استمع إلى الملخص
- **المسيرة الأكاديمية**: بدأ مشواره في الترجمة خلال السنة الجامعية الثالثة، ودرس الأدب الإنجليزي في غزة ثم الماجستير في لندن، وركز على التنظير الترجمي وسوسيولوجيا الترجمة، وانغمس في الترجمة تدريساً وبحثاً لمدة 26 عاماً.
- **التحديات والجوائز**: يواجه المترجم العربي عقبات في الاعتراف الأكاديمي وسياسات الترجمة، لكنه يرى تحسناً. حصل على "جائزة الشيخ حمد للترجمة" لعام 2023، ويطمح لتعزيز دور الترجمة في التنمية العربية وإنشاء مجلة متخصصة.
تقف هذه الزاوية مع مترجمين عرب في مشاغلهم الترجمية وأحوال الترجمة إلى اللغة العربية اليوم. "عالجتُ في أبحاثي ترجمة أدب المقاومة إلى الإنكليزية، وتقصّيتُ مفاهيم كسياسات الترجمة وغياب العدالة في المجال الرقمي"، يقول المُترجِم الفلسطيني في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- سؤال عِسِرٌ. لأنّني من غزّة، أهلي هناك: مشرّدون جائعون منهكون، أصدقائي ما بين قتيل ومُصاب إصابة بالغة، ومُختفٍ قسرًا، زملائي الأكاديميون الذين عشتُ بينهم دهرًا مُثمرًا في "جامعة الأقصى" التي كانت خليّة نحل بثلاثين ألف طالبة وطالب وألف خمسمائة مدرّس تملأ حركتهم أنحاء الجامعة بالأمل. الآن في الخِيام بعد أن كانوا في قاعات الدرس يتسلّحون بالعِلم والطموح. أنظر إليها الآن فأراها رُكامًا يصفر فيه خراب مريع. كان في غزّة حلم، الآن كابوس. كان في غزّة شيء من حياة. الآن موت باسط جناحَين من حديد ونار. ورغم كلّ ذلك علينا أن نحيا وأن نحيا. وأن نسير في حياتنا ونُسايرها كيما نؤدّي شعائر اليوم العادي.
■ كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟
- شرعتُ أترجم وأنا في السنة الجامعيّة الثالثة، ولم تكن الترجمة، حينها، في أحسن أحوالها في تلك الأوقات، فلم يكن ضمن مقرّرات الدراسة الجامعية سوى مساقين في الترجمة. ولكنّي تعلّمت منهما أشياء دفعتني لأن أشعُر بأهمية هذا المجال. بعد إتمام شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي من "الجامعة الإسلامية" في غزّة، توجّهت إلى "جامعة ويستمنستر" في لندن لدراسة الماجستير في الترجمة، وكان التركيز في حينه على الترجمة العملية وشيء من نظريّاتها. في لندن تعرّفتُ إلى أعمال مُنظّرة الترجمة المرموقة منى بيكر التي كانت في حينه تعمل بـ"جامعة مانشستر". وتحت إشرافها الرصين واصلتُ رحلتي، بقليل من الانزياح، إلى التنظير الترجمي، ولا سيما سوسيولوجيا الترجمة، في دراسات الدكتوراه. كانت أطروحتي عن الترجمات العربية لكُتب إدوارد سعيد الرئيسة: "الاستشراق"، و"الثقافة والإمبريالية"، و"تغطية الإسلام". ولهذا تراني منغمسًا في الترجمة ممارسة وبحثًا وتدريسًا منذ ستّة وعشرين عامًا.
