نفّذ عشرات طلاب المدارس وأولياء الأمور في مدينة إب وسط اليمن، وقفة احتجاجية أمام مبنى السلطة المحلية في المحافظة، مطالبين بإخلاء الطرقات والمدارس من الميليشيات المسلحة، وإعادة الأمن لاستئناف الدراسة في المدارس.
وطالب المحتجون رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والمحافظ يحيى الأرياني، بتولي مسؤولياتهما حيال ما يجري في المدينة، مؤكدين على تمسكهم بحقهم في حياة آمنة للأطفال بعيداً عن المواجهات المسلحة. ووصفوا ما تقوم به جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بـ"الاحتلال للمنشآت التعليمية والأكاديمية والرياضية".
وأصدر الطلاب بياناً وجهوه للجماعات المسلحة، قالوا فيه: "مدرستي مغلقة، والشارع أمامي بمثابة سجن وكابوس. لم نعد نلعب أو نلهو أو ندرس. طلقات أسلحتكم سببت لنا الخوف والرعب. ارحلوا عن مدينتنا".
بدوره، أعرب أحد أولياء الأمور منصور مرشد عن استيائه جراء الأوضاع التي وصلت إليها المحافظة بعد دخول الحوثيين إليها. وقال إن "العناصر المسلحة القادمة من خارج المدينة قد حوّلت مدارس إب إلى ثكنات ومعسكرات، الأمر الذي أدى إلى توقف العملية التعليمية". أضاف أن "عناصر تابعة للحوثيين تتمركز في كل من مدرسة الوحدة والشعب وخالد بن الوليد والنهضة وغيرها، وقد حولوها إلى ثكنات وتجمعات خاصة بهم".
تابع مرشد أن "إيقاف العملية التعليمية جريمة، لأن المدرسة هي التي تخلص أطفالنا من التطرف والغُلو. وما تقوم به عناصر الحوثي يساعد تنظيم القاعدة على الانتشار وليس العكس". وأكد أن الحرب على الإرهاب "لا يمكن أن تكون من خلال ترهيب الأطفال وترويعهم ومنعهم من الدراسة".
في السياق، ناشد الطالب محمد العديني (16 عاماً) رئيس الجمهورية التدخل وإخراج المسلحين من مدرسة الشعب التي يدرس فيها. وكانت المواجهات المسلحة في مناطق مختلفة بمحافظة إب خلال الأيام الماضية، قد أدت إلى نزوح بعض الأسر وإيقاف العملية التعليمية في المدارس المتواجدة في مناطق التوتر.
وأصدر مكتب التربية في إب قراراً بإيقاف الدراسة في كل من المشنّة والبخار ويريم، وهي المناطق التي تدور فيها المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسكان. وكان مدير شؤون الموظفين في مكتب التربية في مديرية المشنّة مشهور السلمي، قد أعلن لـ"العربي الجديد" أن "القرار جاء حرصاً على حياة التلاميذ والمدرسين والعاملين في المدارس، خشية أن يصيبهم مكروه بسبب المواجهات المسلحة". أضاف أن "هذه المناطق تضم 160 مدرسة حكومية وأهلية، يرتادها أكثر من 81 ألف طالب وطالبة".