أصحاب "المُصطفى"
في كتاب "النبيّ" جاؤوا بسفينتهم لكي يأخذوه بعيداً عن أورفليس
بِمَ جئنا نأخذك من برلين؟
"المصطفى" نظرَ صوب البحر وقال سبعين صفحة من الكلام
قبل أن يمضي
لكنّك مضيت بلا كلمةٍ واحدة.
هل كنّا نحتاج "ساعة الفراق" لنعرف عُمق المحبّة؟
كنّا نعرفُ أنها هُوّةٌ
ونُؤمّل أرضاً في آخر السقوط...
ما زلنا نهوي
وليس ثمّة من أرض
ليس ثمّة من أرض.
■ ■ ■
يا رب، إنها حكمتك
أكثرت من الوضيعين والأنذال لترحمنا
حتّى لا نقف محطَّمين وعراةً قرب نعوشهم
حين تردُّهم إليك
حتّى لا تبكي الشمس فوق مقابرَ مشرقةٍ
كالتي ينام فيها كمال.
يا رب إني أشكو إليك رحمتك.
■ ■ ■
مُذْ مُدَّ وِسادي في بيوتٍ قريبةٍ من قُدسك
وأنا أتحسّبُ الفراقَ
أهلي يشبهون زيتون حقولهم
ورحيلهم يشبه خَلْع زيتونةٍ وتعليقها في السماء
يا رب أعد زيتوننا إلى الأرض فإننا ألفناها.
يا رب إني أتحسّبُ الفراقَ
حتّى بعد أن يحدث.
■ ■ ■
يا رب في غرناطة أرضٌ
يقال لها عين الدمع
تأتيني في الحلم وتمنع عنّي النوم
يا رب
اصرِفْ عنّي عينَ الدمع.
■ ■ ■
يا رب غيومك مكفهرّةٌ
ونفسي أرضٌ يباب تشقّها فؤوسُ الدمع
يا رب
أين تذهب غيومك؟