■ ما هي آخر الترجمات التي نشرتها، وماذا تترجم الآن؟
- كتاب "الدروع البشرية: تاريخ بشر على خطّ النار" لـ نيف غوردون ونيكولا بيروجيني، وكتاب "تشكّل الدولة الحديثة: الإمبراطورية العثمانية من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر" لرفعت أبو الحاج. كلاهما صدر هذا العام 2024. أعمل الآن على أبحاث تتعلّق بالترجمة وخاصة في مسألة التمثيل التي عادت للواجهة بقوّة في ظلّ الحرب على غزّة. كذلك أعمل على نشر أبحاث عن الترجمة وحقوق الإنسان وهو مبحث من مباحث دراسات الترجمة الحديثة. كما أتقصى سياسات الترجمة وغياب العدالة في المجال الرقمي، لا سيّما حين يتعلّق الأمر بالمجتمعات المستضعفة. قبل ذلك عالجتُ في أبحاثي ترجمة أدب المقاومة إلى الإنكليزية، بالتركيز على ترجمة "رجال في الشمس" لغسّان كنفاني، وكذلك نشرتُ عن الأمّة والترجمة في فلسطين.
مُنغمِس في الترجمة تدريساً وبحثاً منذ ستة وعشرين عاماً
■ ما هي، برأيك، أبرز العقبات في وجه المترجم العربي؟
- الزمن يتطوّر. وما كان عقبة بالأمس لم يعد عقبة اليوم. كانت الترجمة تُعاني مدّة من الزمن من الإهمال الأكاديمي والمؤسّسي وتلك عقبتان أُزيحتا، أو قُل عُولجتا، إلى حدٍّ ما، بحُكم حركة صعود تخصّص الترجمة في الوطن العربي بوصفه عِلمًا قائمًا بذاته له منظروه وبرامجه الأكاديمية مثل برنامج الدراسات العليا في الترجمة وعلومها في "جامعة حمد بن خليفة". أمّا على مستوى المؤسسة فالترجمة معترَفٌ بها ولها جوائز تَحتفي بها. بقيت في نظري عقبتان، الأولى وهي مزيدٌ من الاعتراف للمُترجم بأنّه شريك في العملية المعرفيّة. إلى الآن لم يحظَ المترجم بحقّه التامّ في التقدير، لا سيما في المجال الأكاديمي العربي. العقبة الثانية سياسات الترجمة وإنتاجها لا تزال في حالتها الجنينية، ولكنّي آمل أن تصل جهود الترجمة من اللغات المُختلفة إلى العربية إلى المستوى المطلوب، فحتى الآن، المحاولات الراهنة لا ترقى لأهمّية الفكرة، رغم اعتراف الجميع بأنه لا نهضة دون عناية كافية بالترجمة.
■ هناك قول بأن المترجم العربي لا يعترف بدور المحرِّر، هل ثمة من يحرّر ترجماتك بعد الانتهاء منها؟
- أنا أعترف به! دور المحرّر مركزي. وكذلك دور المُراجِع. الأول له علاقة بتحسين جودة اللغة. والآخر بجودة المادّة التخصّصية في رأيي. وأنا أعمل مُراجِعًا ولهذا أعتقد أنّ المراجعة عملية لا بدّ منها لإخراج العمل على أعلى قدر مُمكن من الدقّة والكمال. حين ترجمتُ كتاب "مبادئ القانون الدولي العام لبراونلي" تحرير: جيمس كروفورد، كان لملاحظات المراجع رودريغ أبي خليل، وهو أستاذ في القانون الدولي، أثرٌ بالغ لم يكن للكتاب أن يخرج بالشكل المطلوب من دونه. ثم إنّ تظافر الجهود المتعددة المشارب في إخراج النص المترجم يعطيه مصداقية لدى المتلقّي سواء أكان مثقّفًا عامًّا أم متخصّصًا. وهذا مغزى عمل الفريق.
■ كيف هي علاقتك مع الناشر، ولا سيما في مسألة اختيار العناوين المترجمة؟
- في الغالب الناشر يقترح وأنا أقبل أو أرفض. جاءني كتاب فيه خرافات فرفضته. لكن تجربتي مع وحدة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ثريّة من الناحيتين الفنّية والتخصّصية. فالعمل منضبط والقائمون على الوحدة يتمتّعون بالمهارات المهنية اللازمة والمعارف التي تمكّنهم من التعامل بإتقان مع العمل المُترجَم في مراحله المختلفة من الانتقاء حتى النشر، وهي مراحل متعدّدة تتطلّب انتباهًا لتفاصيل مختلفة لا يشعر بها مَن هو بعيدٌ عن المجال. جُندٌ مجهولون كُثر يساهمون في المخرج النهائي قبل أن يرى الكتاب النور. وهؤلاء يستحقّون الانتباه والتقدير.
