الاحتلال يصعد حربه النفسية ضد غزة في أوج التوتر الأمني

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
29 مارس 2019
BA21B10E-296A-4E6D-BDE3-B413BB7619C0
+ الخط -
صعّد الاحتلال الإسرائيلي ليل أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة، الحرب الدعائية النفسية ضد غزة، وذلك في أوج حالة التوتر الأمني على الحدود الشرقية للقطاع، عشية يوم الأرض ومسيرات العودة المقررة غداً.
وأسهب الإعلام الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين في نشر تقارير تهول من حجم الاستعدادات العسكرية وحالة التأهب على الحدود، والإشارة إلى أن جيش الاحتلال مستعدٌ لسيناريوهات مختلفة، بينها أيضاً "خيار عملية توغل بري".

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن جيش الاحتلال دفع خلال اليومين الماضيين بثلاثة ألوية إضافية، بينها لواء المدرعات ولواء من المشاة، إلى جانب المظليين، إلى المناطق الحدودية القريبة من قطاع غزة، وذلك بالتوازي مع تقارير عن رسائل وجهها الاحتلال عبر الطرف المصري لحركة "حماس"، تحذرها من "تبعات" مشاركة عشرات آلاف الفلسطينيين غداً في مسيرات العودة، واحتمالات محاولة المتظاهرين الاقتراب من السياج الحدودي أو اجتيازه والتعرض لمواقع جيش الاحتلال.
وفي ظلّ حالة الارتباك التي تحيط برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعدم الحسم باتجاه سياسة "لمواجهة عمليات الإرباك الليلي، وإطلاق الصواريخ باتجاه غزة"، خوفاً من تدهور أمني إلى حدّ الانفجار والانزلاق إلى حملة عسكرية واسعة يخفق الاحتلال في السيطرة عليها، أو يعجز عن التحكم بألسنة النيران، وجه نتنياهو أمس تهديداً صريحاً قائلاً بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية: "إذا لزم الأمر سندخل عملية واسعة، سندخلها بقوة".

لكن تصريحات نتنياهو تتناقض مع تحليلات أغلب المراقبين، من أنه يسعى في واقع الحال إلى استمرار تكريس الوضع الراهن على الحدود، وتأجيل الحسم العسكري، أو أي عدوان محتمل إلى ما بعد موعد الانتخابات الإسرائيلية، في التاسع من نيسان المقبل.

وبحسب تقرير في موقع "والاه"، فإنه بالرغم من لهجة التصعيد العسكري، بما في ذلك تصريحات قيادات الجيش من أنه جاهز لمختلف السيناريوهات، فإن خللاً في نشر القوات في مواقع تركيزها عند الحدود مع غزة، بفعل تهميش إجراءات الحماية والوقاية من جهة، وسلوك القوات في مراكز تجميعها عند الحدود بأجواء من "الراحة" التي لا تعكس حالة التوتر الأمني أو التأهب المعلن، بما يشير بحسب الموقع إلى حالة من عدم الإدراك للأخطار القائمة في محيط تركيز هذه القوات.

ووفقاً للخطط التي يعلنها الجيش عن مهامه المرتقبة خلال اليومين، كما أوردها الموقع، فإن الجيش يستعد في المرحلة الأولى لصدّ جموع المتظاهرين الفلسطينيين في حال اتجاههم لاجتياز السياج الحدودي، بما في ذلك عبر إطلاق النار باتجاههم، وفي حال سقوط أعداد كبيرة من الفلسطينيين بنيران القناصة، فقد ترد "حماس" بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، مما سيجر رداً من جيش الاحتلال.

وبحسب الموقع، فإن المرحلة الثالثة بعد تدهور الأوضاع قد تشكل مفاجآت من جيش الاحتلال بما فيها استعداد لمناورات برية مصحوبة بإطلاق النيران وبتغطية جوية من سلاح الجو.
ويثير نشر هذه الخطط والسيناريوهات، حقيقة الهدف النفسي منها لردع الفلسطينيين عن المشاركة غداً في مسيرات العودة، وتهديد "حماس" بإجراءات غير مسبوقة، وحمام دماء على الحدود.

 

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.