في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والفلسفية والفكرية والسينما والسياسة والخطاب والنقد الأدبي.
■ ■ ■
عن دار "المشرق"، صدر حديثاً كتاب "مجتمع القرن الرابع في مؤلّفات أبي حيّان التوحيدي"، للأكاديمية وداد القاضي بتحرير بلال الأرفه لي. يدور الكتاب حول الصورة التي رسمها أبو حيّان التوحيدي لمجتمعه في القرن الرابع الهجريّ/ العاشر الميلادي، وهي صورة شديدة الحيويّة، مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي يتفنّن صاحب "الإمتاع والمؤانسة" في وصفها، قد باتت مرجعاً بالنسبة للمؤرخين على الرغم من أن مؤلفها لم يكن يبتغي وضع كتاب في التاريخ. ووفقاً للكاتبة، فقد ساعد التوحيدي على رسم تلك الصورة سفرُه بين مدن العراق والحجاز وبلاد فارس.
صدر حديثاً عن "غاليمار" كتاب "الإنسان المجرّد: من الجسد المادي إلى الجسد المصطنع"، للباحثة سيلفيان أجاسينسكي. تنطلق المؤلفة من ملاحظة أنه وبفضل القوة العلمية والتقنية، يحلم البعض بتغيير أجسادهم وإنتاج أبنائهم في المختبر، لتتساءل: هل ستكون ملامح إنسان المستقبل مختلفة عن إنسان الحاضر؟ وهل يمكن أن تظلّ أخلاقيات مجالات علمية مثل الطب والتجميل مستقبلاً كما هي اليوم؟ تربط المؤلفة بين السياقات العلمية والاقتصادية، حيث ترى أن الليبرالية تدفع إلى إنتاج أيديولوجيا تعتقد بأن التصرف بالجسد أمر أساسي للإنسان المعاصر.
في طبعة مشتركة بين "دار الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، صدر مؤخراً كتاب "الإسلام والحكم"، للباحث الجزائري زواوي بغورة. ينقسم العمل إلى ثلاثة أجزاء؛ في الأول يقدّم المؤلف الطرح المنهجي المعتمد والذي يقوم على إعادة بناء السياق التاريخي. وفي الثاني، يشتغل على التمييز بين المعتقد الديني والطرح الأيديولوجي الذي حوّل الدين إلى أداة خاصة بيد جماعة معيّنة بغرض الاستيلاء على رأسماله الرمزي ومن ثم تحويله إلى سياسة. أما الجزء الثالث فيخصّصه بغورة لتقديم تحليل نقدي لجملة القضايا التي تقاطع معها الكتاب.
يصدر قريباً عن "منشورات جامعة كولومبيا" كتاب "ما هي السينما اليابانية"، للكاتب والمؤرخ السينمائي الياباني يوموتا إنهيكو، وقد ترجمه إلى الإنكليزية فيليب كافن. الكتاب مرجعي في ما يخص تاريخ صناعة الفيلم في اليابان، حيث يعرض لأهم المخرجين ويحلّل أمهات الأعمال السينمائية التي تؤرخ للحظات الانعطاف في السينما اليابانية، ويتناول علاقات السينما اليابانية بالسينما في العالم، خصوصاً الأميركية. كما يقدّم سير عدد من الممثلين وكتاب السيناريو ومؤلفي الموسيقى التصويرية وأهم المصوّرين في تاريخ السينما اليابانية منذ بداياتها.
صدر حديثاً كتاب "مأساة الكتاب الروس"، للباحث جودت هوشيار، عن "دار الزمان للنشر والتوزيع". يتناول المؤلّف الحياة الثقافية في روسيا خلال القرنين الماضيين، ويُفرد فصلاً لسيرة مكسيم غوركي (1868 – 1936)، أحد أبرز الروائيين الذي ارتبط اسمه بالثورة البلشفية وعلاقاته المركبة مع السلطة والكتّاب سواء الموالين منهم للنظام الشيوعي أو المعارضين له، ويحلّل أيضاً قصيدة الشاعر أوسيب ماندلشتام (1891 – 1938)، التي انتقد فيها حكم ستالين الشمولي، كما يتناول الجيل الضائع في الأدب الروسي الحديث، ومفارقات المشهد الراهن.