مثلما أنّ الكاتب لا ينشر إلّا ما يقبله فكره، كذلك المُترجِم
■ هل هناك اعتبارات سياسية لاختيارك للأعمال التي تترجمها، وإلى أي درجة تتوقف عند الطرح السياسي للمادة المترجمة أو لمواقف الكاتب السياسية؟
- الانتقاء مبحث من مباحث دراسات سوسيولوجيا الترجمة. ولا يُمكن لمترجم أن يترجم نصًّا لا يرضى عن محتواه ورسالته سواء أكانت الرسالة أخلاقية أم سياسية أم فكرية. ولهذا لا مندوحة عن السياسة ولا مهرب منها حتى في الترجمة. إن الترجمة فعل سياسي بامتياز. فمن خلالها تُعلن الحروب، وتجري المفاوضات، وتُبرَم المعاهدات. ولك أن تسأل: ماذا عن كتاب محتواه عدائي مثلًا ككتاب هنتنغتون "صِدام الحضارات"؟ أليس على المرء أن يعرف آخَرَه؟ الجواب: نعم. تترجم هذه الكتب لأغراض المعرفة. وهنا تدخل حركيات مختلفة بالتأكيد، فالترجمة تظلّ فعلًا إنسانيًّا يتداخل فيه الخاصّ والعام. أذكر أن الذين ترجموا كتاب "صِدام الحضارات" قدّموا له بمقدّمة طويلة دحضتْ منطلقاتِه. وهذا أمرٌ تتقصّاه دراسات الترجمة في مبحث الأخلاقيات والترجمة. وثمّة فكرة الراعي (patron)، التي تحدّث عنها الباحث أندريه لوفيفر، وهو منظّر ترجمة هولندي، كما ناقشتها منى بيكر في موسوعتها عن دراسات الترجمة، التي أرجو أن تُترجم يومًا إلى العربية. ومثلما أنّ الكاتب لا ينشر إلّا ما يقبله حسّه وفكره، كذلك المُترجِم. طُلب منّي التقدّم لترجمة كتاب، لم أرضَ عن محتواه، فصعبت شروطي وانتهى الأمر.
■ كيف هي علاقتك مع الكاتب الذي تترجم له؟
- الكاتب والمترجم شريكان في العمل. ولولا المُترجم لما عُرف الكاتب، بل إنّ الكاتب أحيانًا لا يُعرف في بلده ولغته إلّا إذا تُرجِم إلى لُغة أُخرى فيدخل إلى ثقافته من باب الترجمة. مثال ذلك ما حصل مع وليم فوكنر، الروائي الأميركي. لم تعرفه أميركا حقّ المعرفة إلّا بعد أن ذاع صيتُه في فرنسا بفضل ترجمة أعماله من الإنكليزية إلى الفرنسية. هنا التفتت له بلاده وثقافته وحاز "جائزة نوبل للأدب" في ما بعد. من ناحية أُخرى، الكاتب إمّا أن يكون حاضرًا فيُستشار وهذا من أفضل أنواع التعاون. وإمّا أن يكون غائبًا فتُستشار كتبُه الأُخرى للتعرّف إلى أسلوبه. أو يستشار من هو خبير به. فلكلّ كاتب، خاصة إذا عظُم شأنُه، قاموسُه الخاصّ وأسلوبُه الذي يصبح حكرًا عليه. مُراسلاتي مع محرّر كتاب "مبادئ القانون الدولي العام لـ براونلي"، جيمس كروفورد، ساهمت في تحسين جودة الترجمة وفي إخراج الكتاب على الشكل الذي خرج به.
