"مُزمن": التعب النفسي كحالة عامّة

22 ابريل 2016
(من "فيلم غير منتج" لـ أوريل أورلو)
+ الخط -

في ظلّ الظروف الاجتماعية والسياسية القائمة في مصر خلال السنوات الأخيرة، والتي تُلقي بظلالها على الحياة اليومية، يبدو مفهوم "التعب النفسي" وقد تمدّد، ليتحوّل من توصيفٍ لحالةٍ أو حالات شخصية إلى حالة عامّة.

ضمن هذه المقاربة، يأتي معرض "مزمن"، الذي يحتضنه "مركز الصورة المعاصرة" في القاهرة منذ أوّل أمس الأربعاء وحتى الرابع من حزيران/ يونيو المقبل؛ حيث يقدّم أعمالاً فوتوغرافية وتشكيلية وسينماية تقارب موضوع المرض النفسي في سياقاته الاجتماعية والسياسية.

يشارك في المعرض خمسة فنّانين؛ هم: خوارج العباسية، وألبيرتو غريفي، ودورا غارثيا، ومحمد شوقي حسن، وأوريل أورلو، يقدّمون رؤاهم حول الموضوع، في أعمال فنية تقارب حالات تعاني من المرض.

المعرض هو الفصل الثاني من مشروع أطلقه "مركز الصورة" بعنوان "لو لم يكُن هذا الجدار". وبينما اهتم الأوّل بموضوعات تتعلّق بالحبس والعزل وآثارهما، يهتم الثاني بأشكال أخرى من العزل، غير تلك المادية.

إلى جانب المعرض، يقدّم المشروع عروض أفلام وقراءات ونقاشات، ومساءلات حول سلطة التفريق بين مفهومي "العاقل" و"المريض"، راصداً الامتدادات الزمنية للتعب النفسي وحدّته وتداخله مع ذوات أصحابه.

تتباين أشكال الحالات النفسية التي تحضر في المعرض بين الشعور المنتشر بالإرهاق، والحزن، والصدمات التي تصاحب تجارب الحبس، والعيش تحت الاحتلال. 

ينطلق "مزمن" من التعب النفسي في محاولة لقراءة الواقع الاجتماعي والسياسي المعاصر، والإضاءة على لحظات مظلمة في تواريخ الأماكن والأحداث التي تخفي تجارب معايشة العنف والاحتلال وتجارب الحبس من منظور ما تتركه على ذوات من تعرّضوا إليها.

يقول القائمون على المشروع إنه "محاولة لتعرية المعاناة المتوارية والمتراكمة والمهمّشة التي يجري تجاهل التعبير عنها، وإبراز أن أشكال العزل والحرمان من الحقوق الشخصية في مؤسّسة العلاج النفسي ليست سوى الوجه البارز لآليات عزل موجودة في أماكن عديدة حولنا، مثل العائلة والمدرسة ومكان العمل".

من هنا، يسعى المعرض إلى استكشاف إمكانية تحوّل "المتاعب النفسية إلى وقود للمقاومة بدلًا من عبء يتحمّله صاحبه، من خلال استكشاف ما تحمله كتجارب إنسانية من غنى وتعقيد في سياق العمل من أجل التغيير. يأمل "مزمن" عبر التطرق إلى المجال النفسي والمشاعر أن يعترف بهذا الكامن المهمّش عن مجال لغتنا ورؤيتنا".

دلالات
المساهمون