الأطفال ضحايا الكبار في كل مكان. فهم الفئة الأكثر هشاشة وضعفاً التي لا تمتلك إمكانية الدفاع عن حقوقها ومن بينها التعليم والغذاء والصحة والترفيه. حقوق تخسرها الطفولة بمجرّد دفعها إلى سوق العمل.
ليست عمالة الأطفال مسألة عادية ولا صورة يمكن التعوّد عليها. المكان الطبيعي للأطفال هو خلف الطبقات الخشبية وأمام الألواح الملوّنة، ولو فرضت الظروف عليهم غير ذلك. الحروب والنزوح والأحوال الاقتصادية التي خنقت المواطنين في بلداننا المشتعلة أبداً زادت من تفاقم هذه الظاهرة.
ويبدو أن حكومات كثيرة قرّرت التغاضي عن هذه المشكلة عندما تركت هؤلاء الأطفال خارج المكان الذي يفترض أن يوجَدوا فيه، وهو المدرسة، فنفضت يدها وأدارت وجهها إلى الناحية الأخرى كي لا تتحمّل مسؤوليتها.
معظم هؤلاء الأطفال الذين تحدّث معهم "العربي الجديد" يعملون في مهن تشكّل خطراً على صحتهم وأحياناً على حياتهم. يفيقون باكراً، كل يوم، ليتوجهوا إلى مهن يتعرّضون فيها للكثير من الإذلال والانتهاكات.
أرقام منظمة العمل الدولية لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، والذي يصادف اليوم، تشير إلى أن أكثر من مليون طفل يعملون في الدول العربية (طفل من 35). وهذا ما وثقته المنظمة، إلا أن ما غاب عن التوثيق أكثر من ذلك بكثير.