■ كثيراً ما يكون المترجم العربي كاتباً، صاحب إنتاج أو صاحب أسلوب في ترجمته، كيف هي العلاقة بين الكاتب والمترجم في داخلك؟
- لا يُمكن للمرء أن يبرع مترجمًا إلّا إذا برع كاتبًا. أما من حيث الإنتاج، فأيسر على المترجم - الكاتب أن يضع أفكاره هو على الورق من أن يضع أفكار غيره. فما يضعه الكاتب على الورق أفكاره التي هي حصيلة قراءاته وتجاربه، أمّا المترجم فيضطلعُ أو قل "يُبتلَى" بوضع أفكار غيره. وهذا يزيد التبعة على المترجِم الذي لا يستطيع وهو ينقل أفكار غيره أن يتخلّى بالكلّية عن أفكاره، وتلك مفارقة، ولهذا نتقصّى في دراسات الترجمة السرديات الفكرية والنفسية بل والأيديولوجية التي تؤثّر في اختيارات المترجم اللغوية فتميل بالنص أحيانًا لجهة دون أُخرى. والطريف أحيانًا أن يكون المترجم عالي الكعب في لغته التي ينقل إليها، فيُعلي من شأن الكاتب ونصّه. قرأ أحدهم ترجمة لي، ثم أخبرني بأنه استمتع بلغة الكاتب. سألته: وكيف عرفتَ لغة الكاتب وأنت لا تعرف الإنكليزية، فانتبه وعلَت وجهه ابتسامة. وانظر كيف أثّرَ أسلوب الزيّات والعقّاد وزكي نجيب محمود وكمال أبو ديب وسامي الدروبي في عملية تلقّي النصوص التي ترجموها.
زملائي وطلّابي في "جامعة الأقصى" ما بين قتيل ومُصاب ومُختفٍ
■ كيف تنظر إلى جوائز الترجمة العربية على قلّتها؟
- الجوائز هامّة وذات أثر ولها هويّة، كما أنها إشارة اعتراف للمترجم بموقع في الثقافة. فهي تُظهر ما للترجمة من أهمّية في مشروع الاستنارة وتُتيح التواصل بين المترجِمين وتوطّد شغفهم وتعزّزه. وهي كذلك احتفاءٌ معنوي وتعويض مادّي للمُترجم عن جهده التراكمي عبر الزمن، وهي محفّز لعملية الاستنارة العامّة، تخلق بيئة مشجّعة على الإنتاج الترجمي. "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" إحدى هذه الجوائز. ويميّزها أنّ شعارها "من العربية إلى البشرية"، يَشي بأن الجائزة تسدّ ثغرة هامّة هُنا لأنّ العربية تقوم مقام المُرسِل والمتلقّي معًا مع إبراز لأهمية الإرسال. وقد فزتُ بها العام الماضي عن ترجمتي لكتاب "القانون الدولي العام لبراونلي". وهنا تبرز أهمية الرعاية. في كلّ العالم المتقدّم وعلى مرّ التاريخ، برز رُعاةٌ لولا سخاؤهم البالغ في تبنّي مشاريع ثقافية ونشر العلوم، لمَا كان لكثير من الأفكار حضور اليوم.
■ الترجمة عربياً في الغالب مشاريع مترجمين أفراد، كيف تنظر إلى مشاريع الترجمة المؤسساتية وما الذي ينقصها برأيك؟
- نعم الذي ينقصها مزيد من العمل والإنتاج. "المركز القومي للترجمة" في القاهرة يضطلع بجهدٍ وافر وإنتاج متواصل يستحقّ الإشادة. ووحدة "تُرجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" نقلت إلى العربية حتى الآن نحو مئتي كتاب منذ إنشائها عام 2012، وذلك رائع. لكن ليس هذا غاية ما تصبو إليه وتحتاجه البلدان العربية. إنها تحتاج مزيد تعرّف إلى الآخرين، وليس "الآخَر"، فالعالَم المتقدّم لا ينحصر في آخَر واحد، وإنما هو أطيافٌ مُختلفة وثقافات متعدّدة ولُغات كثيرة. حتى الآن الإنتاج الترجمي قليل مقارنة بموقع البلدان العربية في العالم وبالنظر إلى ما تحتاجه من معارف. ينقصنا التنسيق. يُجمل بنا البناء على تجربة "مركز تنسيق التعريب" الذي أنشئ عام 1961 ويتبع جامعة الدول العربية.
