13 يوليو 2015
أنا حزين إذن أنا أفكر
عمر صقر (مصر)
الحزن ليس كلمة تكتب، ليس كلمة تنطق. الحزن عالم يعيشه بعضهم، ويتنفسه بعضهم، ويمارسه بعضهم، ويصلي في محرابه كثيرون، بطقوس جنائزية غير معروفة، فلا يوجد حزن يسمى الحزن الهندي أو المصري أو الشامي أو حتى الأميركي، بل هو سمة كونية، بلينا بها في عالمنا الأرضي المتصارع، حتى القطط والحيوانات عيونهم أيضا تقول كلاماً حزيناً بلا دموع، قد لا نقرأه سريعاً، لكنهم أيضا للأسف موجوعون ومتألمون. يقول الشاعر العربي:
لم يخلق الله الدمع لامرئ عبثا الله أدرى بلوعة الحزن، أدرى بلوعة الحزن وانكسارها، وهشاشتنا الداخلية التي ما عادت تتحمل وقع حياتنا الكئيبة المليئة بالصراعات. هل فعلا وصلنا إلى راهن بطن الأرض أفضل من ظهرها؟ هل فعلا عاد المساء مريحاً، أم عاد مسكوناً بالشجن والألم؟ هل أصبحنا كالبشر، أو أننا نتقمص شخصيات أخرى ندعي فيها السعادة، ونحن أتعس خلق الله؟
كنت دائماً من أنصار تصدير السعادة، لأنه دليل حقيقي على أننا شعوب تحبو نحو المستقبل بقوة. ولكن، رغما عني، فالكتابة حالة، وحالتي ليست منفصلة عن واقعنا العربي المتساقط والمتعب. أنا حزين، ويجب أن تكون حروفي حزينة أيضاً، وإلا فإني أخدع بها، وما أكثر الخادعين، وما أكثر المخدوعين.
مبررات الحزن كثيرة، ولكن، يكفي أن تنظر حولك لتحزن. يكفي أن تناقش أحداً لتعرف إلى أين وصلنا، يكفي أن تنظر للمرأة لتعرف حجم الحزن، يكفي أن تمشي في الشارع لتحزن، يكفي أن تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي لتحزن. يكفيك أن تتابع الأخبار، لتعرف أن تلك الطفلة التي باعت الزهور لتأكل، ماتت من شدة البرد لتحزن. يكفيك أن تنظر إلى المرآة بشد الألف، لتعرف الحزن الحقيقي القابع. أنظر، يا أخي، بقوة إلى عينك، لتعرف الحقيقة الملقاة في بئر الخوف والجهل، تلك الحقيقة التي نتراوغ معها كلاعب ماهر، ونكره بشدة من يحاول كشفها أو تعريفها لنا، بعد تعريف كل خطايانا التي نحن السبب فيها. نعم، نحن السبب، فأنا حزين يعني أنا أفكر. وشكراً.
لم يخلق الله الدمع لامرئ عبثا الله أدرى بلوعة الحزن، أدرى بلوعة الحزن وانكسارها، وهشاشتنا الداخلية التي ما عادت تتحمل وقع حياتنا الكئيبة المليئة بالصراعات. هل فعلا وصلنا إلى راهن بطن الأرض أفضل من ظهرها؟ هل فعلا عاد المساء مريحاً، أم عاد مسكوناً بالشجن والألم؟ هل أصبحنا كالبشر، أو أننا نتقمص شخصيات أخرى ندعي فيها السعادة، ونحن أتعس خلق الله؟
كنت دائماً من أنصار تصدير السعادة، لأنه دليل حقيقي على أننا شعوب تحبو نحو المستقبل بقوة. ولكن، رغما عني، فالكتابة حالة، وحالتي ليست منفصلة عن واقعنا العربي المتساقط والمتعب. أنا حزين، ويجب أن تكون حروفي حزينة أيضاً، وإلا فإني أخدع بها، وما أكثر الخادعين، وما أكثر المخدوعين.
مبررات الحزن كثيرة، ولكن، يكفي أن تنظر حولك لتحزن. يكفي أن تناقش أحداً لتعرف إلى أين وصلنا، يكفي أن تنظر للمرأة لتعرف حجم الحزن، يكفي أن تمشي في الشارع لتحزن، يكفي أن تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي لتحزن. يكفيك أن تتابع الأخبار، لتعرف أن تلك الطفلة التي باعت الزهور لتأكل، ماتت من شدة البرد لتحزن. يكفيك أن تنظر إلى المرآة بشد الألف، لتعرف الحزن الحقيقي القابع. أنظر، يا أخي، بقوة إلى عينك، لتعرف الحقيقة الملقاة في بئر الخوف والجهل، تلك الحقيقة التي نتراوغ معها كلاعب ماهر، ونكره بشدة من يحاول كشفها أو تعريفها لنا، بعد تعريف كل خطايانا التي نحن السبب فيها. نعم، نحن السبب، فأنا حزين يعني أنا أفكر. وشكراً.
مقالات أخرى
29 يونيو 2015
21 يونيو 2015
10 يونيو 2015