وهدم معسكر للاجئين، ومنع بعض أصحاب الملاهي الليلية والمقاهي والمسابح، اللاجئين من دخول هذه الأماكن.   

من جهةٍ أخرى، أوضح أنه تم إعداد تقارير مزورة حول حالات تحرّش، بهدف تعزيز جبهة المعارضين للاجئين.

كذلك، وبحسب ما جاء في التقرير، فإنّ العديد من النساء المحجبات تعرضن لاعتداءات بسبب الجو السلبي ضد اللاجئين، فيما كانت المساجد من بين أهم أهداف الهجمات العنصرية، حيث وُضع رأس خنزير على مدخل أحد المساجد، خلال شهر رمضان من العام الماضي، كما تم دهن جدار مسجد آخر بدم خنزير.

وأشار إلى أن بعض السياسيين يتعمّدون نشر أخبار ضد المسلمين، بهدف توسيع الفجوة بين شرائح المجتمع.

وكشف عن المستوى الذي وصلت إليه الكراهية ضد اللاجئين، حيث تناول رواد وسائل التواصل الاجتماعي خبر غرق طفل سوري لاجئ في نهر "تونا" بأنه "غرق سائح إرهابي آخر".

إهانة اللاجئين ونشر خطاب الكراهية (غانم حسن/الأناضول)


من جهتها، قالت المتحدثة باسم المنظمة، ليليان لافاي، إن السياسيين المنتمين للأحزاب اليمينية بشكل خاص أهانوا، خلال كلمات لهم في البرلمانات، اللاجئين، ووجهوا لهم الشتائم.

بدورها، شددت رئيسة منظمة "زارا"، كلاوديا شيفر، على أن حوادث العنصرية وصلت إلى حدّ مقلق، وقالت إن "الخطابات المبنية على التخويف والكراهية في المجتمع، يمكن مشاهدتها في جميع مجالات الحياة، وهذا ما دفع الأشخاص الذين لا توجد لديهم صفة سياسية، إلى نشر خطاب الكراهية بطريقة لا شعورية".

ووصفت شيفر الشعبوية بالمنحى اللامسؤول، داعية السياسيين ومسؤولي القطاع العام إلى الالتزام بالقوانين، من دون تمييز قومي أو لون أو لغة أو دين.

(الأناضول)

المساهمون