"عن منشورات جامعة ستانفورد"، صدر كتاب "باسم الأمة.. الهند وشمالها الشرقي"، للباحث سانجيب باروه. يتناول المؤلّف منطقة هندية حدودية تطلّ عليها عدّة بلدان، هي ميانمار وبنغلاديش وبوتان والمناطق التبتية في الصين، وقد شهدت علاقات مضطربة مع جيرانها عبر التاريخ، حيث تتجلى بشكل حاد قضايا الهجرة وتوزيع الثروات وترسيم الحدود والجماعات المسلحة. بعيداً عن التناول السياسي، يبحث الكتاب في علاقة التعدد الاجتماعي والثقافي في المنطقة، وكيف أن هذه المنطقة رغم خصوصياتها تمثّل جزءاً من الهوية الوطنية الموحدة للأمة الهندية.
صدر مؤخراً كتاب "دول حوض النيل تعاون أم صراع"، من تأليف ولاء الشيخ، عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب". يتناول العمل أسباب وتداعيات أزمة مياه النيل وآفاق الحل السياسي. يتضمّن الكتاب سبعة فصول تعالج نشأة وتطوّر نهر النيل من الناحية الجيولوجية ويبحث في مسألة اكتشاف منابع النيل والعلاقات التاريخية بين دول حوضه، ثم يتتبّع الأصل التاريخي لأزمة مياه النيل وتطوّراتها، وصولاً إلى تداخل ذلك مع الحضور الأجنبي في أفريقيا واستعمال مياه النيل كورقة ضغط سياسية، خصوصاً على حصّتي مصر والسودان.
"التخاطب.. مبادئه وقواعده واستراتيجياته وآدابه"، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث العراقي هاتف الثويني، عن "دار الرافدين". يسلّط المؤلّف الضوء على تاريخ التواصل البشري الذي يتأسّس لدى كثير من الدارسين على المونولوغ الداخلي الذي يحاور به الإنسان نفسه، وكيف يعكس في عملية التخاطب مع الآخر، والذي تُبنى من خلاله الأفكار والعلوم والأدب والفلسفات والمعارف لدى مختلف الحضارات، متوقفاً عند إنشاء الخطاب وسياقاته التاريخية في الحضارة العربية الإسلامية وتمثّلاته النقدية والبلاغية والمنطقية والأصولية والفلسفية.
صدرت حديثاً عن "مكتبة الإسكندرية" طبعة جديدة من كتاب "رسالة عن الإسكندرية القديمة"، لمحمود باشا الفلكي، والذي نُشر لأول مرة بالفرنسية عام 1872 وترجم للعربية عام 1967. الكتاب لأحد أبرز الفلكيين المصريين (1815 – 1885)، الذي قام برسم خريطة للإسكندرية القديمة وأخرى للمدينة المأهولة ودوّن في تلك الخريطة جميع المباني العامة وشوارع المدينة بأسمائها، كما قام بإجراء دراسات مساحية ورسم خريطة للمنطقة المحيطة بالمدينة، والتي لا تزال تشكل الخريطة الطبوغرافية الأم التي يعود إليها جميع المخططين الحضريين في المدينة.
"الخطاب السردي العُماني"، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحثة عزيزة الطائي، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". تستعرض المؤلّفة الكتابات السردية العُمانيّة الحديثة في الفترة الممتدة بين 1939 و2010، وهي شاملة للسّرد التمثيلي والتخييلي ضمن أجناس القصة القصيرة والرواية والقصة القصيرة جداً، والسير الذاتيّة، لما تمثّله هذه الكتابات المتنوّعة من روافد دالّة على خصائص تبلور الخطاب السردي العُماني ومظاهر تطوّر آلياته الكتابيّة الفنية والمضمونية على مدى حقبة من الزمن غير قصيرة تسمح بتقويمه ورسم أهمّ تضاريسه.