■ ما هي المبادئ أو القواعد التي تسير وفقها كمترجم، وهل لك عادات معينة في الترجمة؟
- نعم لكلّ كتاب قصّة ولكلّ نصّ طرائق. فكتاب "ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين" لـ ميكو بيليد الذي كان أول كتاب أُترجمه إلى العربية من الإنكليزية ونشرته "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت. كان تجربة ثريّة. من خلاله تعلّمت الاهتمام بقواعد العربية وأهمية تمثيلها في عملية الترجمة، حتى لا يكون النصّ المُترجم نسخة شائهة من النص الأصلي. وهذا منسجمٌ مع كلام لكاثرينا ريس، وهي منظّرة ألمانية، حيث ترى وجاهة في إنزال النص الأصلي عن عرشه، وبهذا يتعامل المترجِم مع النص الأصلي، وفقًا لنظريتها ونظرية سلفها هانز فيرمير، على أنه "مادّة خام" ينسج منها المترجمُ النصَّ الجديد. والحقّ أنني أميل لهذا التفكير. إذ لكلّ ثقافة احتياجاتُها ولكلّ لغة شيفرتها. وهذا ما كان يفعله مترجمو عصر النهضة الحديثة، من أمثال طه حسين ومحمد فريد أبو حديد وحتى أحمد أمين، الذين كانوا، إضافة إلى أنّهم كتابٌ كبارٌ، مترجمين من الطراز الأول.
كان في غزّة حلم وشيء من حياة، والآن يُخيّم الكابوس
■ كتاب أو نص ندمت على ترجمته ولماذا؟
- لا أذكر أنّني ندمت على نصّ ترجمته. لكن هناك نصوصا مُقلقة وندمت على أنها لم تأخذ حظّها من حيث الوقت. فالندم عندي هنا عدم إعطاء الكتاب حقّه من التفكير والتدبّر. كتاب هامّ ككتاب "ضدّ التيّار" لـ إزايا برلين مثلًا، كتبه صاحبه بالتأكيد على فترات متطاولة تزيد عن سنة على أقل تقدير، ترجمتُه في ستّة أشهر. ضغط الوقت مُثير للكثير من الندم.
■ ما الذي تتمنّاه للترجمة إلى اللغة العربية وما هو حلمك كمترجم؟
- أُمنيتي أن تصبح الترجمة ذات شأن أسمى في عملية التنمية العربية، وأن تنهض مؤسسة بأرشفة الأعمال المترجَمة، وأن أُشرف أو أساهم في إنشاء مجلّة جديدة، إلى جانب ما هو قائم وله التقدير، خاصة بدراسات الترجمة تعالج شؤونها وتقدّم توصياتها وتُدلي برأيها في ما يُنشر من كُتب مترجمة وتعالج الترجمة بوصفها ركيزة من ركائز العبور إلى المستقبل لا عملا هامشيا من أعمال النُّسَّاخ والكَتبة. ما من حركة تنوير في أي مكان لم يكن للترجمة فيها شأن مبرز. وإن شئت فتتبع عصر المأمون الذي كان "بيت حكمته" موئلًا للفلسفة. كيف كان ذلك؟ بالترجمة الخلّاقة التي تقلّبت بالحياة الثقافية العربية في حينه من طور إلى طور في خطٍّ مستقيمٍ إلى الأمام: نقلٌ وتحصيل ثم إبداع وتأصيل.
بطاقة
أكاديمي ومُترجِم فلسطيني من مواليد غزّة عام 1976. حاصل على بكالوريوس من "الجامعة الإسلامية" عام 1998، والدكتوراه في دراسات الترجمة والدراسات الثقافية من "جامعة مانشستر" عام 2009، ويعمل أستاذاً في "جامعة حمد بن خليفة" بالدوحة. من ترجماته: "تنوير عشية الثورة: النقاشات المصرية والسورية" (2021) لـ إليزابيث سوزان كسّاب، و"مبادئ القانون الدولي العام لبراونلي" (2022)، و"الدروع البشرية: تاريخ بشر على خطّ النار" (2024) لـ نيف غوردون ونيكولا بيروجيني، و"تشكّل الدولة الحديثة: الإمبراطورية العثمانية من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر" (2024) لرفعت أبو الحاج. حاز "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" لعام 2023.