"بيت الشعر الجزائري": أصوات تناهض الاعتراف المجاني بالاحتلال

16 اغسطس 2020
عمل لـ رشيد قريشي/ الجزائر
+ الخط -

بعد مبادرات مثقفين في المغرب وعُمان بالتنديد بالخطوة التطبيعية التي أقدمت عليها دولة الإمارات، بدأت تتالى بيانات مؤسسات ثقافية عربية عدة مثل "رابطة الكتاب الأردنيين" و"اتحاد الكتاب التونسيين"، وآخرها "بيت الشعر الجزائري" الذي أصدر اليوم بياناً يستنكر ما أقدمت عليه الإمارات. 

يبدأ البيان كالتالي: "ينبئ واقع الممارسات الحقيقية للعديد من الأنظمة السياسية في عالمنا العربي، في كل مرّة، عن ردة اهتزازية جديدة، ولكنها منتظمة ودقيقة في توقيتها وفي أهدافها الظاهرة والخفية، للزلزال العنيف الذي ضرب القضية المركزية التي بني عليها الوجود الحضاري والتاريخي للأمة العربية في صميم طموحاتها في الوجود والحرية والديمقراطية منذ عصر النهضة، ألا وهي القضية الفلسطينية".

ويضيف: "ولئن تزامنت الردّات المتكررة لهذا الزلزال العنيف مع نمو المد التحرري وبناء الدويلات الوطنية المسنودة من طرف الشعوب الطامحة لتحرير الإنسان من كل شوائب الكولونيالية ونضالها المستمر من أجل الدفاع عن قضية الإنسان الفلسطيني وأرضه المغتصبة منذ نكبة تأسيس الكيان الصهيوني في هذه الأرض، وذلك من خلال ممارسة الكيان الصهيوني للتشريد والنفي والتهجير ثم التقتيل والقصف والتقسيم والاستيلاء على ما تبقى من الأرض، بما تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولياته التاريخية هذه الأنظمة التي سارعت إلى التطبيع الخفي والعلني مع الكيان الصهيوني، فإن ما يبدو لنا، نحن الشعراء الجزائريين المنضوين في بيت الشعر الجزائري، أخطر بكثير من التطبيع السياسي لهذه الأنظمة، هو التخلي التدريجي للنخب الثقافية والعربية عن القضية الفلسطينية وتحييدها المستمر عن واقع الممارسة الفكرية والإبداعية وإلغائها من واقع الكتابة الإبداعية والفنية".

يشير البيان إلى أن "بيت الشعر الجزائري" قد "نأى بنفسه، منذ تأسيسه، عن بيوت الشعر العربية الأخرى المدعومة من بعض هذه الأنظمة تسميةً ورؤيةَ وقناعةَ، بعدالة القضية الفلسطينية وبنضالات شعبها الأبيّ"، ومن هنا يخلص إلى  التنديد "بشدة بالانجرار المستمر للأنظمة العربية إلى مادة التطبيع من الاعتراف المجاني بالكيان الصهيوني الذي أوصل القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه، ونعتبر هذا التطبيع خيانة تاريخية للقضية الفلسطينية ونكراناً لنضالات الشعب الفلسطيني الأعزل على مدى عقود طويلة من الزمن، كما نهيب بكل النخب الثقافية والفكرية والسياسية العربية الحرّة بمختلف توجهاتها وقناعاتها الفكرية والإيديولوجيةـ للوقوف في وجه التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني واعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية ونواةً أساسية في أي مشروع ثقافي حضاريّ".

يأتي هذا البيان في ظل صمت الكثير من المؤسسات الثقافية الأخرى في الجزائر، كما أن ردود أفعال المثقفين – في مجمل البلاد العربية – بدت باهتة إلى حد فلم تتعدّ تدوينات مناصرة القضية الفلسطينية وشجب كل الخطوات التطبيعية، في وقت فتح عدد من المثقفين المغاربة باب المبادرات الرمزية بإعلان سحب أعمالهم من كل الجوائز الأدبية التي تدعنها الإمارات. 

المساهمون