استنفار أمني في البصرة والعثور على جثث أربعة شباب

08 سبتمبر 2018
تعزيزات عسكرية في البصرة (حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت محافظة البصرة (جنوب العراق)، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، إجراءات أمنية مشددة، فيما وصلت قوة من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية إلى المحافظة للمساهمة في ضبط الأمن، على خلفية احتجاجات الليلة الماضية، التي أسفرت عن حرق القنصلية الإيرانية ومقرات لأحزاب ومليشيات وسياسيين في المحافظة.

وقال مصدر أمني محلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات العراقية انتشرت بشكل مكثّف في الشوارع ومفترقات الطرق، في مدن وأحياء البصرة، مبيناً أنّ قوات الأمن ركزت على تعزيز انتشارها أمام المؤسسات الحكومية، ومقرات الأحزاب والمليشيات، ومنازل المسؤولين.

ولفت المصدر إلى وصول تعزيزات عسكرية من الجيش والشرطة الاتحادية إلى البصرة من أجل السيطرة على الموقف الأمني المتردي بشكل كبير منذ الليلة الماضية، مبيناً تلقي القوات تعليمات بالتعامل بشدة مع أية مظاهر جديدة لاقتحام وحرق المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية عراقية قولها إن ثلاثة صواريخ سقطت صباح اليوم قرب مطار البصرة الدولي، مبينة أن سقوط الصواريخ لم يتسبب بحدوث أضرار.

وفي السياق، أعلنت الهيئة التنسيقية لاحتجاجات البصرة عن براءتها من الأعمال التي شهدتها المحافظة ليل الجمعة، مطالبة القوات العراقية بالسيطرة على المؤسسات الحكومية.

وأكدت انسحابها من أية تجمعات، مضيفة في بيان أن "الذي يجري خطط ممنهجة لتصفيات سياسية على حساب جراحنا"، داعية الجميع للحفاظ على الممتلكات العامة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف بدر، إن حصيلة احتجاجات الليلة الماضية بلغت ثلاثة قتلى وخمسين جريحا، مؤكدا في تصريح صحفي أن 48 من الجرحى مدنيين واثنين فقط من رجال الأمن.


بالتزامن، ذكرت وسائل إعلام محلية أنّ الشرطة العراقية في البصرة، عثرت فجر اليوم، على جثث ثلاثة شباب أصيبوا بإطلاقات نارية في الرأس، مضيفة أنّ "جثة الشاب الرابع وجدت مرمية في منطقة تنومة بالمحافظة".

وفي السياق، قال أحد ناشطي احتجاجات البصرة رفض الكشف عن هويته، في حديث مع "العربي الجديد"، إن عمليات القتل والمطاردة التي يتعرض لها المتظاهرون لن تخيف أحداً، مشدداً على أن الاحتجاجات مستمرة حتى تحقيق المطالب.

وأضاف أن التظاهرات استمرت طيلة الليلة الماضية، مشيراً إلى قيام محتجين بحرق منزل عضو البرلمان العراقي السابق عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة، ومنزل وزير الاتصالات، القيادي في مليشيات "بدر" حسن الراشد.

إلى ذلك، قرر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي، في بيان، إحالة القوة الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات والقنصلية الإيرانية في البصرة إلى التحقيق، معتبراً أن هذا الأمر جاء نتيجة لعدم قيامهم بواجبهم في توفير الحماية اللازمة.

يأتي ذلك في وقت يستعد فيه البرلمان العراقي لعقد جلسة طارئة، اليوم السبت، لمناقشة أحداث البصرة.

وقال عضو البرلمان عن محافظة البصرة، عامر الفايز، في تصريح صحافي، إن نواب المحافظة سيطالبون الحكومة بوضع جدول زمني محدد لإنشاء مشاريع تحلية المياه، وإنهاء أزمة الكهرباء، مبيناً أن المطالب ستتضمن الدعوة أيضاً إلى إطلاق التعيينات دون تسويف، وإرسال قوات أمنية إلى البصرة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

دلالات
المساهمون