استثمار النصر

03 مايو 2015
المعارضة السياسية أمام اختبار استثمار النصر العسكري (فرانس برس)
+ الخط -
تبدأ مختلف أطياف المعارضة السورية يوم غد الإثنين لقاءاتها التشاورية مع المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا في مدينة جنيف السويسرية، وهي تحمل في جعبتها الكثير من نقاط القوة المتأتية من الانتصارات التي حققتها فصائل المعارضة المسلحة على مختلف جبهات القتال، وسيطرتها على مناطق واسعة في محافظة إدلب شمالا ومحافظة درعا جنوبا، بالإضافة إلى تسلحها بالتوافق الحاصل بين الدول الأساسية الفاعلة في القضية السورية، السعودية وتركيا وقطر، والذي بدت مفاعيله تظهر بشكل جلي.

ويبدو أن هناك مجموعة من التحديات قد بدأت بالظهور قبيل عقد اللقاءات التشاورية؛ لعل أهمها يتعلق بمدى قدرة المعارضة السياسية على استثمار النصر العسكري الذي تحقق وترجمته لنصر سياسي، في ظل الانفصال شبه التام الحاصل بين تلك المعارضة والقوى العسكرية التي تحقق الانتصارات، وضعف قدرة الجهة السياسية على تطبيق مخرجات أي اتفاق أو تفاوض قد يتم التوصل إليه، يضاف إليها التحدي الوجودي الذي يتربص بالائتلاف المعارض كجهة تمثيلية للمعارضة السورية، والتعاطي معه لأول مرة كإحدى جهات المعارضة من قبل الأمم المتحدة، وليس ممثلا عنها، أما التحدي الآخر والذي لا يقل أهمية فهو دعوة أطراف مؤيدة للنظام تحت اسم "معارضة"، الأمر الذي يساهم في إضعاف القوة التفاوضية لدى الطرف المعارض، وقد يؤدي إلى إفشال الغاية من اللقاء التشاوري؛ وهي الخروج بموقف توافقي شبه موحد من طرف المعارضة.

ولعل أهم الخطوات العملية التي تؤدي إلى استثمار النصر الميداني سياسيا؛ هو الجهد الذي تقوده السعودية والقائم على إنشاء جسم يشكل حاملاً سياسياً حقيقياً للقوى العسكرية يرتبط بها، ويمتلك القدرة على تنفيذ مخرجات أي اتفاقات قد تحصل، وذلك من خلال مؤتمر الرياض الذي دعت إليه المملكة؛ والذي يضم ممثلين عن طوائف المجتمع السوري كافة، والأحزاب السياسية والفصائل العسكرية والمنظمات الإغاثية والحقوقية، والذي نتمنى أن يكون تأجيله لأسباب تخدم القضية السورية؛ وهي التريث لما بعد مشاورات جنيف التي تتم برعاية الأمم المتحدة، ومن أجل إعطاء شرعية دولية أكبر لمؤتمر الرياض، كي لا يضيع النصر الميداني الحاصل، ولا يستثمر بالشكل السياسي الأمثل.